السبت، 05 أكتوبر 2024

07:31 م

"بنام في العربية ونتفتش في العوجة".. يوميات سائق شاحنة مساعدات

شاحنات المساعدات عند معبر رفح

شاحنات المساعدات عند معبر رفح

ميار مختار

A A

حركة مستمرة لا تتوقف عند معبر رفح الحدودي، بين مصر والقطاع المحاصر، لإدخال المساعدات الإنسانية والشاحنات الإغاثية إلى غزة، عبر بوابة المنفذ، بفضل تحركات السائقين هناك، وقيادتهم للسيارات التي تحمل أطنانًا من الأدوية والأغذية والمستلزمات التي يحتاجها الأهالي هناك، وما هو يفند ادعاءات إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.
"بايت هنا بقالي 10 أيام وعلى استعداد أنام هنا أكتر من كده"، بتلك الجملة أكد السائق المصري، دسوقي السعيد جاد، لـ "تليجراف مصر"، رغبته في إيصال المساعدات الإنسانية إلى داخل القطاع، والعمل على إيصالها إلى المستحقين هناك، قائلًا إنه يمكث منذ أيام ينتظر دوره للدخول إلى غزة لإيصال الحمولة إلى الداخل. 
 

صور حصرية لتليجراف عن المساعدات الموجودة بمعبر رفح


وداخل شاحنة نقل عملاقة، تحتاج إلى الصعود إليها، أن يتسلق الشخص 3 درجات كبيرة ترتفع عن الأرض، للحديث مع السائقين، وبالركوب في الشاحنة، شرح دسوقي، أن السيارات يتم تحميلها من مطار العريش بعدما يتم تنزيل المساعدات من طائرات البلدان المختلفة، مثل تركيا، والسعودية، والكويت، وماليزيا، وغيرهم، ومن ثم تتحرك من المطار نحو رفح، وتصطف على جانبي الطريق، لحين السماح بالدخول إلى القطاع.
وحول طريقة الدخول إلى غزة، نوه دسوقي إلى أن السيارات تعبر منفذ العوجة الحدودي، بين الأراضي المحتلة ومصر، وتقف عند النقطة الخاصة بكرم أبو سالم، ثم تسلك الخط الحدودي للرجوع مرة أخرى إلى بوابة رفح من الناحية المصرية، ومن ثم المرور إلى معبر رفح من الناحية الفلسطينية، حيث تتم تفريغ الحمولات هناك.
 

صور حصرية لتليجراف عن المساعدات الموجودة بمعبر رفح


وتابع: نتسلم رقمًا من الهلال الأحمر، للدخول والخروج بنفس الرقم، مضيفًا: "أنا عائد اليوم من تفريغ حمولة وشحنة الآن"، لافتًا إلى أن الهلال الأحمر المصري هو من يتسلم الحمولات التي تنقلها الشاحنات، فيما يتسلمها الهلال الأحمر الفلسطيني بالناحية الأخرى ويسلمها في القطاع.
"مكمل غذائي بحمولة 30 طن"، ذكر دسوقي أن الشحنة التي حُملت بها سيارته كانت مكملًا غذائيًا، تابعة لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، بحمولة 30 طن، ولم تكن هذه المرة الأولى لنقل الحمولات إلى داخل القطاع، فالدسوقي نفسه أكد أنه نقل مرارًا عددا من الحمولات المختلفة، ما بين خيام ومستلزمات طبية وأدوية.
مشاعر كثيرة في نبرة صوت دسوقي، أكدت فخره بما يقوم به ويقدمه، وبجملة "سايب عيالي عشان الشعب الفلسطيني"، أكد أنه على استعداد بتقديم كافة أنواع التضحية في سبيل تمرير المساعدات للأشقاء في القطاع.
 

صور حصرية لتليجراف عن المساعدات الموجودة بمطار العريش


وانتظر الأهالي بالقطاع وقتًا طويلًا منذ بدء الحرب على غزة، حتى تمكنت الوساطة المصرية القطرية الأمريكية مع الجانب الإسرائيلي، من خوض جدال دبلوماسي تمكنت فيه من إدخال 20 شاحنة في أول دفعة، وعلى مراحل عدة، بدأت الشاحنات بالدخول تدريجيًا، بما فيها شاحنات الوقود.
 

حجم المساعدات منذ بداية الأزمة


أعلن رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، أن مصر بذلت، خلال 100 يوم من الحرب على غزة، قصارى جهدها لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية لأهالي القطاع، موضحًا أن دخول المساعدات عبر معبر رفح الحدودي بين مصر والقطاع من الجانب المصري، واجه منذ البداية عقبات هائلة، موضحًا أن "حجم المساعدات الطبية التي دخلت غزة من معبر رفح خلال الـ100 يوم، بلغ 7 آلاف طن، فيما بلغت المساعدات من المواد الغذائية 50 ألف طن، وحجم المياه 20 ألف طنًا، فضلًا عن 1000 قطعة من الخيام والمشمعات والمواد الإغاثية، بالإضافة إلى 11 ألف طن من المواد الإغاثية الأخرى، و88 سيارة إسعاف جديدة".
 

ونوه رشوان إلى أنه "تم إدخال 4.5 ألف طن من الوقود وغاز المنازل خلال نفس الفترة، وبلغ إجمالي عدد الشاحنات التي عبرت من معبر رفح إلى قطاع غزة حوالي 9000 شاحنة منذ بدء دخول المساعدات إلى قطاع غزة من الجانب المصري للمعبر خلال هذّه ألأيام المئة". 
 

عقبات أمام المساعدات

وأشار رشوان إلى أن دخول هذه المساعدات عبر معبر رفح من الجانب المصري، واجه منذ البداية عقبة أولية وهي أن المعبر غير مخصص ولا مهيأ إنشائيًا لدخول البضائع ولكن الأفراد فقط، وهو ما تغلبت عليه مصر بجهود فنية كثيفة وعاجلة ليسمح بمرور الشاحنات.
وتابع البيان: "لقد قام الجيش الإسرائيلي بقصف الطرق المؤدية للمعبر من الجانب الفلسطيني 4 مرات على الأقل وهو ما حال دون أي تحرك عليها، وقامت مصر في خلال فترة وجيزة للغاية بالإصلاح الكامل لهذه الطرق".
وأضاف رئيس الهيئة المصرية أن العقبة الأكبر في طريق دخول المساعدات وسرعة وصولها بكميات كافية للفلسطينيين في غزة، ظلت طوال هذّه الأيام المائة، هي تعنت وتعمد السلطات الإسرائيلية المحتلة لمعابر قطاع غزة الأخرى، تأخير تفتيش المساعدات فبل السماح بمرورها للجانب الفلسطيني، بحكم سيطرتها العسكرية على أراضي القطاع.
وشدد على أن معبر رفح من الجانب المصري لم يغلق لحظة واحدة طوال أيام العدوان، وقبل تلك الأيام أيضًا، متابعًا: "طالبت مصر الجانب الإسرائيلي بعدم منع تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع والتوقف عن تعمد تعطيل أو تأخير دخول المساعدات بحجة تفتيشها".

وأنهى رشوان تصريحاته بالإشارة إلى أن كل ما دخل قطاع غزة خلال أيام العدوان الإسرائيلي المئة، قد مثلت مساهمة مصر فيه من القطاع الأهلي والحكومي والتبرعات الفردية، وصل إلى 82% من إجمالي المساعدات، واختتم مجددًا على إصرار مصر مواصلة جهودها القصوى للإسراع بنقل المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، والسعي الحثيث من أجل زيادتها، بما يساهم في الحد من تفاقم الأزمة الإنسانية غير المسبوقة التي يعاني منها أشقاؤنا الفلسطينيون هناك.


مزاعم إسرائيل بالعدل الدولية

نفى رئيس هيئة الاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، في 12 يناير الجاري، مزاعم فريق الدفاع الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية، حول مسؤولية مصر عن منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مضيفًا "كل المسؤولين الإسرائيليين، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الطاقة، أكدوا عشرات المرات في تصريحات علنية منذ بدء العدوان على غزة، أنهم لن يسمحوا بدخول المساعدات لقطاع غزة وخاصة الوقود، لأن هذا جزء من الحرب التي تشنها دولتهم على القطاع".
وأشار رشوان إلى أن كبار المسؤولين الدوليين وفي مقدمتهم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، زاروا معبر رفح من الجانب المصري، ولم يتمكن واحد منهم من عبوره لقطاع غزة، نظرا لمنع الجيش الإسرائيلي لهم، أو تخوفهم على حياتهم بسبب القصف المستمر على القطاع، مضيفًا أنه في ظل التعمد الإسرائيلي المستمر لتعطيل دخول المساعدات في معبر كرم أبو سالم، لجأت مصر إلى تكليف الشاحنات المصرية بالسائقين المصريين بالدخول، بعد التفتيش، مباشرة إلى أراضي القطاع لتوزيع المساعدات على سكانه، بدلا من نقلها إلى شاحنات فلسطينية للقيام بهذا.
وذكر البيان أن المفاوضات التي جرت حول الهدن الإنسانية التي استمرت لأسبوع في قطاع غزة وكانت مصر مع قطر، والولايات المتحدة أطرافا فيها، شهدت تعنتًا شديدًا من الجانب الإسرائيلي في تحديد حجم المساعدات التي ستسمح قوات الاحتلال دخولها للقطاع، باعتبارها المُسيطرة عليه عسكريًا، وهو ما أسفر في النهاية عن دخول الكميات التي أعلن عنها في حينها.

رابط مختصر
The.Agricultural.Bank.of.Egypt

تابعونا على

مواقيت الصلاة حسب التوقيت المحلي لمدينة القاهرة
  • 05:24 AM
    الفجْر
  • 06:51 AM
    الشروق
  • 12:43 PM
    الظُّهْر
  • 04:05 PM
    العَصر
  • 06:35 PM
    المَغرب
  • 07:52 PM
    العِشاء
search