الأربعاء، 23 أكتوبر 2024

01:16 ص

دراسة جديدة تسلط الضوء على ظاهرة "أنا صح"

تعبيرية- وهم كفاية المعلومات

تعبيرية- وهم كفاية المعلومات

عبدالرحمن منصور

A A

دراسة جديدة تسلط الضوء على ظاهرة شائعة تدفع صاحبها للاعتقاد بأنه على صواب دائما، على الرغم من أن الحقيقة قد تكون عكس ذلك.

وفي هذا الشأن يستعرض “تليجراف مصر” أبرز المعلومات حول دراسة العلماء لظاهرة “أنا صح” واعتقاد الكثيرين أنهم على صواب دائم.

ظاهرة "أنا صح" المنتشرة

أجريت دراسة توضح، أن العديد من الناس يفترضون بشكل طبيعي أن لديهم المعرفة الكاملة بجميع المعلومات التي يحتاجونها لاتخاذ القرار في بعض المواقف الحياتية.

ووجد الباحثون أن البعض يبالغ في تقدير مدى كفاية معلوماته عند اتخاذ القرارات، ما يؤدي إلى الثقة الزائدة، وهي ظاهرة نفسية أطلق عليها اسم "وهم كفاية المعلومات".

إجراء دراسة توضيحية 

تم إجراء الدراسة البحثية عبر الإنترنت على 1261 أمريكيا، بالتقسيم إلى 3 مجموعات قاموا بقراءة مقال عن مدرسة خيالية تفتقر إلى المياه الكافية.

وقرأت المجموعة الأولى مقالا لم يذكر سوى الأسباب التي تجعل المدرسة يجب أن تندمج مع مدرسة أخرى لديها مياه كافية، أما عن المجموعة الثانية فقد قرأت مقالا لم يذكر سوى الأسباب التي تدعو إلى البقاء منفصلين والأمل في حلول أخرى، بينما قرأت المجموعة الثالثة جميع الحجج التي تؤيد دمج المدارس والحجج التي تؤيد البقاء منفصلة.

ووفقا لأستاذ اللغة الإنجليزية في جامعة ولاية أوهايو، أنغوس فليتشر، فإن النتائج أظهرت أن المجموعتين اللتين قرأتا نصف القصة فقط، سواء الحجج المؤيدة للاندماج أو الحجج المعارضة للاندماج، استمرتا في الاعتقاد أنهما تمتلكان معلومات كافية لاتخاذ قرار صائب، وقال أغلبهم إنهم سيتبعون التوصيات الواردة في المقالة التي قرأوها.

وأضاف فليتشر، أولئك الذين لديهم نصف المعلومات فقط كانوا في الواقع يمتلكون ثقة أكثر في قرارهم باندماج المدارس والبقاء منفصلين من أولئك الذين لديهم القصة الكاملة، وكانوا متأكدين تماما من أن قرارهم كان القرار الصحيح، حتى لو لم يكن لديهم جميع المعلومات.

وهم كفاية المعلومات 

كما اعتقد المشاركون الذين يملكون نصف المعلومات أن من لديهم القصة الكاملة سيتبنون نفس الرأي الذي تبنته كلا المجموعتين، ما يعني أنهم يعيشون ظاهرة "وهم كفاية المعلومات"، والتي يصفها فليتشر على النحو التالي: "كلما قلت المعلومات في الدماغ، زادت ثقته في أنه يعرف كل ما يحتاج إلى معرفته، وهذا يجعلنا عرضة للاعتقاد بأننا نمتلك كل الحقائق الحاسمة حول قرار ما، والقفز إلى استنتاجات واثقة وأحكام مؤكدة، عندما نفتقد المعلومات الضرورية".

نتائج الدراسة 

جاءت نتائج الدراسة توضح أن المجموعتين اللتين تملكان نصف المعلومة كانت ثقتهما في اختياراتهما أعلى من تلك التي لدى المجموعة التي حصلت على المعلومات الكاملة، ما يدل على أن نقص المعلومات يمكن أن يؤدي إلى ثقة مفرطة ويجعل الأفراد يتخذون قرارات غير مدروسة بشكل كاف.

وجدير بالذكر أن بعض المشاركين الذين قرأوا جانبا واحدا فقط من القصة ثم قرأوا لاحقا الحجج المقدمة لصالح الجانب الآخر، كان العديد منهم على استعداد لتغيير آرائهم بشأن قرارتهم، بمجرد حصولهم على جميع الحقائق.

search