الجمعة، 22 نوفمبر 2024

08:14 م

أوقفوا حرق الأخشاب.. تدفئة المنازل تلوث هواء بريطانيا

أحد المواقد الخشبية في المنازل

أحد المواقد الخشبية في المنازل

أحمد سعد قاسم

A A

في الوقت الذي تنخفض درجات الحرارة، يلجأ الكثيرون إلى إشعال مواقدهم للحصول على الدفء والراحة، خصوصًا في أوروبا وأمريكا والمناطق الأكثر بروده في العالم، لكن هذه العادة قد تكون خطيرة على صحة الجميع، فحرق الأخشاب تنبعث منه جسيمات دقيقة تلوِّث الهواء وتسبّب الأمراض والوفيات.

 حملة “mums for lungs”

وفق “التايمز” البريطانية، حذّرت مجموعة حملة “mums for lungs”، من أن حرق الأخشاب أصبح أكبر مصدر لتلوث الهواء بالجسيمات في المناطق الحضرية، متجاوزًا حركة المرور والإنتاج الصناعي.

الحركة طالبت الحكومة البريطانية بوضع حدٍ لحرق الأخشاب في المنازل التي تمتلك تدفئة بديلة. وتقول مؤسسة المجموعة، جيميما هارتشورن “نحن نعيش في عصر تلوث الهواء، وحرق الأخشاب يزيد من هذا التلوث بشكل كبير. نحن نريد أن نتنفس هواءً نظيفًا، ونريد أن يتنفس أطفالنا هواءً نظيفًا. لا يجب أن نضطر إلى التضحية بصحتنا من أجل التدفئة".

إعلان للحملة في أحد شوارع بريطانيا

تخترق الرئتين

وأضافت هارتشورن، أن حرق الأخشاب تنبعث منه جسيمات تُسمى “PM2.5”، وهي أصغر من شعرة الإنسان، وتستطيع اختراق الرئتين والدماغ والأعضاء الأخرى، وهذه الجسيمات ترتبط بأمراض القلب وسرطان الرئة والربو والخرف والسكتة الدماغية.

وتشير الأرقام الصادرة عن وزارة البيئة والغذاء والشؤون الريفية (Defra) إلى أن حرق الأخشاب في المنازل يسهم بنسبة 27.3% من إجمالي الجسيمات في الهواء، مقارنة بـ13.4% من الإنتاج الصناعي، و 12.9% من حركة المرور.

سحابة من الدخان السام

وقالت هازل أغومبار، وهي ناشطة في مجال الهواء النظيف من وينشستر “عندما أسير إلى منزلي عبر الحي الذي أعيش فيه، يكون من المستحيل تجنب رائحة دخان الخشب، وهو ما يؤدي بطبيعة الحال إلى ظهور بؤر ساخنة لتلوث الهواء بدخان الخشب السام الذي يهيمن على الهواء، وأصبح يحيط ببيوتنا ويتسرّب إليها. إنه خانق ومن المستحيل الهروب منه، فهو يفسد حياتنا”.

بعض أعضاء الحملة

المواقد المنزلية

وساعدت شعبية المواقد المنزلية بين الطبقات المتوسطة الحضرية في زيادة انبعاثات حرق الأخشاب بنسبة تقرب من 30% منذ عام 2005. وللمساعدة في مواجهة ذلك، لا يُسمح الآن إلا بحرق أنواع معينة من الخشب المجفف في الفرن والفحم عديم الدخان في المنزل، حيث لا يمكن حرق جذوع الأشجار إلا في أنواع معينة من المواقد المعتمدة من شركة “ديفرا”.

وحتى إن كان لديك موقد من هذا النوع، يجب عليك فقط استخدام أنواع الوقود التي تقول الشركة المصنِّعة إنه يمكنك استخدامها في الجهاز.

انتهاك القواعد

وعلى الرغم من انتهاك هذه القواعد على نطاق واسع، يبدو أن العديد من المجالس تركز بشكل أكبر على التحكم في حركة المرور لتحسين جودة الهواء بدلًا من التركيز على تضييق الخناق على حرق الأخشاب بشكل غير قانوني.

وقدّمت حملة "mums for lungs" طلبات حرية المعلومات إلى مئات من السلطات المحلية في بريطانيا، ووجدت أن المجالس تلقت أكثر من 10 آلاف و600 شكوى حول حرق الأخشاب بشكل غير قانوني على مدى العامين الماضيين، ومع ذلك لم يتم إصدار سوى محاكمة واحدة وثلاث غرامات.

وبموجب قانون البيئة الصادر في بريطانيا عام 2021، يمكن إصدار غرامات تصل إلى 300 جنيه إسترليني وملاحقات جنائية لأولئك الذين ينتهكون القواعد في مناطق التحكم في الدخان.

وأظهر البحث أن ثلثي الشكاوى لم تتم متابعتها، وهناك ارتباك حول الصلاحيات المتاحة، فقد ذكرت 80 سلطة محلية أنها لا تستخدم التدابير الجديدة بشأن حرق الأخشاب.

وفي يناير 2023، وعدت الحكومة بتقديم تشريع جديد لخفض حد الانبعاثات من مواقد حرق الأخشاب من 5 جرامات من الدخان في الساعة إلى 3 جرامات، ولكن لم يتم فعل أي شيء حتى الآن حيال ذلك.

search