الجمعة، 22 نوفمبر 2024

11:36 ص

ترقب في فيصل.. هل تنخفض أسعار العقارات مع الحديث عن مغادرة السودانيين؟

شارع فيصل

شارع فيصل

أسامة حماد

A A

تشهد منطقة فيصل في محافظة الجيزة حالة من الترقب بين سكانها حول ما إذا كانت أسعار العقارات ستشهد انخفاضًا في الفترة المقبلة، وسط أنباء متداولة عن مغادرة الأشقاء السودانيين إلى بلادهم بعد الاستقرار الجزئي الذي شهدته بعض المناطق في السودان. 

يُعد شارع فيصل من أكثر المناطق في مصر التي استقبلت اللاجئين السودانيين منذ اندلاع الأزمة السودانية، مما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار العقارات هناك.

أسعار العقارات في فيصل بعد مغادرة السودانيين

قام فريق "تليجراف مصر" بجولة ميدانية في منطقة فيصل لرصد واقع الحال والتأكد من صحة الأنباء المتداولة حول مغادرة السودانيين الشقق المستأجرة، وما إذا كان ذلك قد أثر على أسعار العقارات.

لا مغادرة تذكر

أوضح أحد السماسرة في منطقة فيصل أن الأخبار المتعلقة بمغادرة السودانيين للشقق المستأجرة لم تتحقق بعد. 

وأشار إلى أنه لم يشهد مغادرة أي من الأشقاء السودانيين من الشقق التي يسكنونها حتى الآن، وأضاف أن التراجع الطفيف في أسعار العقارات يعود فقط إلى زيادة العرض في السوق، وليس إلى عودة السودانيين إلى بلادهم. 

وأضاف أن الطلب لا يزال مرتفعًا، حيث يطلب بعض السودانيين شققًا إضافية سواء للإيجار أو التمليك.

سمسار آخر أكد أن الأنباء المتداولة بشأن مغادرة السودانيين للشقق في فيصل لا أساس لها من الصحة على أرض الواقع، موضحًا أن العديد من السودانيين لا يزالون يبحثون عن شقق جديدة للسكن، سواء للتملك أو الإيجار.

زيادة العرض وتأثيره على الأسعار

وفيما يتعلق بأسعار العقارات، أشار أحد السماسرة إلى أن التراجع الطفيف الذي حدث مؤخراً في أسعار بعض الشقق يعود إلى زيادة المعروض في السوق، مع ازدياد المنافسة بين المصريين في تجهيز الشقق وتأجيرها للاستفادة من الإقبال على المنطقة، مشيرًا إلى أن هذا التراجع الطفيف لا يرتبط بشكل مباشر بانفراجة في الأزمة السودانية.

وأضاف سمسار آخر أن أسعار الإيجارات انخفضت بشكل ملحوظ فقط في الشقق ذات الأسعار المرتفعة، التي يتجاوز إيجارها 30 ألف جنيه شهريًا، وذلك بسبب قلة الإقبال على الشقق مرتفعة التكلفة، بينما لا يزال الطلب كبيرًا على الشقق متوسطة ومنخفضة السعر.

مواطن سوداني يكشف الوضع الحقيقي

وفي مقابلة مع أحد اللاجئين السودانيين في منطقة فيصل، كشف أنه على الرغم من وجود بعض الأحاديث عن عودة السودانيين إلى بلادهم، إلا أنه لا يعرف شخصيًا أي سوداني غادر المنطقة إلى السودان. 

وأشار إلى أن بعض المناطق التي حررها الجيش السوداني أصبحت آمنة مثل أجزاء من أم درمان ومنطقة جبل مويه في ولاية سنار وبعض مناطق بحري في الخرطوم، لكنه أكد أن الاشتباكات لا تزال مستمرة في مناطق أخرى مثل الخرطوم والجزيرة وسنار، التي تضم كثافة سكانية كبيرة تمثل حوالي 50% من سكان السودان.

وأكد أن عدد السودانيين الذين عادوا إلى بلادهم حتى الآن ضئيل للغاية، وأن العودة ستكون أكثر كثافة حال سيطرة الجيش على المناطق الأكثر أهمية في السودان.

حقيقة مغادرة السودانيين

وقال رئيس مجلس أمناء المؤسسة المصرية لدعم اللاجئين أحمد بدوي، في تصريح خاص لـ"تليجراف مصر"، إن السودانيين قد بدأوا بالفعل في العودة إلى بلادهم في الأيام الماضية بعد تردد أنباء عن بدء استقرار بعض المناطق هناك. 

أحمد بدوي

وأضاف بدوي أنه من الصعب حصر عدد المغادرين بدقة، خاصة أن بعض السودانيين دخلوا مصر بدون وثائق رسمية، ولكن من المتوقع أن يرتفع عدد المغادرين مع تحسن الأوضاع في السودان.

عدد السودانيين في مصر

وفي سياق متصل، أشار وزير الخارجية المصري الدكتور بدر عبد العاطي خلال كلمته في مؤتمر القوى السياسية المدنية السودانية المنعقد بالقاهرة في يوليو الماضي إلى أن عدد السودانيين المقيمين في مصر يُقدر بنحو 5 ملايين شخص.

تقديرات أعداد المقيمين الأجانب في مصر

تشهد تقديرات أعداد المقيمين الأجانب في مصر تبايناً بين المصادر الرسمية والدولية، بالإضافة إلى التقديرات غير الرسمية. فقد قدرت المنظمة الدولية للهجرة في تقرير أصدرته في أغسطس 2022 عدد المهاجرين الدوليين الذين يعيشون في مصر بـ 9 ملايين شخص من 133 دولة مختلفة.

ووفقاً للتقرير، يقدر عدد السودانيين المقيمين في مصر بنحو 4 ملايين شخص، بينما يصل عدد السوريين إلى 1.5 مليون، ويبلغ عدد اليمنيين والليبيين المقيمين في مصر مليون مهاجر لكل جنسية.

من جهة أخرى، تشير التقديرات غير الرسمية إلى أن عدد المهاجرين الدوليين الذين يعيشون في مصر قد يصل إلى 20 مليون شخص، وهو ما يعكس التفاوت الكبير في الأرقام بين التقديرات المختلفة.

وفي تقرير آخر صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مارس 2023، أوضحت المفوضية أن مصر تستضيف أكثر من 288 ألف طالب لجوء ولاجئ مسجلين من 60 دولة مختلفة، تأتي في مقدمتهم الجالية السورية، تليها جاليات من السودان، جنوب السودان، إريتريا، إثيوبيا، اليمن، والصومال.

وتعكس هذه الأرقام التنوع الكبير في الجنسيات المقيمة في مصر، وهو ما يعكس الدور الذي تلعبه البلاد كوجهة رئيسية للمهاجرين واللاجئين في المنطقة.

search