الإثنين، 25 نوفمبر 2024

02:03 م

وفاة الفنان التشكيلي حلمي التوني.. مُصمم أشهر أغلفة الكتب

الفنان التشكيلي حلمي التوني

الفنان التشكيلي حلمي التوني

منى الصاوي

A A

في صمتٍ مهيب، أُسدل الستار اليوم على مسيرة فنان تشكيلي زاخرة بالإبداع والتميز، تاركًا وراءه إرثًا من الألوان والأشكال التي ستظل تنبض بالحياة في ذاكرة الفن التشكيلي المصري والعربي. 
وغيّب الموت الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني، اليوم السبت، عن عمر يناهز 90 عامًا، بعد رحلة فنية طويلة حافلة بالعطاء والإنجازات التي جعلت منه واحدًا من أبرز رواد الفن التشكيلي في مصر والعالم العربي، وتُقام صلاة الجنازة عليه اليوم من مسجد مصطفى محمود.

بصمات فنية مميزة

ترك التوني، بصمته المميزة على العديد من المجالات الفنية، من تصميم أغلفة الكتب التي أضفت لمسة جمالية على آلاف الإصدارات، إلى اللوحات الفنية التي عكست رؤيته الفريدة للعالم من حوله. 
ولد التوني في عام 1934، وتخرج في كلية الفنون الجميلة قسم ديكور مسرحي عام 1958، ليشق طريقه في عالم الفن التشكيلي بخطوات واثقة. 
تنوعت اهتماماته الفنية بين الرسم والتصميم الجرافيكي، واشتهر ببراعته في تصميم أغلفة الكتب والمجلات، حيث عمل مشرفًا فنيًا في دار الهلال ومخرجًا فنيًا للعديد من دور النشر، تاركًا بصمته على آلاف الإصدارات.

المعارض الفنية

لم يقتصر إبداع حلمي التوني على أغلفة الكتب والمجلات، بل امتد إلى تنظيم العديد من المعارض الفنية التي شكلت محطات مهمة في مسيرته، وقد أثرى الساحة الفنية المصرية والعربية بعدد من المعارض الفردية المتميزة، نذكر منها:

  • معرض "طوافة بقصور الثقافة في عواصم المحافظات" عام 1965، الذي جال فيه بأعماله على مختلف محافظات مصر.
  • معرض لأعماله في بيروت عام 1975، والذي عكس حضوره الفني على المستوى العربي.
  • معرض بقاعة إخناتون بمجمع الفنون بالزمالك عام 1985، الذي قدم فيه رؤيته الفنية لجمهور العاصمة المصرية. 
  • معرض "على الشاطئ" بقاعة بيكاسو بالزمالك في أكتوبر 2010، الذي استلهم فيه البحر كمصدر للإلهام.
  • معرض "نساء وخيول" بقاعة بيكاسو بالزمالك في مارس 2013، الذي كشف عن اهتمامه بعلاقة الإنسان بالحيوان.

نساء من مصر

لم يتوقف حلمي التوني، عن إثراء الساحة الفنية، واستمر في تنظيم معارضه الفنية بانتظام، مقدماً رؤيته الفنية المتجددة للجمهور، ومن أبرز معارضه الأخيرة:

  • معرض "نساء من مصر" بقاعة بيكاسو بالزمالك في أبريل 2014، الذي احتفى فيه بالمرأة المصرية. 
  • معرض "المغني حياة الروح" بقاعة بيكاسو بالزمالك في فبراير 2015، الذي استلهم فيه الموسيقى كمصدر للإلهام.
  • معرض "شبابيك" بقاعة بيكاسو بالزمالك في أبريل 2016، الذي قدم فيه رؤية فنية متعددة الأبعاد. 
  • معرض "عندما يأتي المساء" بقاعة بيكاسو بالزمالك في مارس 2017، الذي عكس فيه الأجواء الليلية الساحرة. 
  • معرض "ليه يا بنفسج" بقاعة بيكاسو بالزمالك في مارس 2018، الذي تأمل فيه جمال الطبيعة.
  • معرض "الشمعة والسمكة" بجاليري بيكاسو بالزمالك في مارس 2022، الذي جمع فيه بين الرمزية والواقعية. 
  • معرض "يحيا الحب" بجاليري بيكاسو بالزمالك في مارس 2024، الذي احتفى فيه بمشاعر الحب والإنسانية.

صاحبة الجلالة

لم يقتصر نشاط حلمي التوني، الفني على المعارض الفردية، بل امتد إلى المشاركة في العديد من المعارض الجماعية المحلية والدولية، مما يعكس مكانته المرموقة في الساحة الفنية، ومن أبرز مشاركاته:

  • معرض "الوجه الآخر لفناني صاحبة الجلالة" بأتيليه القاهرة عام 2007، الذي سلط الضوء على المواهب الفنية في مجال الصحافة. 
  • معرض "أم كلثوم.. الهرم الرابع" بمعهد العالم العربي بباريس عام 2008، الذي احتفى بكوكب الشرق وأثرها الفني.
  • معرض بمناسبة الذكرى الـ66 لنكبة فلسطين بجمعية محبي الفنون الجميلة بالقاهرة في مايو 2014، الذي عبر فيه عن تضامنه مع القضية الفلسطينية. 
  • معرض لنتاج ملتقى الأقصر الدولي بالأكاديمية المصرية للفنون بروما في مارس 2015، الذي عرض فيه أعمال فنانين من مختلف أنحاء العالم.

مسرح العرائس

امتدت أعمال حلمي التوني، إلى مجالات فنية وثقافية أخرى، إذ تميزت أعماله بطابعها الرمزي واستلهامها من الفن الشعبي والأساطير، مما أضفى عليها عمقًا وجمالية خاصة.

ومن أبرز إسهاماته:

  • تصميم شخصية "صحيح لما ينجح" لمسرح العرائس، والتي ألفها الشاعر الكبير صلاح جاهين، مما يدل على قدرته على تجسيد الشخصيات الكرتونية ببراعة.
  • تصميم أكثر من ثلاثة آلاف غلاف كتاب، بالإضافة إلى عمله في الإخراج الصحفي، مما جعله أحد أبرز الفنانين في هذا المجال في العالم العربي.

جوائز حلمي التوني

وحصد التوني، العديد من الجوائز والتكريمات التي تثبت مكانته الفنية المرموقة، منها:

  • جوائز عن لوحاته في "صالون القاهرة" ومعرض "القطن"، مما يعكس تقدير النقاد والجمهور لأعماله الفنية.
  • جائزة سوزان مبارك الأولى والتميز للرسم لكتب الأطفال ثلاث مرات، مما يؤكد موهبته في مخاطبة عالم الطفل. 
  • جائزة اليونيسيف عن ملصقه للعام الدولي للطفل عام 1979، تقديرًا لجهوده في التوعية بقضايا الطفولة.
  • جائزة معرض بيروت الدولي للكتاب لثلاث سنوات متتالية، مما يعكس تأثيره الفني على المستوى العربي. 
  • جائزة معرض "بولونيا" لكتب الأطفال عام 2002، وهي أحد أبرز الجوائز العالمية في هذا المجال.
search