الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:12 م

في يوم المعلم.. المفتي: الإسلام يدعو لاحترام مكانة العلماء

نظير عياد مفتي الجمهورية

نظير عياد مفتي الجمهورية

أحمد خطاب

A A

قال مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، نظير عيّاد، إن الإسلام دين العلم والمعرفة، ويدعو أتباعه دائمًا إلى طلب العلم والحث عليه، وإلى احترام قيمة ومكانة المعلمين وتقديرهم، بل جعل طلب الإنسان المسلم للعلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، مستشهدًا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "طَلَبُ العِلْمِ فَرِيْضَةٌ عَلَىْ كُلِّ مُسْلِمٍ".

وأضاف مفتي الجمهورية في كلمته، اليوم، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمعلم الذي يوافق 5 أكتوبر من كل عام: "إن الشريعة الإسلامية تدعونا دائمًا إلى طلب العلم واحترام مكانة العلماء، حيث أمرنا المولى عز وجل بتعمير هذا الكون والتدبر في آياته واستغلال خيراته وثرواته"، مستشهدًا بقول المولى عز وجل: *"وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ".

مكانة العلماء

وأوضح مفتي الجمهورية أن المولى عز وجل يدعونا إلى احترام مكانة العلماء وتقديرهم لما لهم من منزلة عظيمة، مصداقًا لقوله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) (سورة المجادلة: الآية 11).

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن الدلائل على أن الإسلام يشجع ويحث على العلم وطلبه، ومنها آيات عديدة في القرآن الكريم، وأحاديث نبوية في السنة المطهرة، منها قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "مَن سَلَكَ طَرِيـقـَاً يَلتَمِسُ فيهِ عِلمَاً سَهَّلَ اللهُ لهُ بِهِ طريقاً إلى الجَنَّةِ".

وتابع مفتي الجمهورية قائلاً: "ليس غريبًا أن تكون أول آية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (الآية 1 من سورة العلق)، ما يعكس قيمة ومكانة العلم والقراءة والمعرفة في الدين الإسلامي الحنيف".

وأوضح المفتي أن توجيه القرآن الكريم في هذا الصدد هو تأكيد لروح المنهج العلمي الصحيح الذي يدفع الإنسان إلى محاولة استكشاف ما هو مجهول من هذا الكون وظواهره على أساس من الثقة بقدرة الله تعالى الذي (علم الإنسان ما لم يعلم).

الحضارة العربية والإسلامية

وفي سياق متصل، أكد المفتي أن الحضارة العربية والإسلامية قدمت للبشرية إسهامات عظيمة في مختلف المجالات العلمية والفكرية، مضيفًا أن العلماء المسلمين كانوا من رواد العلوم مثل الطب، والفلك، والرياضيات، والكيمياء، وأسهموا بشكل كبير في النهضة العلمية التي أسست لعلوم اليوم. 

وأشار مفتي الجمهورية إلى أن تلك الحضارة لم تقتصر إسهاماتها على العلوم الطبيعية فقط، بل شملت أيضًا الفكر الإنساني والفلسفة، حيث أسهم العلماء المسلمون في تطوير النظريات العلمية والفكرية التي ما زالت تُدرس وتؤثر في العلوم الحديثة.

وأضاف مفتي الجمهورية، أن العلماء المسلمين كانوا روادًا في وضع أسس المنهج العلمي التجريبي، الذي قام على البحث والاستقصاء والاستفادة من المعارف المختلفة. ولفت الانتباه إلى أن هذه الإسهامات كان لها تأثير كبير في نهضة أوروبا في العصور الوسطى، ولا تزال تشكل جزءًا من الإرث العلمي الذي يستند إليه العلماء في العصر الحديث.

وأكد مفتي الجمهورية، ضرورة الاستفادة من هذا الإرث العظيم وتوظيفه في بناء مستقبل يقوم على العلم والمعرفة، مع التأكيد على أن الأمة الإسلامية قادرة على استعادة ريادتها العلمية إذا  تبنت القيم الإسلامية التي تحض على طلب العلم وتعظيم مكانة العلماء.

search