الخميس، 21 نوفمبر 2024

08:30 م

اقتصاد العالم يسير على حبل رفيع.. هل يسقط في جحيم إيران وإسرائيل؟

تصاعد التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل

تصاعد التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل

محمود كمال

A A

في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية بين إيران وإسرائيل، تتأهب الأسواق العالمية لمواجهة غير مسبوقة، حيث يتسرّب القلق إلى أبرز السلع والمؤشرات الاقتصادية العالمية، فاندلاع الحرب يعني أن الانعكاسات لن تكون محصورة في حدود الشرق الأوسط، بل ستصل شرارتها إلى الأسواق العالمية.

وتترقب الأسواق العالمية رد الفعل الإسرائيلي على الهجوم الإيراني، الذي حدث مساء أمس، فمن المعروف أن النفط محور الاهتمام، والذهب ملاذ الأمان، والدولار وسيلة النجاة أو الوقوع في دوامة الركود، لكن إذ دقت طبول الحرب فكيف ستتفاعل هذه العناصر الحيوية في سيناريو تصادمي غير مسبوق؟ وهل ستشهد الأسواق انقلابًا اقتصاديًا يعيد رسم خريطة الاقتصاد العالمي؟

ماذا قال الخبراء؟

خبراء اقتصاديون قالوا لـ“تليجراف مصر”، إن توسع الحرب بين إسرائيل وإيران سيكون له تبعات اقتصادية خطيرة ليس فقط على المنطقة بل العالم أجمع.

ويقول الخبير الاقتصادي، أحمد أنور سعدة، إنه في حالة اندلاع الحرب بين إيران وإسرائيل، فإن أولى الخطوات التي ستتخذها إيران هي إغلاق مضيق هرمز، الذي يُعد الشريان الرئيسي لتجارة النفط في العالم، ما سينعكس مباشرةً على أسعار النفط، حيث من المتوقع أن ترتفع أسعار البنزين بنحو 50%.

ومضيق هرمز، الممر المائي الحيوي في منطقة الخليج، يعتبر بوابة عبور رئيسية لصادرات النفط إلى مختلف أنحاء العالم، ويُطلق عليه لقب "شريان الحياة" للاقتصاد العالمي، حيث يمر عبره نحو ثلثي إمدادات النفط الدولية.

ويضيف سعدة، أن غلق المضيق لا يعني ارتفاع أسعار النفط فقط، بل سيؤدي إلى تعطل سلاسل الشحن والإمداد العالمي، بالتالي ارتفاع تكلفة الشحن التي ستبحث عن بدائل بعيدًا عن المضيق.

ويؤثر تصاعد التوتر في مضيق هرمز بشكل كبير على سوق الطاقة العالمي، حيث يمر عبره جزء كبير من صادرات النفط للدول الخليجية، والتي تمثل حوالي 20% من الإمدادات العالمية.

وبحسب آخر تحديث للنفط، فإن خام برنت قفز بنحو 2.61% ما يعادل 2 دولار ليصل البرميل إلى 75.48 دولار، في حين زاد سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 2.8% ليسجل 71.83 دولار.

النفط في مضيق هرمز

أسعار الذهب ستحلق

على الرغم من الضربات الإيرانية على عدد من المدن الإسرائيلية بأكثر من 250 صاروخًا، بحسب بيان للحرس الثوري الإيراني، فإن أسعار الذهب عالميًا تراجعت عند كتابة هذا التقرير بنحو 8 دولارات لتسجل أوقية العقود الفورية نحو 2654 دولارًا.

ولكن بحسب خبير المشغولات الذهبية، أمير رزق، فإن اشتعال المنطقة بحرب بين إيران وإسرائيل ستؤدي إلى زيادة أسعار الذهب بشكل غير مسبوق، وقد ترتفع الأوقية إلى أكثر من 3000 آلاف دولار.

ويضيف خبير المشغولات الذهبية، أن الذهب يعد الملاذ الآمن الوحيد في حالة الحرب لكثير من الاعتبارات منها سهولة بيعه وحفظه، بالإضافة إلى أنه يحافظ على قيمته وأداة قوية للتحوط من التضخم.

وسجل الذهب ارتفاعًا عالميًا بنسبة 14.2% خلال الربع الثالث من عام 2024، محققًا أفضل أداء ربع سنوي له منذ يناير 2016، وفي شهر سبتمبر وحده، ارتفع سعر الذهب بنسبة 6.1%، ليصل إلى مستوى تاريخي بلغ 2685 دولارًا للأونصة خلال الأسبوع الماضي.

رحلة صعود للدولار

يقول خبير أسواق المال، أحمد معطي، إن في حالة اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران، فإن العالم سيشهد موجة تضخمية كبيرة بسبب زيادة الإنفاق العسكري وانخفاض الإنتاج الذي سيشهده العالم، بالتالي فإن الفيدرالي الأمريكي سيحافظ على أسعار الفائدة خلال العام الجاري دون تغيير.

ويضيف معطي، أن الحفاظ على الفائدة مرتفعة تعني أن الدولار سيواصل الصعود أمام العملات الرئيسية الخمسة، لأن المستثمرين سيقبلون على شراء السندات الأمريكية.

وفي اجتماع سبتمبر الماضي، قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض النطاق المستهدف لأسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية بمقدار 0.5%، ليصبح ما بين 4.75% و5%، إذ إن هذه الخطوة تأتي في إطار التقدم الذي حققه الاقتصاد الأمريكي في مواجهة الضغوط التضخمية، وذلك بعد سلسلة من الإجراءات النقدية الصارمة التي بدأها المجلس منذ مارس 2022 بهدف كبح التضخم المتزايد.

الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية

ضرب المنشآت النووية الإيرانية

وتفيد تقارير عِدة بأن تل أبيب قد تكون بصدد استهداف المنشآت النووية في إيران، وسط دعوات من بعض المسؤولين الإسرائيليين لاتخاذ هذه الخطوة. 

وتشير مصادر مطلعة إلى أن الرد الإسرائيلي المحتمل قد يمتد ليشمل ضرب مواقع نفطية وأهدافًا حساسة داخل إيران، مع ترك جميع الخيارات مفتوحة، بما في ذلك استهداف المنشآت النووية.

وفقًا لما أورده موقع "أكسيوس"، فإن التحرك الإسرائيلي قد يتضمن غارات جوية باستخدام طائرات مقاتلة، إلى جانب تنفيذ عمليات سرية مشابهة لتلك التي استهدفت زعيم حركة “حماس”، إسماعيل هنية، في طهران قبل أشهر.

search