الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:29 ص

صواريخ إيران تشعل أسواق النفط.. هل نشهد أزمة جديدة؟

أسعار النفط

أسعار النفط

حسن راشد

A A

قفزت أسعار النفط بأكثر من دولار اليوم الأربعاء، مدفوعة بتزايد المخاوف من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، التي قد تؤدي إلى تعطيل إنتاج النفط من المنطقة، وذلك بعد أكبر ضربة عسكرية إيرانية على الإطلاق ضد إسرائيل.

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار دولار واحد، أي ما يعادل 1.36%، لتصل إلى 74.56 دولارًا للبرميل، بينما زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بقيمة 1.07 دولار، أو 1.53%، لتصل إلى 70.9 دولارًا. وخلال تعاملات يوم أمس، شهد كلا الخامين زيادات تتجاوز 5%.

تحوّل في أسواق النفط

وقالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في شركة "فيليب نوفا"، إن أسواق النفط كانت تركز في الأسابيع الأخيرة على التوقعات الاقتصادية الضعيفة وتأثيرها على الطلب على الوقود، إلا أن هذه النظرة تغيّرت سريعًا مع تزايد المخاوف من احتمال انقطاع إمدادات النفط من الشرق الأوسط، وذلك بعد إطلاق إيران صواريخ باليستية على إسرائيل.

تصاعد التوترات في الشرق الأوسط

في وقت مبكر من اليوم، أعلنت إيران أن الهجوم الصاروخي الذي نفذته ضد إسرائيل كان بمثابة رد على "الاستفزازات المتزايدة". 

من جانبها، تعهدت إسرائيل والولايات المتحدة بالرد على طهران، مما أثار قلقًا عالميًا بشأن إمكانية اندلاع حرب إقليمية واسعة.

إسرائيل أفادت بأن الهجوم شمل أكثر من 180 صاروخًا باليستيًا، فيما حذرت طهران من أن أي رد عسكري إسرائيلي سيقابل برد "شديد" يطال مواقع استراتيجية. 

في غضون ذلك، دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف فوري لإطلاق النار، بينما من المقرر أن يعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اجتماعًا عاجلًا لبحث الوضع المتفاقم في الشرق الأوسط.

تهديدات لإمدادات النفط

وفقًا لمذكرة صادرة عن بنك ANZ، فإن تدخل إيران المباشر في النزاع يثير مخاوف من انقطاع إمدادات النفط، نظرًا لأن إيران تعد من الدول الأساسية المنتجة للنفط وعضوًا في منظمة أوبك. 

في أغسطس الماضي، وصل إنتاج إيران إلى أعلى مستوياته في ست سنوات، مسجلًا 3.7 مليون برميل يوميًا.

كما ذكرت مذكرة أخرى صادرة عن "كابيتال إيكونوميكس" أن أي تصعيد كبير من جانب إيران قد يجبر الولايات المتحدة على التدخل المباشر، ما يزيد من تعقيد الوضع. 

ورغم أن إنتاج إيران يمثل حوالي 4% من إنتاج النفط العالمي، إلا أن المخاوف تتزايد بشأن ما إذا كانت السعودية، التي تعد أكبر منتج في أوبك، ستزيد إنتاجها لتعويض أي نقص ناتج عن توقف الإمدادات الإيرانية.

اجتماع أوبك+

في وقت لاحق اليوم، تعقد مجموعة أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها بما في ذلك روسيا، اجتماعًا لمراجعة أوضاع السوق. 

ولا يُتوقع أن يتم تعديل سياسة الإنتاج الحالية، التي تنص على زيادة الإنتاج بمقدار 180 ألف برميل يوميًا بدءًا من ديسمبر.

وأشار بنك ANZ إلى أن "أي قرار من أوبك+ بمواصلة زيادات الإنتاج قد يسهم في تخفيف المخاوف من تعطل الإمدادات في الشرق الأوسط".

بيانات المخزونات الأمريكية

من جهة أخرى، كانت بيانات المخزونات الأمريكية مختلطة، حيث أفادت مصادر في السوق نقلًا عن أرقام معهد البترول الأمريكي بأن مخزونات النفط الخام ونواتج التقطير شهدت انخفاضًا خلال الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت مخزونات البنزين.

وأشارت بريانكا ساشديفا إلى أن المستثمرين سيراقبون عن كثب بيانات مطالبات البطالة الأمريكية المنتظرة يوم الجمعة، حيث يُتوقع أن يكون لهذه البيانات تأثير على توقعات السياسات النقدية التي قد يتخذها الاحتياطي الفيدرالي، ما قد يؤثر بدوره على الطلب على النفط على المدى الطويل من خلال تحفيز النشاط الاقتصادي.

search