الجمعة، 22 نوفمبر 2024

08:57 ص

انتهت الحياة قبل أن تبدأ.. أسرة "توأم غزة" تحكي كواليس قصة الموت

توأم غزة ووالدهما

توأم غزة ووالدهما

ماريا روماني

A A

قبل خمسة أيام، أنجبت الطبيبة الفلسطينية جمانة عرفة، توأمها الأول أيسل وآسر، بعد معاناة رحلة الحمل، وكانت وزوجها محمد أبو القمصان يحلمان بحياة أهدأ مع طفليهما عندما نزحا من شمال شرق دير البلح وسط قطاع غزة، ولكن استيقظت الأسرة من الحلم الجميل على صوت قذيفة أنهت كل شيء.

صراخ وعويل وحزن لا يضاهيه شيء، سيطر على سكان شرق دير البلح، بعدما أنهت قذيفة إسرائيلية حياة الطبيبة جومانة وتوأميها آسر وأيسل وجدتهما لوالدتهما، ليتركوا الأب محمد في حسرة لا يتمناها الإنسان للعدو.

أول تعليق من أسرة تؤأمي غزة

صورة لأب ملكوم ممسك بورقتين اتضح أنهما شهادتا ميلاد ابنيه التي لم يستطع تسجيلهما باسمه، لأن حياتهما انتهت قبل أن تبدأ، كانت الأشهر عبر منصات التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية.

الأب المكلوم والتوأم

“تليجراف مصر” تواصل مع أسرة جومانة ومحمد لتروي تفاصيل ما جرى.

"كانت جمانه تحمم طفليها وفرحانة، وألبستهما الملابس الجديدة وأنامتهما تحت الناموسية خوفًا من الحشرات".. بتلك الكلمات بدأ مهدي أبو القمصان جد التوأم آسر وأيسل حديثه معبرًا عن حسرته بفقدانه أول أحفاده من نجله محمد وزوجة ابنه الطبيبة صاحبة الوجه الملائكي، كما وصفها.

في البداية، ذهب الأب المكلوم لاستخراج شهادتي ميلاد ابنيه التوأم، ولكن عند عودته لم يجدهما كما تركهما، بل كانا مجرد أشلاء.

وتابع جد التوأم في حديثه لـ"تليجراف مصر": “ما تتصوري قد إيش كان متعلق بالأطفال، وحبه لزوجته يفوق الخيال، ولكنه فجأة خسرهم بكل سهوله، ليعود محمد وحيدًا.. كانت فاجعة رهيبة له"، وبهذه الكلمات أنهى الجد حديثه عن كابوس عائلة أبو القمصان، مطالبًا بالدعاء لمن تبقى من أهل فلسطين الحبيبة.

روايات أصدقاء جومانة

"صبية مقبلة على الحياة، جميلة جدًا، متعلمة ومثقفة، وبتحكي أكتر من لغة"، هكذا قالت روان الكتري صديقة الطبيبة جومانة لـ"تليجراف مصر"، معبره عن حسرتها بفقدان صديقة العمل.

وأوضحت الكتري أن جومانة تزوجت قبل اندلاع الحرب على غزة، بعد قصة حب جميلة، لافتة إلى أن الأسرة الصغيرة كانت مستأجرة بيتًا في دير البلح بعد نزوحها من غزه، وتُوج الزواج بإنجاب التوأم الشهير، وذهب الزوج ليستخرج شهادتي ميلاد للطفلين، لكن لدى عودته وجدهما أشلاء.

الطبيبة جومانة

أما رواند، فقد جمعتها صداقة عمل بالأم المغدورة، وقالت إنها تفأجات برحيل الدكتورة جومانة، وكنت أبارك لها قبل 4 أيام بعد أن رزقها الله بتوأم، واليوم انصعقت مثلما انصدم الكل بأنها راحت في لمح البصر هي وعصافيرها وأمها شهداءً. 

التوأم الراحل
search