السبت، 05 أكتوبر 2024

12:12 م

خيبة النجوم بالطريقة

ربما لا نحتاج في الضجة التي أثارها المدعو "التِجاني" الخوض في تفاصيلها المكررة فهي ليست الواقعة الأولى من نوعها في النصب باسم الدين ولكننا نحتاج للقفز إلى النتائج مباشرة.

فواقعة هذا المرتدي لعباءة "النائب الإلهي" كشفت ما هو أخطر بكثير ويحتاج التوقف عنده أكثر وهو هرولة العديد من النجوم والمشاهير للتبرك بعباءة هذا الرجل والبحث عن وسيط بينهم وبين الخالق سبحانه وتعالى من بشر مثلهم يجيد سحر صناعة الهالة والسيطرة بها مستتراً بوجهه خلف "ماسك" النورانية و"ماسك" الزبادي بالخيار والعسل أيضاً!

قد ينظر البعض للأمر بنظرة سطحية عادية مقتصرة على المعاني الواضحة الصريحة بالسطور السابقة ولكن حقيقة الأمر تحمل كارثة خطيرة فلك أن تتخيل أن المريدين من مشاهير النجوم ممثلين ومطربين وكتاب هؤلاء مسئولون عن تشكيل الوعي وتوجيهه من خلال أعمالهم الفنية والأدبية والتي تمثل ذراعاً من أذرع القوة الناعمة وهذا هو وعيهم .. هؤلاء هم من نأتمنهم على أدمغة أجيال جديدة يشاهدون أعمالهم ويستمعون لها ويقرأونها ويتأثرون بها وتشكل أفكارهم وتوجهاتهم ليس هذا فقط ولكن هؤلاء يعبثون بأدمغة الجمهور عموماً بدافع مصبوغ بالعبث الذي يعيشون فيه!

مهزلة حقيقية و"خيبة قوية" أن يكون هؤلاء المسيَّرون بالدجل والخرافات مسئوليتهم هي توجيه المتلقي فكيف تأمن لهم وهم أتباع لرجل يدَّعي أنك لو كنت تريد ركن سيارتك في زحام ولا تجد لها مكاناً فقط تنادي عليه وتستعين بهالته سيحضر لك مكاناً فوراً لتركن فيه سيارتك بكل سهولة لتهرول فرحاً مردداً 

"مدد يا سيدي زعبولة"!

هؤلاء من عديمي العلم والثقافة ترقت خيبتهم إلى الشرك بالله وهم لا يعون ما يفعلون فالموهبة وحدها لا تكفي وهو ما تثبته الأحداث مراراً وتكراراً على طول الخط .. موهبة بلا علم أو ثقافة هي قنبلة موقوتة فما بالك لو أن هناك من يجمع الثنائية وهم موجودون بالفعل ويكتسبون أهميتهم بالانتفاخ أمام الكاميرات في خانة النجوم ولا مانع من بعض التعمق والتنظير لإثبات امتلاك رؤية ووجهة نظر لتكتشف الحقيقة بعد ذلك وهؤلاء نتيجة طبيعية لجهلهم المعرفي تجدهم يبحثون عن البركة عند أصحاب الكرامات المزعومة التي صنعوا بها ديناً موازياً يخدم نزواتهم الفكرية وشطحاتهم باسم الطريقة لتبقى خيبة هؤلاء بنفس الطريقة!

البعض هنا يخلط الأمور ببعضها ويخرج ليهاجم "الصوفية" بشكل عام بما اقترفه المدعو "التِجاني" والغباء هنا في من يفعل ذلك يتساوى تماماً بغباء من يهاجمون الإسلام بشكل عام بسبب إرهابي والوضع لا يتحمل "لخبطة عيشة على أم الخير" ولكن نقطة النظام التي يجب أن تحدث سريعاً هي مراجعة ما يخرج من عباءة "الصوفية" من طرق تعيد رسم الدين بحسب أهواء أصحابها فالمثل القديم قال "كل شيخ وله طريقة" ولكن المعنى الذي تم تسويقه يختلف تماماً عن المعنى الحقيقي الذي يقول أن "لكل شيخ طريقته في إيصال علمه" ولكن بعض المنتفعين قاموا بتحويره وتسويقه بمشايخ الطرق وادعوا أن كل شيخ له طريقة تخصه ويستشيخها ليتحولوا بالمعنى للدجل والعبث بثوابت الدين وهو ما لا يعيه القطيع من الأتباع الذين يسيرون خلفهم خالعين عقولهم مستبدلينها بجهاز استقبال آلي يدعم نظامه وجود هؤلاء من المشاهير "القشرة" الذين يدعمون بخيبتهم نصاب الطريقة!

في الوقت الذي يتسارع فيه التطور في كل اتجاهات الحياة نتعامل هنا بقاعدة "سمك لبن تمر هندي" ومع كل المتغيرات التي تُستجد من حولنا تبقى حقيقة واحدة ثابتة للأسف وهي ..........

أن العالم يسبح في الذكاء الاصطناعي ونحن مازلنا نغوط في وحل الغباء الطبيعي!   

title

مقالات ذات صلة

search