الجمعة، 22 نوفمبر 2024

08:23 م

عمره 108 سنوات.. حكاية قصر الفرنسي فورتنيه في المنيا

قصر فورتنيه

قصر فورتنيه

المنيا : زينه الهلالي

A A

على بعد 3 كيلومترات شرق ملوي، جنوب محافظة المنيا، يقع قصر فورتنيه، لصاحبه الفرنسي “فورتنيه أنطونيو ماركو”،  مشيرا إلى نفسه بحرفي FA على أكثر من موقع بالقصر، الذي يمكنك رؤيته من الطريق العمومي، بينما تتجه صوب الجنوب، وهو أحد أشهر القصور التاريخية في المحافظة، ويشتهر بتصميمه المميز الذي يشبه قصر ديزني لاند.

وصف القصر 
تم بناء قصر فورتينيه عام 1916، على يد الخواجة ماركو، وهو تاجر قطن فرنسي الجنسية، حرص على بناء القصر على الطراز الإيطالي، فتميز بواجهته المزخرفة، وبواباته العالية، وشرفاته الواسعة.

بداخل القصر، توجد العديد من الغرف والأجنحة الفخمة، التي كانت مخصصة للخواجة فورتينيه وعائلته، ولكن مع مرور الوقت، هجرت القصر، عائلة الخواجه بعد وفاته،  فتعرض للإهمال، ومن ثم تدهور حالته.

قصر ديزني في المنيا

أثار قصر فورتينيه اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلقوا عليه لقب "قصر ديزني"، وبدأ البعض في المطالبة بضرورة ترميم القصر، وتحويله إلى متحف أو مركز ثقافي.

فاروق شحاتة أحد أهالي عزبة فورتينيه، قال: كان عمري آنذاك 8 سنوات، و بعد بناء القصر ظل فيه الخواجة مع عائلته لمدة أكثر من 37 عامًا في القصر، حتى قامت ثورة 1952 ضد الإنجليز في مصر، وجرى تأميم القصر حينها، وغادر الخواجه وأسرته البلاد وعادوا إلى موطنهم فرنسا، ثم آل القصر للدولة، وذهبت حديقته الكبيرة للإصلاح الزراعي والتي جرى تأجيرها للمزارعين، وبدأت تدخل في الزراعات الأخرى كالقطن والقصب والذرة الشامية فيما بعد، وسقط النخيل الذي كان يحيط بالقصر من كل جانب، فيما انتشرت حوله حظائر المواشي في الوقت الحالي.

فواكه ونباتات فرنسية
وتابع شحاته، أن الخواجة فورتينيه لم ينجب سوى ولد وبنت، وأن القصر كان حوله جنينة واسعة تحوي جميع أنواع الفواكه، ولكنها كانت فواكه فرنسية، بالإضافة إلى بعض النباتات العطرية من فرنسا أحضرها الخواجه وزرعها أيضا في الجنينة.

أزمة القصور التاريخية

على الرغم من حالته الإنشائية الرائعة، ظل القصر مغلق لفترة طويلة، ويتم فتحه في أضيق الحدود، حسب احتياج الجهة التي آل إليها.

وتمتد أزمة القصر لقصور أخرى في المنيا، صارت الآن، مخازن أو مكاتب حكومية لجهات مختلفة، فيما خرج العديد منها من تبيعة الآثار نظرًا للتعديلات التي جرت عليها وأفقدتها طابعها الأثري، غير أن المنظر الخارجي، لا يزال تحدث عن التاريخ.

search