الخميس، 19 سبتمبر 2024

08:59 ص

بعد حادث القطارين.. "التكييف" سر إقبال المسافرين على محطة الزقازيق

محطة قطار الزقازيق

محطة قطار الزقازيق

آلاء مباشر

A A

"كلٌ سارح في همه"، بمجرد أن تطأ قدماك أرصفة محطة قطار الزقازيق، تجد نفسك وسط حشد هائل من المواطنين، الذين ينتظرون صافرة الإنذار التي تعلن قدوم القطار في الموعد المحدد، على الرغم من أن جراحهم لم تلتئم بعد لحظات الرعب وكتم الأنفاس التي عاشوها وشهدتها أعينهم خلال الأيام الماضية في حادث تصادم قطاري الشرقية.

محطة الزقازيق

محطة الزقازيق بعد حادث القطارين

توقفت حركة القطارات في محطة الزقازيق في أعقاب الحادث، ولحين الانتهاء من رفع آثاره، وبعد إعادة التشغيل، زار “تليجراف مصر” المحطة في السادسة والنصف صباحًا، ووسط الزحام الشديد، والضجيج المسيطر على الأجواء، أعلن مكبر الصوت الصادر من مكتب الناظر أن "قطار القاهرة رقم 946 سيتأخر نصف ساعة"، لتزيد هذه الكلمات من هموم المسافرين، لأن ذلك سيؤثر على مصالحهم.

وعلى الرغم من مشاعر الضيق التي زادت لدى المسافرين بسبب تأخر القطار وتعالي صوت التأفف، لم يقدم أحد المسافرين على ترك المحطة والتوجه إلى “موقف سيارات الأحرار” للسفر بالميكروباص، إلى أن سمعوا صوت صافرة القطار المكيف الذي سينقذهم من حرارة الطقس، ومن هنا تبدأ حركة تبادل الأماكن من صعود وهبوط.

محطة الزقازيق

رصد "تليجراف مصر"، حديث المسافرين داخل قطار 946 من الزقازيق إلى القاهرة، بعد حادث قطاري الشرقية.

"يا رب وصّلنا بالسلامة"

"فين كرسي 17 يا إبني؟"، بجانب باب العربة 3 يظهر رجل ستيني متكئًا على عصا بيده اليمنى ويحمل حقيبته باليسرى، يمشي خطوات هادئة بحكم سنه، إلى أن وصل إلى مقعده بجانب النافذة المغلقة، ليسند رأسه عليه ويقول: "يا رب وصلنا بالسلامة وارحم موتى حادث الشرقية".

حادث تصادم القطارين في الزقازيق

يراءة الأطفال

وفي الكرسي المقابل تظهر براءة الطفولة، أحمد مجدي، طفل لا يتجاوز عمره السبع سنوات يجلس بجانب والده، وينظر إلى الرجل المسن ويقول: "عارف يا عمو التكييف دا أحسن حاجة في الدنيا"، ليرد عليه الرجل: "ماخفتش تركب القطر النهاردا بعد الحادث؟"، فيقول الطفل مبتسمًا: "لا مهو بابا معايا".

"عندي 69 سنة ونص.. عمري قضيته في القطر"، بهذه الكلمات قطع الرجل المسن حديث الطفل، ليلتفت بنظره إلى النافذة من جديد قبل أن يغط في نوم عميق.

المكيف يكسب

"القطر المكيّف أرحم مليون مرة من الحر والمواصلات العادية"، صوت نسائي في الجانب الآخر من القطار يلفت نظر المسافرين، لترد عليها أخرى: "بصراحة آه.. الجو صعب والقطر مكيّف وحلو.. حتى لو اتأخر عن ميعاده مش مشكلة.. المهم أنه مكيف ومريح".

search