الخميس، 19 سبتمبر 2024

06:09 ص

صحيفة: هجوم أوكرانيا على روسيا بدأ بانتصار وتحول إلى خطأ كارثي

طائرات بدون طيار إيرانية

طائرات بدون طيار إيرانية

خاطر عبادة

A A

قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية، إن غزوة أوكرانيا الجريئة لمنطقة كورسك الروسية بدأ وكأنه انتصار يجدد الآمال الغربية في إمكانية تغيير معادلة الحرب، لكنه قد يتحول إلى خطأ استراتيجي كارثي.

استرداد الأراضي أهم من الغزو

وحذر خبراء من أن هناك فرقًا كبيرًا بين هزيمة قوات سيئة التدريب في منطقة ناءية وغير محمية جيدا، وبين استرداد الأراضي المحتلة من قبل روسيا، مؤكدين أن الحفاظ على قبضة قوية داخل الأراضي الأوكرانية أهم من الغزوات الخارجية، وفقا للتقرير.

وتمكن الغزو المضاد الذي شنته أوكرانيا ضد روسيا من الاستيلاء على أكثر من 300 ميل مربع من منطقة كورسك في شهره الأول، مما أدى إلى رفع الروح المعنوية في الداخل وتحدي الشعور المتزايد في الغرب بأن الجمود هو أفضل ما قد تأمله كييف، ولكن مع تحول هذا الغزو الجريء إلى احتلال مفتوح النهاية، تتزايد الشكوك حول حكمته على المدى الطويل .

وأشار التقرير إلى أنه بعد عبور القوات الأوكرانية الحدود الروسية في السادس من أغسطس، كانت كييف متكتمة بشأن أهدافها، وذلك لإبقاء موسكو في حيرة من أمرها، لكن الآن يبدو أن الأهداف قد تغيرت وانفتحت فجوات بين القيادة العسكرية والسياسية.

ورأى الجنرال أوليكساندر سيرسكي، القائد العسكري الذي يقف وراء هذه العملية الجريئة، الحاجة إلى تخفيف الضغط على جبهة دونباس المحاصرة، حيث تواصل القوات الروسية التقدم.

لكن الرئيس فولوديمير زيلينسكي يتحدث بشكل متزايد عن الحفاظ على منطقة عازلة ووسيلة مساومة محتملة للمفاوضات في نهاية المطاف، وفي حديثه إلى قناة تلفزيونية أمريكية يوم الثلاثاء، قال: "في الوقت الحالي، نحن بحاجة إليها"، وأن هذه الأرض يمكن الاحتفاظ بها "إلى أجل غير مسمى" لأنها جزء من "خطة النصر" التي لم يتم الكشف عنها بعد.

ولكن هناك فرق، فما فعلته قوات كييف ليس إلا سحق قوات متفرقة وغير مدربة جيدا للاستيلاء على جزء من منطقة حدودية غير محمية بشكل جيد والاحتفاظ بها.

ويتمتع الروس بميزة القوة النارية، لكنهم يفتقرون إلى القدرة على استخدامها بسرعة لردع المهاجمين سريعي الحركة، وبمجرد أن ينتقل الأوكرانيون إلى الدفاع، ويعززون قواتهم في مواقع دفاعية ثابتة، فسيصبحون هدفاً أسهل للمدفعية الروسية والقنابل المنزلقة.

 وحتى الآن، لم يبتلع فلاديمير بوتين الطعم ولم ينقل قوات محنكة من جبهة دونباس، وتسارعت وتيرة التقدم الروسي في الواقع، حيث تراجع الأوكرانيون المنهكون، الذين التزمت احتياطياتهم بدلاً من ذلك في كورسك، نحو أهداف حاسمة مثل تقاطع السكك الحديدية الاستراتيجي في بوكروفسك، الذي يقع الآن على بعد ستة أميال فقط من خط المواجهة. 

وأجرى بوتين حسابات قاسية مفادها أنه في الوقت الحالي يتعين على قوة صغيرة من المجندين وجنود الاحتياط أن تحاول احتواء التوغل في كورسك، لأن الحفاظ على الزخم في دونباس أكثر أهمية. 

استفزاز الروس

وأوضح التقرير أن كييف كانت تنوي محاولة صد التقدم الروسي فقط طالما كان من المنطقي محاولة إبطاء الغزاة واستنزافهم من بعض أفضل قواتهم الهجومية، ثم كانت الخطة تقضي بأن يكون هناك انسحاب محكوم.

والآن يواجه زيلينسكي ردود فعل عنيفة من جانب أولئك الذين يشعرون بأن الدفاع عن الأراضي الأوكرانية أكثر أهمية من الاستيلاء على الأراضي الروسية، لقد بدأ الهجوم على كورسك كنجاح باهر. والخوف في كييف والغرب هو أن الوقت لا يزال متاحا لكي يتحول الانتصار إلى مأساة. 

search