الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:25 م

مخاوف جدري القرود تتصاعد.. 50 حالة جديدة حول العالم

طفل إفريقي يتلقى اللقاح من جدري القرود. أرشيفية

طفل إفريقي يتلقى اللقاح من جدري القرود. أرشيفية

يحيى السيد

A A

في ظل التوترات الأخيرة في العالم بسبب جدري القرود، أعلنت وكالة الصحة العامة في السويد، عن تسجيل أول حالة إصابة بالسلالة الجديدة من جدري القردة خارج القارة الأفريقية، وذلك بعد إعلان منظمة الصحة العالمية تصنيف المرض كطارئة صحية عالمية، وفقا لـ"بي بي سي".

وذكرت الوكالة في بيانها أن المريض، الذي تطلب حالته رعاية طبية في ستوكهولم، تم تشخيصه بالإصابة بالسلالة 1 من الفيروس، مما يشير إلى تصاعد التهديد الصحي وانتشاره إلى مناطق جديدة.

وأفادت منظمة الصحة العالمية بأنها تتابع عن كثب التحقق من 50 حالة يُشتبه بأنها إصابات بجدري القردة، دون الكشف عن أسماء الدول التي شهدت هذه الحالات. وأعربت المنظمة عن مخاوفها من احتمال تسجيل المزيد من الإصابات في الفترة المقبلة.

فيروس نادر

وأوضحت هيئة الصحة الوطنية البريطانية أن جدري القرود، الناتج عن إصابة فيروسية نادرة، يتميز بأعراض طفيفة غالبًا ما يتعافى منها المرضى خلال أسابيع قليلة.

ورغم أن الفيروس لا ينتشر بسهولة بين البشر، فإنه لا يزال يمثل خطرًا ضئيلًا على الصحة العامة، وعلى الرغم من عدم وجود لقاح محدد لهذا المرض، فإن جرعة من لقاح الجدري العادي يمكن أن توفر حماية بنسبة تصل إلى 85% نظرًا للتشابه الكبير بين الفيروسين.

وحتى الآن، تم تأكيد حالات إصابة بالمرض في المملكة المتحدة، إسبانيا، البرتغال، ألمانيا، بلجيكا، فرنسا، هولندا، إيطاليا، والسويد.

قلق متزايد

أعرب هانز كلوج، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا، عن مخاوفه من تسارع انتشار جدري القردة مع اقتراب فصل الصيف في نصف الكرة الجنوبي وما يرافقه من تجمعات جماهيرية ومهرجانات وحفلات.

وأشار كلوج إلى أن معظم الإصابات الأخيرة، باستثناء حالة واحدة، لم تكن مرتبطة بالسفر إلى المناطق التي يُعد فيها المرض متوطناً، مما يزيد من القلق بشأن انتقال العدوى داخل المجتمعات المحلية.

وفي المملكة المتحدة، أعلنت السلطات عن شراء كميات من لقاح الجدري وبدأت بتوزيعه على الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بجدري القردة.

وفي إسبانيا، اتخذت السلطات الصحية خطوات مماثلة، حيث اشترت آلاف الجرعات من لقاح الجدري العادي للتعامل مع تفشي المرض، وفقًا لجريدة "الباييس".

أما في أستراليا، فقد اكتشفت دائرة الصحة في ولاية فيكتوريا أولى حالات الإصابة بجدري القرود لدى رجل عاد مؤخرًا من المملكة المتحدة.

وفي أمريكا الشمالية، أكدت السلطات في ولاية ماساتشوستس الأمريكية إصابة رجل بعد عودته من كندا، وأفاد المسؤولون بأن حالته مستقرة ولا تشكل تهديدًا على الجمهور.

ما هو جدري القردة؟

جدري القردة هو مرض فيروسي نادر ينتقل من الحيوانات إلى البشر، ويمكن أن ينتقل أيضًا بين الأشخاص، تم اكتشاف المرض لأول مرة في عام 1958 داخل مستعمرات قردة مخصصة للأبحاث، ومن هنا جاء اسمه.

لكن لم يُرصد جدري القردة في البشر إلا في عام 1970، ومنذ ذلك الحين أصبح يشكل مصدر قلق صحي في مناطق متفرقة من العالم.

كيف ينتقل الفيروس؟

تبدأ الأعراض بالظهور تدريجيًا وتستمر من 2 إلى 4 أسابيع. ينتقل الفيروس إلى البشر عبر التلامس المباشر مع دماء الحيوانات المصابة أو سوائلها الجسدية، بما في ذلك الآفات الجلدية أو المخاطية.

كما يمكن أن ينتقل المرض من خلال تناول لحوم حيوانات مصابة لم تُطهى بشكل كافٍ، مما يجعله أحد الفيروسات التي تنتقل من الحيوانات البرية إلى البشر بسهولة.

الوقاية من جدري القردة

يُنصح بتجنب الاتصال المباشر مع الأشخاص الذين يُشتبه في إصابتهم أو تأكدت إصابتهم بالمرض. كما ينبغي تجنب ملامسة الحيوانات المصابة، سواء كانت حية أو ميتة،

وأيضًا أي أدوات أو أسطح قد تكون ملوثة بفيروس جدري القردة. من الضروري تنظيف اليدين بانتظام باستخدام الماء والصابون أو مطهر كحولي، خاصةً بعد التعامل مع الشخص المصاب، أو ملامسة ملابسه، أو الأسطح التي قد تكون ملوثة بالإفرازات أو الطفح الجلدي.

ارتداء الكمامة يُعتبر إجراءً وقائيًا مهمًا، خصوصًا إذا كان الشخص المصاب يسعل أو يعاني من آفات في الفم. بالنسبة للعاملين في المجال الصحي أو من يعيشيون مع شخص مصاب، من المهم تشجيع المصاب على العزل الذاتي وتغطية أي آفات جلدية بأقمشة مناسبة لتقليل احتمالية انتشار الفيروس.

search