الجمعة، 20 سبتمبر 2024

12:12 ص

صخرة فضائية تقترب من الأرض.. هل يصطدم "إله الفوضى" بكوكبنا؟

كوكب الأرض

كوكب الأرض

منى الصاوي

A A

أكدت دراسة حديثة أن كويكب "أبوفيس"، الملقب بـ“إله الفوضى"، قد يشكل خطرًا ضئيلًا على الأرض عند اقترابه الشديد منها في عام 2029.

وعلى الرغم من أن احتمالات حدوث اصطدام كارثي ضئيلة للغاية، فإن العلماء لن يتمكنوا من استبعاد هذا الاحتمال تمامًا قبل ثلاث سنوات على الأقل، بحسب ما نشر موقع "لايف ساينس".

أبوفيس

ويُعتبر "أبوفيس" صخرة فضائية ضخمة، حيث يبلغ عرضه حوالي 340 مترًا، أي ما يعادل تقريبًا حجم برج إيفل.
ويثير هذا الكويكب القلق بسبب اقترابه المتوقع من الأرض في عام 2029، حيث سيكون على مسافة قريبة جدًا من كوكبنا.

وتؤكد الدراسة أن احتمالات الاصطدام الفعلي ضئيلة للغاية، وتزيد قليلًا عن واحد في المليار، ومع ذلك، يحذر العلماء من أن هناك حاجة إلى مزيد من المراقبة والتحليل الدقيق لمسار الكويكب قبل استبعاد أي احتمال لحدوث اصطدام.

برج إيفل

رغم ضخامته التي تشبه حجم برج إيفل، فإن كويكب "أبوفيس لا يعتبر قاتلًا للكواكب" بسبب كتلته غير الكافية. ومع ذلك، يحمل هذا الجرم السماوي القدرة على إحداث دمار هائل على مستوى مدينة بأكملها، والتسبب في تأثيرات مناخية عالمية في حال اصطدامه بالأرض.

اكتُشف هذا الكويكب المثير للقلق في عام 2004، وأطلق عليه اسم "أبوفيس"، إله الظلام والفوضى في الأساطير المصرية، ما منحه لقب “إله الفوضى”، وقد أثار اكتشافه مخاوف كبيرة من احتمال اصطدامه بالأرض في 13 أبريل 2029، عندما سيمر على مسافة قريبة جدًا من كوكبنا.

تحليل المسار

لكن، بعد تحليل دقيق لمساره، أكدت وكالة ناسا أن أبوفيس سيمر بسلام على مسافة تقل عن 32 ألف كيلومتر من الأرض، أي أقل من عُشر المسافة بين الأرض والقمر، ورغم أن هذا الاقتراب يعتبر آمنًا نسبيًا، فإنه قد يشكل تهديدًا لبعض الأقمار الصناعية البعيدة التي تدور حول الأرض.

على الرغم من أن مرور كويكب أبوفيس قرب الأرض في عام 2029 يبدو آمنًا نسبيًا، إلا أن العلماء يحذرون من احتمالية انحراف مساره بفعل تأثيرات كويكبات أصغر.

وتشبه هذه الظاهرة ما حدث في مهمة DART التابعة لوكالة ناسا، حيث تم تغيير مسار الكويكب ديمورفوس بنجاح عن طريق الاصطدام به في عام 2022.

مسار تصادمي

وقد أشار العلماء سابقًا إلى أن هذا السيناريو قد يكون ممكنًا مع أبوفيس خلال السنوات الخمس المقبلة، مما قد يدفعه إلى مسار تصادمي مع الأرض. 

وفي دراسة حديثة نُشرت في مجلة The Planetary Science Journal، حسب عالم الفلك بول ويجرت، الخبير في ديناميكيات النظام الشمسي، احتمالات حدوث مثل هذا السيناريو. 

وخلصت الدراسة إلى أنه على الرغم من أن هذا الاحتمال ضئيل للغاية، إلا أنه لا يزال قائمًا.
تؤكد هذه الدراسة على أهمية مواصلة مراقبة كويكب أبوفيس عن كثب خلال السنوات المقبلة، وتطوير استراتيجيات فعالة للتعامل مع أي تغييرات محتملة في مساره.

في حين أن احتمالات الاصطدام بالأرض لا تزال ضئيلة، إلا أن اليقظة والحذر ضروريان للتعامل مع أي تهديدات محتملة على كوكبنا.

دراسة جديدة

وفي الدراسة الجديدة، استخدم ويجرت نماذج حاسوبية لمحاكاة احتمالية اصطدام كويكب غير مكتشف - إما صغير جدًا أو قريب جدًا من الشمس بحيث لا يمكن رصده من الأرض - بأبوفيس خلال السنوات الخمس المقبلة. وأظهرت المحاكاة أن فرصة حدوث مثل هذا الاصطدام في مسار أبوفيس الحالي أقل من واحد في المليون.

ومع ذلك، سيتعين علينا الانتظار حتى عام 2027 لمعرفة ما إذا كان أبوفيس قد خرج عن مساره الأصلي، حيث أنه حاليًا خارج نطاق الرؤية بسبب قربه من الشمس، وعندما يظهر مرة أخرى، سيكون علماء الفلك قادرين على حساب احتمالات التغيير المحتمل في مساره بين ذلك الوقت وعام 2029 بشكل أكثر دقة، وفقًا لويجرت.

search