الجمعة، 22 نوفمبر 2024

12:05 م

أسامة قابيل: التوسل بالأولياء والصالحين أمر مشروع

الدكتور أسامة قابيل

الدكتور أسامة قابيل

A A

أكد الدكتور أسامة قابيل، أحد علماء الأزهر الشريف، ووكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية، إن التوسل إلى الله بالصالحين والأولياء أمر مشروع وفقًا لما ورد في الشريعة الإسلامية، مع التأكيد على ضرورة التفريق بين التوسل المشروع وبعض التجاوزات التي تحدث في بعض المناسبات الدينية.

شرط التوسل

وأوضح العالم الأزهري ووكيل المشيخة العامة للطرق الصوفية، في تصريحات خاصة لـ"تليجراف مصر"، أن التوسل معناه طلب القرب من الله بأعمال صالحة أو بأشخاص معروفين بتقواهم وصلاحهم، مشيرًا إلى أن جمهور العلماء أجازوا التوسل بشرط أن يكون الطلب موجّهًا لله وحده.

واستشهد قابيل بقول الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ" (المائدة: 35)،  موضحًا أن هذه الآية تدل على مشروعية طلب الوسيلة إلى الله، سواء من خلال الأعمال الصالحة أو الدعاء أو التوسل بأهل الصلاح والتقوى.

جواز التوسل بالنبي 

وأضاف أنه من السنة النبوية ما يدل على جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، في حياته من خلال دعائه، حيث جاء في حديث الأعمى الذي توسل إلى الله بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه فتُقضى لي"(رواه الترمذي)، وهذا الحديث يدل بوضوح على جواز التوسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم.

وأشار قابيل إلى أن بعض العلماء أجازوا التوسل بالأولياء والصالحين بعد وفاتهم، على أن يكون التوسل بطلب من الله بجاه هؤلاء الصالحين أو بمكانتهم عند الله، وليس بسؤالهم هم مباشرة، فالأساس في التوسل هو التوجه إلى الله وحده، لأنه سبحانه هو المستجيب للدعاء. 

واستشهد في ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله"(رواه الترمذي).

التجاوزات في الاحتفالات

وفيما يتعلق بالتجاوزات التي تحدث في بعض الاحتفالات مثل الطواف حول المقامات أو التبرك بالأشجار أو الحجارة، أكد الدكتور قابيل أن هذه الممارسات ليست من الدين في شيء، موضحًا أن الإسلام يدعو إلى التوحيد الخالص، وقد قال الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ" (النساء: 48)، مشيرًا إلى أن هذه التصرفات نتجت عن موروثات شعبية عبر الزمن، لكن الأصل فى قلوب الناس هو التوحيد ولا يجوز سوء الظن بهم أو توجيه اتهام لهم، ولكن الواجب هو التوعية الدينية.

تعزيز الجهل والخرافات

كما أوضح أن مثل هذه الممارسات يمكن أن تؤدي إلى تعزيز الجهل والخرافات في المجتمع، مما يفتح الباب أمام الاستغلال، سواء من بعض المدعين أو المتربحين من ورائها، مؤكدا أن الواجب هو توعية الناس بالفهم الصحيح للدين الإسلامي، الذي يدعو إلى التوحيد الخالص والابتعاد عن كل مظاهر الشرك والخرافات.

وختم الدكتور أسامة قابيل، حديثه بقوله إن الإسلام جاء ليحرر العقول ويرفع الجهل، مؤكدًا أهمية العلم والمعرفة في مواجهة هذه الظواهر، وقال الله تعالى: "وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا" (طه: 114)، مشدداً على ضرورة تعليم الناس التوحيد والعمل الصالح والابتعاد عن الخرافات التي لا تمت للإسلام بصلة.

search