الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:56 م

صدمة وتوأم غامض.. لغز اختفاء "جثة السورية" من مشرحة زينهم

مشرحة _ أرشيفية

مشرحة _ أرشيفية

خلود طارق

A A

يقدم"تليجراف مصر" في سلسلة حلقات على مدار شهر أكتوبر، بعنوان "حكايات من داخل المشرحة"، والتى تقدم قصصا تفك لغز وطلاسم جرائم حدثت بمناطق عديدة، وانتهى المطاف بالجثث داخل المشرحة ليحل الطبيب الشرعي لغزها ويكشف ملابسات الواقعة والخروج بخيط يساعد رجال الأمن في الوصول لمرتكب الجريمة، وتلك القصص ليست دربًا من الخيال، وإنما هي قصص حقيقة حدثت على أرض الواقع.

تبدأ قصتنا بأنه في 12 سبتمبر 2016، في تمام الساعة 10:30 مساءً، عندما اختفت جثة فتاة سورية من ثلاجة الموتى، تاركة وراءها لغزًا كبيرًا. ولتوضيح المشهد بشكل أدق، سنصف لكم شكل مشرحة زينهم من الداخل.

المشرحة تتضمن بابًا حديديًا يستخدمه العاملون من أطباء وعمال، بالإضافة إلى باب خلفي مصفح وقوي جدًا، وعند فتحه يُصدر صوتًا عاليًا قد يوقظ الجيران. هذا الباب يُستخدم لإدخال الجثث، ومساحته ضيقة لا تسمح إلا بدخول الجثمان فقط، سواء كان للتسليم أو للإخراج لدفنه.

تحتوي المشرحة على قاعتين كبيرتين، كل قاعة تحتوي على سريرين للتشريح، بالإضافة إلى أدراج ثلاجات لحفظ الجثث، يزيد عددها عن 300 درج.

عند وصول الجثة إلى المشرحة، يرافقها عادةً أحد رجال النيابة أو أمين شرطة، حيث يتم تسليم الجثمان لفني التشريح، مع قرار يصرح بذلك من النيابة إلى الطبيب وفريقه للبدء في عملهم وإعداد التقرير.

بعد انتهاء عملية التشريح وإعداد التقرير، سلم الجثمان إلى (سعيد وزوجته)، وهما الشخصان المسؤولان عن غسل الجثث، "سعيد" لجثث الرجال، بينما تغسل زوجته النساء، وغرفتهما تقع في نهاية ممر بالمشرحة.

في يوم 12 سبتمبر 2016، تلقى الدكتور محمد الشيخ، الطبيب الشرعي المناوب، مكالمة من مساعده شعبان في الساعة 10 مساءً، أخبره فيها بوصول جثة فتاة سورية برفقة شقيقتها، وطلب منه النزول فورًا. 

عند نزول الدكتور محمد إلى طابق أدنى، تحدث مع شقيقة المتوفاة دون رؤية الجثمان، ووصفها في روايته أنها كانت “شديدة الجمال”، وترتدي قميص أبيض وأسود وطرحة سورية، وعلى الرغم من جمالها، لاحظ الطبيب برودًا غريبًا في حديثها، ما أثار شكوكه.

سأل الطبيب عن سبب وفاة أختها، فأجابت ببرود: "انتحرت"، وعندما سألها عن قرار النيابة، أعطته التقرير، لكنها قالت له جملة أثارت رعبه: "أنا لا أريد أن تُشرح أختي".

شعر الدكتور محمد بأن هناك شيئًا غير طبيعي، وسألها بغضب: "هذه ليست ملكك، كيف جلبتها في سيارتك؟ ولماذا لم تُحضريها بسيارة الإسعاف؟، وأين الشرطة؟"، هنا تغيرت ملامح وجهها، وبدأت بالتوتر، وأخبرته أن سيارة الإسعاف تأخرت، فقررت نقلها بنفسها.

سؤال وإجابة غير مقنعة

ملابسها التي لا تظهر فيها أي آثار دماء، دفع الطبيب إلى سؤالها مجددًا "لماذا لا توجد بقع دم على ملابسك؟"، فأجابت بأنها غيّرت ملابسها بعد نقل الجثة، لكنه التبرير لم يكن مقنعًا، وطلب من مساعده إحضار الجثة ليفحصها.

عندما رأى الدكتور الجثة، تفاجأ أنها كانت توأم الفتاة التي رآها، ولاحظ علامات ورموز غريبة على جسدها، بما في ذلك كدمات قوية وعلامة حرف الـS على رقبتها، وهي علامة مرتبطة بعبدة الشيطان.

بعد إعداد جزء من التقرير، شعر الطبيب بالتعب وقرر أخذ قسط من الراحة. وفي تمام الساعة 2:30 صباحًا، أيقظه مساعده بعد عدة محاولات، وأخبره بأن الجثة اختفت.

نزل الطبيب بسرعة ليتحقق من الأمر، لكنه لم يجد الجثة، في البداية، ظن أن “زوجة سعيد” غسلتها وكفنتها عن طريق الخطأ، لكن المساعد أكد له أن الزوجين لم يغادرا غرفة الغسل منذ الساعة 10 مساءً، أي قبل وصول الجثة.

توجه الطبيب إلى سعيد وزوجته للاستفسار، ولكنه لم يشك للحظة في أمانتهما، فقد كانا يعملان في المشرحة لأكثر من 30 عامًا بسمعة نزيهة، وخرج الثلاثة للبحث عن الجثة، إلا أن سعيد اكتشف شيئًا صادمًا، “طاولة الغسل كانت مغطاة بالماء والدم، كما لو أن أحدهم قد غسل جثة عليها”.

عندما سأل سعيد عما إذا كان قد ترك الطاولة دون تنظيف، أجاب بأنه جفف وعقم كل شيء قبل النوم. بحثوا بعد ذلك عن شقيقة المتوفاة، لكنها اختفت أيضًا.

تذكر الطبيب جملة الأخت عندما قالت: "لا أريد أن تُشرح أختي"، وأبلغ الشرطة على الفور باختفاء الجثة.

حتى الآن، لا توجد أي آثار للفتاة أو لأختها المتوفاة، ولا يزال اللغز قائمًا.

search