الثلاثاء، 01 أكتوبر 2024

01:17 ص

"مواقع إباحية ونماذج منحرفة".. خبراء يكشفون أسرار قضايا الخلع

قضايا الخلع

قضايا الخلع

هدير يوسف

A A

تزايدت أعداد حالات الطلاق في مصر خلال السنوات الأخيرة، وسجلت قضايا الخلع رقمًا قياسيًا خلال 2023، وفقًا لآخر إحصائية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

قضايا الخلع

وذكرت الإحصائية أن حالات الخلع ازدادت الفترة الماضية لتصل إلى 81.3% من إجمالي حالات الطلاق خلال عام 2023، وكانت الفئة العمرية “الأكثر في قضايا الخلع”، تتراوح بين سن 25 وحتى 30 عامًا، ويرجح المختصون وجود عوامل عدة تنتج عنها كثرة الطلاق هذه الفترة منها الحالة الاقتصادية والاجتماعية، والانحراف القائم عن البعد عن الدين وعدم التفاهم بين الطرفين.

جشع المرأة

ويقول أستاذ علم النفس التربوي، حسن شحاتة، إن الحالة الاقتصادية تؤدي إلى الانفصال وليس الخلع، وأن معنى الخلع أن المرأة لها حقوق أكثر، وأنها تبيع الرجل للبحث عن رجل أغنى، وهذا لا يرتبط بالناحية الاقتصادية، ولكن يرتبط بالجشع، موضحًا أنه يوجد انعدام وضوح الرؤية لدى الفتيات والنساء. 
وأشار إلى أن هذا يعتبر انحراف في دور المرأة تجاه الأسرة نتيجة لانعدام الوعي لديها، ويجعلها في هذه الحالة غير ملتزمة بالأخلاقيات الدينية والمجتمعية.

المرأة في المواقع الإباحية

وأضاف شحاتة في تصريحات لـ"تليجراف مصر"، أن استقرار الأسرة يرتبط بعوامل كثيرة أهمها التدين والعامل الاقتصادي والوسط الاجتماعي، ولذلك نجد في بعض الأحيان السوشيال ميديا تقدم نماذج مختلفة وضارة ويقلدها كثير من السيدات في المجتمع.

 وأشار إلى اعتقاد بعض الرجال أن هذه النماذج المنحرفة للمرأة التي تقدم عن طريق الإعلام والمواقع الإباحية من الممكن الاقتداء بها، ولكن هي نماذج ليست سليمة، بل خاطئة ومنحرفة ولا أخلاقية وبعيدة عن التدين.

نماذج خاطئة 

وأضاف أن مشاهدة هذه النماذج هو السبب في انتشار الخلع، بالإضافة إلى الابتعاد عن الدين السليم، قائلًا إن كل هذه المشاكل ما هي إلا عوامل اجتماعية سببها ضياع الدين، وتشوه الوسط الاجتماعي، وانتشار المعلومات الخاطئة عن حقوق الزوجة والفتاة والأم. 

وتابع أن هذه النماذج من حالات الخلع لا تمثل ظاهرة، ولكنها دليلًا على وجود بعض الشباب الذي يقع تحت سيطرة المواقع المنحرفة، وفق وصفه.

تفكيك الأسرة 

وأشارت أستاذ علم النفس الاجتماعي، سوسن فايد، إلى أنه يجب الانتباه إلى وجود استهداف لتفكيك الأسرة وانعدام وجود تماسك اجتماعي، موضحة أن “المدخل الثقافي” لدى الطرفين المرأة والرجل هو الحل في تقليل معدلات الطلاق، لأن المرأة في بعض الأحيان بعد الزواج تعتمد على الاستقواء والاستغناء وضمان إزالة لقب "العنوسة" بعد أن تتزوج بالرجل، إضافة إلى الرجل حيث أصبح غير قادر على تحمل المسؤولية ولا يتحمل أعباء الحياة والزواج.

قيم التسامح 

وأوضحت سوسن لـ"تليجراف مصر"، أن القيم التي تبني الأسرة من تسامح وتفاهم وحوار لم تعد موجودة في الوقت الحالي، مضيفة أن الثقافة العامة الحالية هي السبب في انقراض صفات الأسرة المتماسكة وجعل الطرفين في حالة انفرادية مطلقة، ولا يوجد طرف يريد أن يتنازل أو يتعاون لبناء الأسرة. 
وأكملت أن بناء الأسرة مسؤولية كبيرة ويحتاج إلى صبر وإيثار، ولكن الثقافة الواردة أضعفتها وجعلتها في حالة انهيار.

ثقافات هدامة

وتابعت أن الخلع هو نتيجة تلك المشاكل التي ذكرتها سابقًا، ومن المفترض العمل على تدعيم القيم التي تبني الأسرة من الجوانب الثقافية والدينية والتوعية لخطورة تكرار حالات الخلع، مشيرة إلى أنه توجد بعض التوجهات والمنصات التي تنشر ثقافات هدامة مثل استقواء المرأة على الرجل وإحجام الشباب عن الزواج والتفكيك في الأسرة، بجانب قانون الأحوال الشخصية الذي يساعد على الطلاق بسهولة، فكل هذه العوامل تساعد على زيادة معدلات الخلع.

مراجعة القوانين 

ولفتت فايد إلى أن القوانين الحالية تحتاج إلى مراجعة والنظر فيها، كما يجب انتباه متخذي القرار إلى المخططات الخارجية التي تهدف إلى تفكيك المجتمع والأسرة. 

وترى أستاذ علم النفس الاجتماعي، أنه لا يوجد اهتمام بالقوانين أو المناقشات التي تواجه وتضع حدًا لتفكيك الأسرة وزيادة الرغبة في الطلاق خاصةً في حالات الخلع، قائلة: “انتبهوا صانعي القرار من التفكك الأسري القائم هذه الفترة”.

 وأوضحت سوسن فايد، أن فهم المرأة لمصطلح التمكين أنه ليس معناه الاستغناء عن دورها كزوجة وأم ولكن العمل على بناء الأسرة وصلاح المجتمع، وفهم أن الطلاق ليس حلًا في جميع الأحوال، وبالنسبة للرجل فمن المهم أن يتسامح ويقيم لغة حوار وتفاهم بينهما.

الخلع ليس حرامًا

أكد أحد علماء الأزهر الشريف، الدكتور أسامة قابيل، أن الخلع ليس حرامًا، بل هو جائز شرعًا، لافتًا إلى أن هذا النوع من الطلاق يمثل خيارًا مشروعًا للمرأة التي تجد نفسها غير قادرة على الاستمرار في العلاقة الزوجية، لكن لا بد أن يتم ذلك بالتراضي وتحت شروط معينة، حيث يمكن للمرأة أن تتنازل عن بعض حقوقها المالية.

وأضاف العالم الأزهري لـ"تليجراف مصر"، أن الخلع حدث في عهد سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم،  حين جاءت امرأة ثابت بن قيس اختلعت منه، صار بينه وبينها شيء، فقال لها سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم: أتردين عليه حديقته؟ قالت: نعم، فقال سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، لثابت: اقبل الحديقة وطَلّقها تطليقة هذا يسمى الخُلْع، وهو المراد في قوله: فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ [البقرة:229].

واقترح قابيل، خطوات عدة للحد من هذه الظاهرة، منها تعزيز التوعية بتنظيم دورات تعليمية حول حقوق وواجبات الزوجين وطرق تحسين التواصل، وتوفير خدمات الإرشاد الأسري لمساعدة الأزواج في معالجة مشكلاتهم، ودعا إلى تشجيع دعم العلاقات الأسرية من خلال الأنشطة الاجتماعية والثقافية، والعمل على تحسين الظروف الاقتصادية للأسر، مما يقلل من الضغوط التي تؤثر على العلاقات الزوجية.

search