الجمعة، 20 سبتمبر 2024

12:49 ص

رئيس "آفاق" الإماراتية: نطرح رؤى للتعليم النوعي لمواكبة التغيرات

الدكتور طلعت آدم

الدكتور طلعت آدم

منى الصاوي

A A

رئيس مجموعة "آفاق" التعليمية بالإمارات لـ "تليجراف مصر"

نهدف إلى نقل تجربة "استشراف المستقبل" إلى الجامعات المصرية

الوطن العربي محاصر بين الرقمنة والحفاظ على الهوية الثقافية

قسم استشراف المستقبل هو الأول من نوعه في الوطن العربي

 

في عصر يشهد تسارعًا مذهلاً في التغيير التكنولوجي، بات استشراف المستقبل والتوجه نحو الرقمنة ضرورة ملحة، ففي عالم تتداخل فيه التقنيات الحديثة مع مختلف جوانب حياتنا، يصبح التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية وتسخيرها لصالحنا أمرًا بالغ الأهمية.

وفي خضم هذه الرحلة نحو المستقبل، تبرز الرقمنة كمحرك رئيسي للتغيير، فهي تمثل المفتاح الذي يفتح الأبواب أمام عالم من الإمكانيات اللامحدودة. من خلال تبني التقنيات الرقمية، نستطيع بناء مجتمعات أكثر ذكاءً واستدامة، وتحقيق التنمية الشاملة في مختلف المجالات.

الدكتور طلعت آدم

استشراف المستقبل

أجرى "تليجراف مصر" حوارًا مع الدكتور طلعت آدم، الحاصل على درجة الماجيستير من جامعة "نيوكاسيل" البريطانية، والدكتوراه في الإدارة التربوية من جامعة المنيا، ويشغل حاليًا منصب رئيس مجموعة "آفاق" للتعليم في دولة الإمارات والرئيس التنفيذي للجامعة الأوروبية الدولية.

يقول الدكتور طلعت آدم، "تتكون مجموعة (آفاق) من عدد من المؤسسات التعليمية بينها مركز (آفاق للتدريب والتنمية) وأكاديمية (آفاق للدراسات العليا)، وتهدف إلى تقديم خدمات تعليمية وتدريبية متميزة".

مسيرة مهنية

يضيف، "بدأت المسيرة المهنية كوكيل لكلية التربية بجامعة (الجفرة) في ليبيا، ثم انتقلت إلى الإمارات للعمل كمحاضر، ومن ثم حصلت على لقب عضو هيئة التدريس المثالي على مستوى الجامعة، ثم ترقيت إلى منصب رئيس القسم، ثم عميد الجامعة، لأصل في النهاية إلى منصبي الحالي كرئيس تنفيذي لمجموعة آفاق التعليمية".

ويؤكد، "تطمح مجموعة (آفاق) إلى الريادة في مجال التعليم والتدريب، من خلال تقديم برامج نوعية ومبتكرة تواكب التطورات العالمية، وتوسيع نطاق خدماتها لتصل إلى أكبر شريحة ممكنة من المستفيدين".

ويوضح: " توسعت الجامعة لتشمل مجموعة كبيرة من الكليات والأقسام، مما يوفر للطلاب خيارات دراسية متنوعة تلبي اهتماماتهم وتطلعاتهم المهنية، إذ تشمل هذه الكليات الإعلام، والقانون، والتربية، والآداب، والعلوم الإنسانية، والتمريض، وإدارة الأعمال، بالإضافة إلى تخصصات حديثة مثل برمجة الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والبرمجة".

ويضيف: "استحدثت المجموعة قسم (استشراف المستقبل)، وهو الأول من نوعه في الوطن العربي، ويقدم برامج ماجستير ودكتوراه في هذا المجال الحيوي، إذ تسعى مجموعة آفاق إلى مواكبة التطورات العالمية وتقديم برامج تعليمية مبتكرة، مما يساعد الطلاب على اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة للنجاح في سوق العمل المتغير".

الدكتور طلعت آدم

التطلع نحو المستقبل

يقول الدكتور طلعت آدم، إن استشراف المستقبل مجال يهدف إلى توقع التغيرات والتطورات المحتملة في المستقبل، سواء على المستوى الاجتماعي، أو الاقتصادي، أو التكنولوجي، أو البيئي، ويساعد هذا التوقع على اتخاذ قرارات استراتيجية مستنيرة في الحاضر، سواء على مستوى الأفراد، أو المؤسسات، أو الدول.

ويضيف: "كلية استشراف المستقبل تعمل على إعداد خريجين قادرين على وضع رؤية شاملة للمستقبل تمتد لثلاثين عامًا، وتشمل مختلف الجوانب الحياتية".

ويوضح أن الكلية ترتكز أيضًا على التخطيط الاستراتيجي بناءً على الرؤية المستقبلية، إذ يتم وضع خطط واستراتيجيات لتحقيق الأهداف المرجوة، فضلًا عن تطوير أساليب الذكاء الاصطناعي الذي يساهم بشكل كبير في عملية استشراف المستقبل، من خلال تحليل البيانات الضخمة واستخلاص الأنماط والتنبؤات.

ويشير رئيس مجموعة "آفاق" التعليمية، إلى أن تحليل PESTLE يساعد على فهم العوامل الخارجية المؤثرة على المؤسسات، مثل العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والقانونية والبيئية.

أما تحليل SWOT، يستخدم لتقييم نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التي تواجه المؤسسات، مما يساعد على اتخاذ قرارات استراتيجية فعالة.

ويلفت آدم، إلى أن استشراف المستقبل يهدف إلى تمكين الأفراد والمؤسسات من الاستعداد للمستقبل بشكل أفضل، من خلال فهم التغيرات المحتملة واتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.

الدكتور طلعت آدم

مركز افتراضي

ويؤكد أن الجامعة أنشأت مركز افتراضي متطور يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، ويتيح هذا المركز إمكانية وضع تصورات مستقبلية للدول في مختلف مراحل التنمية المستدامة.

تعاون مشترك

وفيما يتعلق بالتعاون بين الإمارات ومصر في مجال استشراف المستقبل، فقد بادرت مؤسسة آفاق بتقديم ملف شامل لإحدى الجهات المعنية في مصر، يتضمن هذا الملف جميع الأبحاث المتعلقة باستشراف المستقبل، ويهدف هذا التعاون إلى دراسة الملف ووضع خطة تعليمية متكاملة من قبل المتخصصين، تمهيدًا لدمج هذا المجال الحيوي في الجامعات المصرية، بحسب وصفه.

وتابع، "من المنتظر عقد اجتماع قريب يجمع بين مؤسسة آفاق ورئاسة مجلس الوزراء المصري، بهدف نقل التجربة الإماراتية الرائدة في مجال استشراف المستقبل إلى الجامعات المصرية، ويأتي هذا الاجتماع في ضوء توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة التعمق في دراسة البرمجة ومواكبة التكنولوجيا المتسارعة، مما يؤكد أهمية هذا التعاون في تعزيز مكانة مصر في هذا المجال الحيوي".

ويقول آدم، "تولي مؤسسة آفاق التعليمية اهتمامًا كبيرًا بتأهيل خريجيها لسوق العمل المستقبلي، ويتم ذلك من خلال دراسات مستفيضة للسوق العالمية والوظائف المتوقعة في المستقبل القريب، والتي تشير إلى اختفاء حوالي 160 ألف وظيفة تقليدية واستبدالها بنحو 142 ألف وظيفة جديدة مرتبطة بالتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وبناءً على هذه الدراسات، تقوم المؤسسة بتصميم برامجها التعليمية لتزويد الطلاب بالمهارات والمعرفة اللازمة للنجاح في هذه الوظائف المستقبلية.

التصنيف العالمي للجامعات

وفيما يتعلق بالتصنيف العالمي للجامعات، يشير آدم إلى أن جامعة آفاق حققت إنجازًا ملحوظًا بحصولها على المرتبة 52 على مستوى العالم في مجال إدارة الأعمال، مما يعكس جودة برامجها التعليمية ومكانتها المرموقة في هذا المجال.

وفيما يخص أعداد الخريجين، يشير إلى تخرج في الجامعة العام الماضي 52 طالبًا فقط، ويعكس هذا العدد المحدود تركيز الجامعة على تقديم تعليم نوعي يعتمد على التخصصية والتعمق في المجالات الدراسية.

ويضيف: "ومن بين هؤلاء الخريجين، يعمل أحد الطلاب على مشروع تخرج مبتكر يركز على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في استشراف المستقبل، وتحديدًا في قطاع الصحة، ويأتي هذا الاختيار نظرًا لأهمية هذا القطاع الحيوي وتأثيره الكبير على مستوى العالم، ولضرورة تأهيل القطاع الطبي للتعامل مع الأزمات الطارئة، كما حدث في أزمة "كوفيد-19". 

ويوضح، "يمثل هذا المشروع مثالًا حيًا على كيفية تطبيق المعرفة والمهارات المكتسبة في الجامعة لخدمة المجتمع ومواجهة التحديات المستقبلية".

ويؤكد الدكتور طلعت: "يعد الدكتور سليمان الكعبي رائدًا في مجال استشراف المستقبل على مستوى الوطن العربي، وله إسهامات كبيرة في هذا المجال".

وفيما يتعلق برعاية الطلاب المتفوقين في مصر، أوضح الدكتور طلعت أن مؤسسة آفاق التعليمية لا تقدم منحًا دراسية، ولكنها تقدم جوائز تحفيزية للطلاب المتفوقين لتشجيعهم على مواصلة التميز والتفوق في دراستهم.

الدكتور طلعت آدم

العمل التطوعي

كما قامت المؤسسة باستحداث قسم فريد من نوعه للعمل التطوعي، ويمنح هذا القسم درجة الدكتوراه للمنتسبين إليه، وقد فاز بهذه الدرجة طالب مصري هو محمد علي موسى، رئيس جمعية "أولاد موسى" الخيرية، وشقيق الإعلامي أحمد موسى.

ويتابع، "تمكنت مؤسسة (آفاق)، من تحويل مفهوم العمل التطوعي الشامل إلى دراسة أكاديمية متكاملة، بهدف ترسيخ قيمة العمل التطوعي في عقول الطلاب بجميع مراحلهم التعليمية، وغرس القيم الإنسانية النبيلة في نفوسهم".

يشمل مفهوم العمل التطوعي في مؤسسة آفاق كلا المستويين الجماعي والفردي، ويتمثل المستوى الجماعي في إنشاء وتفعيل منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان، بينما يتجسد المستوى الفردي في المبادرات المجتمعية المختلفة التي يقوم بها الأفراد، على حد وصفه.

مشروعات خيرية

ويؤكد آدم، أن في خطوة تعكس أهمية العمل التطوعي، اتخذ مجلس الجامعة قرارًا بتغيير اللائحة الدراسية، بحيث يدرس جميع الطلاب في الكليات كافة مادة العمل التطوعي، وسيكون النجاح في هذه المادة مرتبطًا بتنفيذ مشروع خيري فعلي، بغض النظر عن موقعه الجغرافي، مما يتيح للطلاب فرصة تقديم المساعدة للمجتمعات المحتاجة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك الدول الفقيرة.

ويشير إلى أن مؤسسة آفاق أجرت بحثًا هامًا حول أمراض الشيخوخة وكيفية التعامل معها بحلول عام 2026، حيث لم يقتصر البحث على الجانب الطبي فحسب، بل امتد ليشمل أيضًا تأهيل كبار السن في مرحلة التقاعد ليعيشوا حياة صحية وسليمة، خالية من الأزمات النفسية والمادية. كما ركز البحث على أهمية توفير فرص عمل جديدة لهذه الفئة العمرية، مما يساهم في إشراكهم في المجتمع وتعزيز دورهم الإيجابي.

الدكتور طلعت آدم

الدعم المادي

وفيما يتعلق بالدعم المادي لمشروعات العمل التطوعي، أوضح الدكتور طلعت أن هناك مؤسسات خيرية ورجال أعمال يدعمون هذه الأفكار التطوعية والعمل الخيري، خاصةً تلك التي تخدم اللاجئين والنازحين الذين تعاني بلادهم الحروب والنزاعات المسلحة، إذ يؤكد هذا الدعم أهمية التعاون والتكاتف بين مختلف الجهات لتحقيق الأثر الإيجابي في المجتمع.

يهتم الدكتور طلعت آدم كثيرا بالنشء وتعليمهم القيم والمبادئ والأخلاق، وقد تجلى ذلك في كتابه "تربية الحب عند الأطفال" الذي يتناول هذه الأمور الحساسة والمهمة، كما أصدر كتابًا آخر بعنوان "الموجود والمنشود في اقتصاديات التعليم" يناقش قضية خصخصة التعليم.

ويقول أيضًا إن مؤسسة آفاق تولي اهتمامًا خاصًا بالأطفال، حيث تنظم دورات تعليمية صيفية مكثفة تمتد لشهر كامل، وتشمل هذه الدورات برامج توعوية هادفة وأنشطة ترفيهية متنوعة، بالإضافة إلى تعليم اللغات الأجنبية وتنمية المهارات اليدوية من خلال الحرف المختلفة.

الاهتمام بالنشء

ويؤكد: "لا يقتصر اهتمام المؤسسة على الأطفال فحسب، بل يمتد ليشمل الآباء أيضًا، إذ تسعى المؤسسة إلى توجيه الآباء نحو التعامل مع أبنائهم بطرق صحيحة وإيجابية، وذلك من خلال تنظيم ورش عمل وجلسات نقاشية عبر الإنترنت (webinars)، وتتناول هذه الجلسات قضايا تربوية واجتماعية مختلفة، ويشارك فيها خبراء متخصصون في مجالات علم الاجتماع وعلم النفس والاقتصاد وغيرها من العلوم ذات الصلة".

ويشير إلى أن هذه الأنشطة تهدف إلى بناء جيل واعٍ وقادر على التعامل بإيجابية مع مختلف تحديات الحياة، بالإضافة إلى تمكين الآباء وتزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة لتربية أبنائهم بشكل سليم.

الدكتور طلعت آدم

مواكبة التغيرات العالمية

ويوكد أن مؤسسة "آفاق" تؤمن بأهمية مواكبة التغيرات العالمية، بما في ذلك التغيرات المناخية، ومن هذا المنطلق، تتبنى المؤسسة رؤية مستقبلية لجامعة "خضراء" تعتمد على التعامل الرقمي وتمنع تمامًا استخدام المواد الضارة بالبيئة.

كما تقدم المؤسسة للطلاب الخريجين فرصة فريدة من خلال "بحوث السوق"، حيث يحصل الطلاب على تدريب مدفوع الأجر لمدة 6 أشهر في دولة الإمارات، ويعمل الطلاب خلال هذه الفترة في ثلاثة أقسام رئيسية داخل الجامعة هي: خدمة العملاء، والعلاقات العامة، والمحاسبة. 

ويهدف هذا التدريب إلى تأهيل الطلاب لسوق العمل وتزويدهم بالمهارات العملية اللازمة للنجاح في حياتهم المهنية.

تحديات التعليم

أكد الدكتور طلعت آدم، ضرورة مواجهة تحديات التعليم في الوطن العربي من خلال استحداث كليات جديدة تواكب التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم، كما شدد على أهمية الخروج من إطار التعليم النظري والتركيز على الاحتكاك المباشر بسوق العمل العالمي ودراسته عن كثب.

وعن مستقبل المهن اليدوية في ظل التوجه العالمي نحو استشراف المستقبل والاعتماد على التكنولوجيا، يقول إن التوجه نحو التكنولوجيا الرقمية في التعليم واستشراف المستقبل لن يضر بالضرورة المهن اليدوية والحرفية والتراث المصري، بل يمكن أن يكون هناك تكامل وتعاون بينهما.

ويشير آدم إلى أهمية التكنولوجيا الرقمية في التعليم ذلك فيما يتعلق بالنقاط التالية:

مواكبة العصر

التكنولوجيا الرقمية أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا، وتجاهلها في التعليم يعني تخريج أجيال غير مؤهلة لسوق العمل المتطور.

فتح آفاقًا جديدة

يمكن للتكنولوجيا أن تسهل الوصول إلى المعرفة وتوفر فرصًا تعليمية جديدة لم تكن متاحة من قبل.

دعم الإبداع والابتكار

يمكن استخدام الأدوات الرقمية لتعزيز التفكير الإبداعي وحل المشكلات بطرق مبتكرة.

ويشير إلى أهمية الحفاظ على المهن اليدوية والحرفية نظرًا لأنها جزء من الهوية الثقافية، إذ تمثل تلك الحرب جزءًا هامًا من التراث المصري والعربي، ويجب الحفاظ عليها ونقلها للأجيال القادمة.

ويضيف أن المهن التراثية واليدوية تجذب السائحين وتساهم في تنمية الاقتصاد الوطني، فضلًا عن توفير فرص عمل للعديد من الأشخاص، خاصة في المناطق الريفية.

ويشير إلى ضرورة توفير برامج تعليمية وتدريبية في كل من المجالات التكنولوجية والمهن الحرفية، فضلًا عن تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي والمهن الحرفية.

ويؤكد آدم أن يمكن للتكنولوجيا الرقمية والمهن الحرفية أن تتعايش وتتكامل، بل وتدعم بعضها البعض، لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على الهوية الثقافية.

الدكتور طلعت آدم

الاستراتيجية التعليمية

وعن الاستراتيجية التعليمية التي تتبناها الإمارات في التعليم، يشر رئيس مؤسسة "آفاق" التعليمية، إلى أن الدولة تتطلع إلى نقل التجربة التعليمية الناجحة من سنغافورة وماليزيا، مستفيدة من إمكاناتها وقدراتها الكبيرة في دعم ورعاية المشاريع الهادفة، وتسعى الحكومة الإماراتية إلى ترسيخ بنية تحتية متطورة تركز على الإنسان في المقام الأول، وتعمل على تهيئته لأسلوب التعليم الحديث الذي تتبناه هذه الدول.

ويؤكد، "توفر دولة الإمارات سبل الدعم كافة للمشاريع التعليمية الطموحة، مما يوفر بيئة محفزة للابتكار والتطوير، كما تضع الدولة الإنسان في قلب استراتيجيتها التنموية، وتسعى إلى توفير أفضل فرص التعليم والتدريب له".

بنية تحتية تعليمية

ويشير آدم إلى أن الإمارات تمتلك بنية تحتية متطورة قادرة على استيعاب أحدث التقنيات التعليمية وتطبيقها بنجاح، كما تركز على تحقيق التكامل بين التعليم واحتياجات سوق العمل، مما يضمن تخريج أجيال مؤهلة للانخراط في سوق العمل بنجاح.

وشدد على ضرورة مراعاة التكيف الثقافي عند نقل التجربة التعليمية من سنغافورة وماليزيا إلى الإمارات، إذ يتطلب نقل التجربة تطوير المناهج التعليمية بما يتناسب مع احتياجات المجتمع الإماراتي بصفة خاصة، والمجتمع العربي بصفة عامة.

تأثر المهن اليدوية والحرفية

وعن تأثر المهن اليدوية والحرفية بالمستقبل الرقمي الذي يتجه إليه العالم، يقول آدم، "التوجه نحو التكنولوجيا الرقمية في التعليم واستشراف المستقبل لا يعني بالضرورة الإضرار بالمهن اليدوية والحرفية والتراث المصري، بل على العكس، يمكن للتكنولوجيا أن تكون أداة قوية لتعزيز وحماية هذه المهن والتراث، ولكن بشرط تحقيق التوازن الصحيح".

وبسؤال كيف يمكن للتكنولوجيا أن تدعم المهن الحرفية والتراث، يشير آدم إلى أن يمكن استخدام التكنولوجيا لتوثيق وتسجيل الحرف اليدوية والمهارات التقليدية، مما يساعد على حفظها ونقلها للأجيال القادمة.

التكنولوجيا الرقمية

ويضيف، "يمكن استخدام الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للترويج للمنتجات الحرفية والوصول إلى أسواق جديدة، مما يساهم في زيادة الطلب عليها، كما يمكن استخدام التكنولوجيا لتطوير برامج تعليمية وتدريبية في مجال الحرف اليدوية، مما يساعد على جذب الشباب وتأهيلهم لسوق العمل".

ويوضح أن يمكن استخدام التكنولوجيا لإدخال تحسينات على المنتجات الحرفية وجعلها أكثر جاذبية للمستهلكين.

وشدد على ضرورة الحرص على الحفاظ على أصالة الحرف اليدوية وعدم السماح للتكنولوجيا بتغيير طبيعتها الأساسية، فضلًا عن توفير الدعم اللازم للحرفيين لمساعدتهم على التكيف مع التغيرات التكنولوجية والاستفادة منها، إضافة إلى تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي والمهن الحرفية، وتشجيع الشباب على الانخراط فيها.

مؤتمر صحفي 

ويؤكد، "تعتزم مؤسسة (آفاق) التعليمية إقامة فعالية إعلامية تضم كبار المتخصصين في مجال التعليم، بالإضافة إلى شخصيات بارزة من مصر والإمارات في مجالي الإعلام والتكنولوجيا، وذلك لمناقشة سبل التوسع في مجال استشراف المستقبل داخل مصر والوطن العربي. وسيكون المؤتمر بحضور الدكتور سليمان الكعبي".

الدكتورة دعاء عبد الحافظ منسق عام الجامعة

الخبرات والطاقة الشبابية

ويشير إلى أن مؤسسة "آفاق" تجمع بين الخبرات والطاقة الشبابية، إذ تستعين بعدد من المحاضرين من عدد من الدول العربية من بينهم مصر، وتأتي على رأس المنظومة التعليمية الدكتورة دعاء عبد الحافظ منسق عام الجامعة".

search