الجمعة، 22 نوفمبر 2024

04:07 ص

"الطين" حيلة السودانيات لتفادي التحرش على يد "الدعم السريع"

معاناة السودانيات في الحرب

معاناة السودانيات في الحرب

آلاء مباشر

A A

في نهاية يوم طويل وشاق، وبعد الانتهاء من العمل والدراسة، يتكدس الناس على أسهل وسيلة مواصلات “مترو الأنفاق”، خاصة محطة "الشهداء" التبادلية، والجميع في حالة انزعاج بسبب الطقس الحار، وفجأة يعلو صوت سيدة سودانية في إحدى العربات المخصصة للسيدات: “إحنا جايين نتحامى فيكم”.

 

مكالمة هاتف أرعبت سودانية

سيدة سودانية في الثلاثينات من عمرها، تبدو عليها مظاهر التعب والمشقة من حملها الذي قد يصل إلى الشهر السادس، وقطرات العرق تتساقط من وجهها، تجلس في آخر العربة، والدموع تنهمر من عينيها، بعدما علمت أن شقيقتها التي لا تزال في السودان تعرضت للاغتصاب من قبل قوات “الدعم السريع” في أثناء جلبها للطعام.

ومع حركة المترو المسرعة لم تستطع سقطت السيدة السودانية على الأرض، وبدأ الركاب في محاولات إسعافها وإعطائها الماء حتى تفيق، وهنا بدأت أصوات أخرى تتداخل في المشهد: “مالك بس حصل إيه؟.. الحمل تعبك؟.. أهلك بخير؟”.

انهمرت دموع السودانية، وقالت بصوت متقطع: “اعتدوا على أختي في السودان.. وأمي كلمتني وقالت إنها وبين الحياة والموت في المستشفى”.

وهنا بدأت محررة “تليجراف مصر”، ترصد تفاصيل القصة التي هعي واحدة من مآس كثيرة بنساء أخريات في السودان، خاصة في الخرطوم، ما دفعهن للقدوم إلى مصر.

حيل السودانيات لتجنب التحرش

“عشنا في سواد.. كنا ننزل نجيب طعام وندعو ربنا أن نعود سالمين"، تعرضت كثير من السيدات السودانيات في عدة مناطق، منذ بدء القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، خاصة في الخرطوم، إلى الاغتصاب والعنف الجنسي في الشارع وأمام أعين أسرهم، حسبما بدأت السيدة حكايتها.

“نضع طين عفن في كيس ولما نشوفهم ندهن بيه جسمنا”.. هكذا قالت السيدة السودانية بعد أن استعادت وعيها، وهي تحكي حجم المعاناة الصعبة التي عاشت فيها السودانيات خلال الفترة الأخيرة.

وشرحت حيلة النساء في يبلادها لتفادي التحرش الجنسي بهن: “بمجرد أن يقبل عليهن أحد من رجال قوات الدعم السريع في الشارع، للتعدي الجنسي عليهن، يأخذن كميات من الطين ويضعنها على أجسامهن حتى يبتعد عنهن المتحرشون”.

وتابعت: “مقدرناش نتحمل العذاب وجينا مصر عشان نعيش في أمن وسلام بعد الرعب اللي شفناه”.

search