الخميس، 21 نوفمبر 2024

11:43 م

خفض الفائدة الأمريكية.. كيف تعود آثارها على الاقتصاد المصري؟

رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول

رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول

A A

ضبط الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) أول أمس الأربعاء، عقارب ساعة سياسته النقدية إلى الخلف، مخفّضًا الفائدة على الدولار بواقع 50 نقطة أساس، لتتنفس الأسواق العالمية الصعداء بعد 4 سنوات من التشديد النقدي.. فكيف ستنعكس هذه الخطوة على مصر اقتصاديًا. 

قال الخبير المصرفي وأستاذ الاستثمار والتمويل فهد جاهين، إن خفض الفائدة الأمريكية سيؤثر إيجابا على حركة الأسواق العالمية ككل وليس مصر فقط، ومع كل خفض قادم للفائدة سنرى انتعاشا لأداء البورصات والذهب وغيره من الأصول وأدوات الاستثمار. 

مصر والفائدة الأمريكية

وأضاف جاهين  لـ"تليجراف مصر"، أن خفضًا بمقدار نصف نقطة مئوية هو مجرد بداية للعودة بأسعار الفائدة الأمريكية إلى مستوياتها التي كانت عليها قبل 4 أعوام عندما كانت تتحرك بالقرب من 2% فقط، مشيرا إلى أن الأسواق الناشئة من أول المستفيدين من خفض الفائدة على الدولار. 

وتابع أن قرار الفيدرالي من شأنه أن يُقلق في الضغط على سحب الدولار وبالتبعية سنشهد بعض الاستقرار في سعر صرفه مقابل الجنيه، ومن جهة أخرى يحفز خفض الفائدة على الدولار تدفقات الاستثمار الأجنبي لصالح الأسوق الناشئة، ويعزز جاذبية هذه الأسواق بما فيها مصر للاستثمار الأجنبي غير المباشر أو ما يطلق عليه “الأموال الساخنة”، بعد أن ساهم ارتفاع الفائدة الأمريكية طول الفترة الماضية في استقطاب الحصة الأكبر من هذه الأموال لصالح سندات الخزانة الأمريكية. 

وأشار إلى أن خفض الفائدة الأمريكية قد يدفع البنك المركزي المصري لخفض الفائدة خلال اجتماع المقبل لكن لن يكون الخفض بمقدار كبير وسيكون تدريجيًا لتعود معدلات الفائدة إلى نطاق يتراوح بين 20 و22% حتى منتصف العام المقبل. 

الخبير المصرفي واستاذ الاستثمار والتمويل الدكتور فهد جاهين


وخفض الفيدرالي الأربعاء الفائدة على الدولار إلى نطاق بين 4.75% و5%، بعد أن حافظ عليها على مدار الأشهر الماضية عند أعلى مستوياتها في 23 عامًا ضمن حرب شرسة مع التضخم العنيد،  وقال رئيسه جيروم باول، إن هذا الخفض يأتي بالتزامن مع انخفاض التضخم إلى 2.2% في أغسطس الماضي ليقترب من مستهدف الفيدرالي البالغ 2%، لذا فنحن حاليًا نسعى لتحقيق وضع نستعيد فيه استقرار الأسعار دون زيادة مؤلمة في معدلات البطالة. 

البورصة بين المستفيدين 

من جانبه، توقع رئيس قطاع الاستثمار بشركة القاهرة الوطنية للاستثمار في الأوراق المالية الدكتور حسام عيد، أن يحذو البنك المركزي حذو الاحتياطي الفيدرالي ويتجه لخفض الفائدة بـ1% على أقل تقدير خلال اجتماعه المقبل، الأمر الذي سيسهم في تحفيز معدلات النمو الاقتصادي ودعم الأداء الإيجابي للبورصة خلال الفترة المقبلة. 

وأضاف عيد في تصريح لـ"تليجراف مصر" أن البورصة ارتفعت أمس لتغلق بالقرب من مستوى 31 ألف نقطة، في أول رد فعل على قرار الفيدرالي الأمريكي، إذ من المعتاد أن يحفز خفض الفائدة على الدولار الاستثمار في الأصول عالية المخاطر، فتبدأ رؤوس الأموال في التخارج من أدوات الدخل الثابت (سندات وأذون خزانة) لصالح الاستثمار في هذه الأصول بما فيما الأسهم وهذا ما شهدنا في جلسة نهاية الأسبوع.  

وتابع أن خفض الفائدة الأمريكية من شأنه استقطاب المزيد من تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية باتجاه السوق المصرية، لذا من المتوقع أن تواصل المؤسسات الأجنبية تعزيز مراكزها المالية في البورصة  عبر ضخ المزيد من السيولة في الأسهم الأمر الذي سيقود مؤشر (إيجي إكس 30) لاستهداف مستويات قياسية خلال الفترة المقبلة.

يشار إلى أن موجة التشديد النقدي التي أطلقها الفيدرالي في 2022 قادت أسعار الفائدة في أكبر اقتصاد بالعالم إلى أعلى مستوياتها في 23 عاما الأمر الذي عزز جاذبية سندات الخزانة الأمريكية على حساب الأسواق الناشئة لتقتنص الأولى نصيب الأسد من الاستثمار الأجنبي غير المباشر، وبالتزامن مع هذا عانت مصر خلال العام 2022 من موجة نزوح للأموال الساخنة من أسواق الديون والأسهم قُدرت خسائرها بـ22 مليار دولار. 

رئيس قطاع الاستثمار بشركة القاهرة الوطنية للاستثمار في الأوراق المالية الدكتور حسام عيد

الذهب يعزز بريقه

بيئة الفائدة الأمريكية المنخفضة كما تخدم أسواق الأسهم تعزز جاذبية الذهب أيضا وهذا ما شهدناه الأربعاء عندما قفز سعر الأوقية في المعاملات الفورية إلى مستوى يلامس 2600 دولار وهو الأعلى على الإطلاق. 

ووفقا لعضو رابطة تجار الذهب أمير رزق من المتوقع أن يواصل المعدن الأصفر صعوده لاستهداف مستويات 3000 دولار للأوقية مدفوعا ببدء دورة التيسير النقدي في الولايات المتحدة واستمرار خطر التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط. 

وأضاف رزق، أن السعر العالمي للأوقية من بين العوامل التي تؤثر على سعر الذهب في مصر لذا من المتوقع أيضا أن نشاهد قفزات جديدة في الأسعار قد تدفع الجرام عيار 21، المفضل لدى المصريين، إلى مستوى 4000 جنيه.

وفي ختام تعاملات أمس، ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلية بالتزامن مع صعود المعدن النفيس على شاشات البورصات العالمية؛ ليغلق سعر الجرام عيار 21 عند مستوى 3505 جنيهًا محققا 35 جنيها أرباحا مقارنة بسعر الافتتاح. 
 

search