الجمعة، 22 نوفمبر 2024

07:30 ص

عظامنا تتحدث.. بصمات التدخين عبر العصور

التدخين والعظام

التدخين والعظام

منار فؤاد

A A

كشفت دراسة علمية حديثة أجريت في بريطانيا عن تأثيرات خطيرة وطويلة الأمد للتدخين على العظام. 

والمثير في الأمر هو أن هذه التأثيرات تظل باقية حتى بعد الوفاة وتحلل الجثث، مما يمكن العلماء من تحديد ما إذا كانت الرفات تعود لشخص كان مدخنًا أم لا.

آثار التدخين باقية للأبد

تشير الدراسة، التي نُشرت في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إلى أن آثار التدخين لا تتلاشى حتى بعد مئات السنين من وفاة المدخن، فقد وجد العلماء اختلافات واضحة بين عظام المدخنين وغير المدخنين، وقد استعرضوا صوراً لجمجمة وعظام أشخاص ماتوا منذ مئات السنين، تُظهر الفروقات بين الحالتين.

دراسة لبقايا تاريخية

أجرى فريق بحثي من جامعة ليستر دراسة على بقايا بشرية دُفنت في إنجلترا بين عامي 1150 و1855 ميلاديًا، وهي فترة تتزامن مع وصول التبغ إلى أوروبا الغربية في القرن السادس عشر، ووجد الباحثون أن التدخين يترك جزيئات كيميائية صغيرة في الأسنان والعظام، تبقى هناك لأمد طويل، وهو ما يسهم في تحديد التأثيرات السلبية للتبغ على صحة الإنسان الحديثة.

علامات كيميائية دائمة

تظهر الأبحاث الحديثة أن التدخين لا يقتصر على ترك آثار مرئية مثل تلطيخ الأسنان، بل يخلف وراءه جزيئات كيميائية صغيرة قد تبقى عالقة في الأسنان والعظام إلى الأبد، وتسعى الدراسات الحالية إلى فهم التأثيرات المحتملة لهذه الجزيئات على صحة الإنسان.

دراسة جديدة تكشف التفاصيل

أوضحت العالمة الرئيسية في الدراسة، الدكتورة سارة إنسكيب، أن هناك اختلافات ملحوظة في السمات الجزيئية بين العظام للأشخاص الذين كانوا يستخدمون التبغ وأولئك الذين لم يفعلوا.

وأضافت: "يعكس هذا التأثير الناتج عن استهلاك التبغ على بنية هياكلنا العظمية".

التاريخ والكيمياء في خدمة العلم

بفضل التقدم العلمي، يمكن للباحثين تحديد ما إذا كان شخص ما قد استخدم التبغ من خلال دراسة العلامات الجزيئية في الأسنان والعظام، وقد طور العلماء تقنية جديدة تركز على كشف آثار جزيئية لدخان التبغ في "العظم القشري"، الذي يشكل الطبقة الخارجية القوية للعظام.

 نافذة على الماضي

قام الباحثون بفحص 323 مجموعة من الهياكل العظمية المكتشفة في قبرين في إنجلترا، وتبين أن بعضها ينتمي لأشخاص كانوا مدخنين، من خلال تحليل بقايا هذه الهياكل، استطاع العلماء تحديد التغيرات العظمية التي حدثت قبل وبعد إدخال التبغ إلى أوروبا الغربية.

نتائج ملحوظة

حدد الفريق 45 سمة جزيئية مميزة يمكن أن تختلف بين المدخنين وغير المدخنين، والأكثر إثارة للاهتمام، هو أنهم تمكنوا من التعرف على الهياكل العظمية "غير المحددة" سابقاً والتي كانت تستخدم التبغ، استناداً إلى التشابهات الجزيئية مع المدخنين المعروفين.

استنتاجات بحثية بارزة

كما أشار الفريق في دراسته المنشورة في مجلة "ساينس أدفانسز"، إلى أن "استهلاك التبغ يترك سجلاً أيضياً فريداً في العظام البشرية، يكفي لتحديد الاستخدام حتى في الأفراد الذين لم يُعرف استهلاكهم للتبغ".

search