الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:39 م

مُتهمة بقتل ابنتها.. رحلة مضيفة الطيران التونسية من دبي إلى السجن

مضيفة الطيران التونسية

مضيفة الطيران التونسية

ايمن عبدالمنعم ثابت

A A

تحولت “أميرة حمد”، من أم ومضيفة طيران ناجحة، إلى متهمة بقتل إبنتها، بعد إدعائها أنها “مريم العذراء” وأنها أمرت بذلك عبر جلسة علاج روحاني.

القصة بدأت من جلسات العلاج الروحاني في دبي، وانتهت في قفص الاتهام، وغدًا الخميس تنظر محكمة القاهرة الجديدة في جلسة جديدة محاكمة المضيفة صاحبة الـ37 عامًا بتهمة قتل ابنتها في التجمع.

تفاصيل القضية

في عام 2017، وخلال عملها مضيفة طيران في دبي، ادعت "أميرة حمد" أنها خاضت تجربة روحانية عميقة غيرت حياتها بشكل كبير، زاعمة أنها أصبحت قادرة على رؤية وسماع ما لا يستطيع الآخرون إدراكه.

وفقًا لأميرة؛ “رفعت هذه الادعاءات من طاقتها الروحية إلى مستويات غير عادية، مما جعلها تتلقى إشارات وأخبارًا من الأنبياء كموسى وعيسى”، وزعمت أيضًا أنها على صلة روحانية بمريم العذراء.

الادعاءات الغامضة لأميرة، قادتها إلى الانغماس في علم الطاقة والروحانيات، لتصبح لاحقًا خبيرة معروفة في هذا المجال.

جلسات العلاج الروحاني

وبعد عدة سنوات، انتقلت أميرة، إلى القاهرة، حيث استقرت في حي التجمع الخامس برفقة زوجها وابنتها الصغيرة "تارا"، ذات الأربع سنوات، وفي القاهرة، استكملت الأولى تقديم جلسات العلاج الروحاني، مستندة إلى تجربتها السابقة، ومع ذلك، تحولت حياتها الهادئة والمستقرة إلى جحيم عندما أقدمت على قتل ابنتها بطريقة بشعة، محولة نفسها من معالجة روحانية إلى قاتلة.

ماذا حدث لـ تارا ابنة مضيفة الطيران التونسية؟

وفي مايو 2023، اختارت أميرة، حقيبة يدها أداة لتنفيذ مخططها الشيطاني، استخدمت سكينًا لقطع حزام الحقيبة، وقامت بخنق ابنتها الصغيرة حتى فارقت الحياة، لم تكتفِ بذلك، بل حاولت إنهاء حياتها بطعن نفسها في الرقبة، إلا أن العناية الإلهية شاءت أن تُنقذها من الموت بعد تدخل سريع من زوجها الذي نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج.

بعد الحادثة المروعة، فتحت النيابة العامة تحقيقًا مكثفًا مع أميرة، التي كشفت خلال استجوابها عن تفاصيل ما حدث في ذلك اليوم المأساوي، في نهاية التحقيقات، تمت إحالتها إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وفقًا لقرار الإحالة رقم 12146 جنايات التجمع الأول، والقضية رقم 1070 لسنة 2023 كلي القاهرة الجديدة.

أمام المحكمة، قدم الدفاع طلبًا لإعادة تقييم الحالة النفسية والعقلية لأميرة، بناءً على مزاعم بأنها لم تكن في حالة إدراك تام عند ارتكاب الجريمة، استجابةً لهذا الطلب، وأمرت المحكمة بتشكيل لجنة من أطباء الصحة النفسية لفحص قواها العقلية.

اضطرابات نفسية

في الجلسة التالية، أُرفق تقرير اللجنة الخماسية بمحضر الجلسة، حيث أكد أن المتهمة لا تعاني من أي اضطرابات نفسية تؤثر على إدراكها أو تصرفاتها، وأنها كانت في حالة وعي كامل عند ارتكاب الجريمة، ومع ذلك، دافع محامي المتهمة عن موقفها بالقول إنها كانت تحت تأثير قوة روحانية، مشيرًا إلى أن دجالًا إيطاليًا سيطر عليها عقليًا وجسديًا، إلى درجة أنه كان يعرف تفاصيل حياتها اليومية رغم بُعد المسافات.

خلال جلسات المحاكمة، استمعت المحكمة لشهادة عدد من الأطباء النفسيين المشاركين في إعداد التقرير الطبي، ومن بينهم الدكتور محمد محمود، حيث أوضح أن المتهمة سليمة من الناحية العقلية، وأن هناك تفسيرين محتملين لما أقدمت عليه: الأول هو تعاطيها للمواد المخدرة، والثاني هو أنها تعاني من اضطراب الشخصية الحدية، الذي يتسم بإيذاء الذات والغير.

search