الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:20 م

شيخ الأزهر: التضامن مع الشعوب المعذبة في الأرض واجب وليس منة

شيخ الأزهر

شيخ الأزهر

طالب شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، بضرورة بذل قصارى الجهد للتضامن مع أطفال غزة ونسائها وشبابها وشيوخها فضلا عن شعوب السودان واليمن وغيرها، مؤكدا: "يجب أن نعلم أن ذلك ليس منه يمن بها على هذه الشعوب المعذبة في الأرض، وإنما هو واجب القرابة في الدين، وصلة الدم والرحم والمصير المشترك". 

وقال شيخ الأزهر في كلمته التي ألقاها بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، إن المتأمل في صفات رسول الله محمد ﷺ؛ يحار فلا يدري بأيها يبدأ ولا بأيها يختم، ولا ماذا يأخذ من هذا الوابل الصيب من صفات الجمال والجلال، وكيف لا! وقد وصف الله سعة أخلاقه الشريفة بوصف عظيم، فقال في كتابه الكريم: "وإنك لعلى خلق عظيم"، كما وصفته أخبر الناس به، زوجه السيدة عائشة أم المؤمنين - حين سئلت عن أخلاقه، فقالت: "كان خلقه القرآن".

وأوضح أن السيدة عائشة قد أدركت الأفق المتعالي لهذا الخلق النبوي، وصعوبة بيانه للناس: عدا وحصرا واستقصاء، فأحالت البيان إلى أخلاق القرآن الكريم، وما بينها وبين أخلاقه -صلوات الله وسلامه عليه- من تطابق وتماثل، وبما يعني أن الخلق القرآني إذا لم تكن له نهاية في حسنه وكماله، فكذلك “الخلق المحمدي” لا نهاية لحسنه وكمالاته، ولا حدود لسعته واستيعابه العالمين بأسرهم.

تجليات الرحمة النبوية

وأشار إلى أن أول ما يطالعنا من تجليات الرحمة النبوية في مواطن الحروب والاقتتال هو: أن القتال في شريعة الإسلام لا يباح للمسلمين إلا إذا كان لرد عدوان على حياتهم أو دينهم أو أرضهم أو عرضهم أو مالهم، أو غير ذلك مما يدخل تحت معنى: “العدوان” بمفهومه الواسع، أما القتال نفسه، أو حرب العدو، أو الصراع المسلح، فله في شريعة الإسلام خطر وأي خطر، وله قواعد وضوابط وتشريعات شرعها الله تعالى!، وطبقها رسوله ﷺ تطبيقا عمليا وهو يقود بنفسه جيوش المسلمين في معاركهم مع أعدائهم، وأمر أمته بالتقيد بها كلما اضطرتهم ظروفهم وألجأتهم إلى مواجهة عدوهم.

وأوضح شيخ الأزهر، أن أول ما يلفت النظر من قواعد الاقتتال لرد العدوان في الشريعة الإسلامية: قاعدة “العدل”، وهي قاعدة كلية بعيدة الغور في شريعة الإسلام، أمر الله بالالتزام بها في معاملة الصديق والعدو على السواء: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"، ثم إن قاعدة العدل هذه تستدعي قاعدة ثانية تلازمها ولا تفارقها في أي تطبيق، وهي قاعدة: “المعاملة بالمثل” والتي تعني أول ما تعني حرمة تجاوز حدود العدل إلى حدود الظلم والعدوان على الغير، يتبين ذلك من قوله تعالى: "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين".

وأشار إلى أن المطابقة بين أخلاق القرآن الكريم وأخلاقه ﷺ هي السر في اختصاص نبي الإسلام برسالة تختلف عن الرسالات السابقة، حيث جاءت رسالة خاتمة للرسالات الإلهية، ورسالة عامة تتسع للعالمين جميعا: إنسا وجنا، وزمانا ومكانا؛ بينما جاءت الرسالات السابقة رسالات محدودة بأقوام بعينهم وفي زمان معين ومكان محدد لا تتجاوزه لمكان آخر. 

ويشهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف لعام 1446 هجرية، بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية. 

يحضر الاحتفالية الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، وعدد من علماء الأزهر والأوقاف، ومجلسي النواب والشيوخ، وعدد من القيادات التنفيذية.

سيرة النبي العطرة

بدأت احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي الشريف، بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، كلمة للتعريف بسيرة النبي العطرة وفضل الاحتفال بهذه الذكرى.

 

search