السبت، 23 نوفمبر 2024

09:45 ص

إحالة سيدة قتلت توأمها إلى مستشفى العباسية

مستشفى العباسية

مستشفى العباسية

مصطفى منازع

A A

قررت محكمة جنايات مستأنف سفاجا إحالة سيدة محكوم عليها بالإعدام بتهمة قتل طفليها التوأم إلى الطب النفسي، حيث سيتم إيداعها في مستشفى العباسية لتقييم حالتها النفسية ومدى مسؤوليتها عن أفعالها. 

تأتي هذه الخطوة في القضية رقم 134 لسنة 2024 مستأنف الغردقة، والتي أثارت جدلاً واسعًا.

وفي سياق القضية، قدم المحامي هاني سامح المتولي، الذي يتولى الدفاع عن السيدة، طلبًا لإجراء فحص نفسي لها، مشيرًا إلى أنها تعاني من اضطرابات نفسية تشمل اكتئاب الحمل وذهان ما بعد الولادة، مما قد يكون قد ساهم في ميولها نحو القتل والانتحار.

خلفية القضية وتفاصيلها

وفي مذكرة الطلبات، أوضح سامح أن المتهمة كانت تعيش في ظروف قاسية، حيث أنها امرأة معيلة وقد تخلى عنها زوجها العرفي أثناء حملها بتوأم، وأنكر نسب الطفلتين لمدة أربع سنوات. 

وأشار المحامي إلى أن النيابة أثبتت نسب الطفلتين إليه من خلال تحليل الحمض النووي (DNA) بعد وقوع الحادثة.

كما أشار إلى أن المتهمة نشأت في أسرة مفككة، فقد تخلى والدها عنها منذ ولادتها، وتوفيت والدتها بالسرطان عندما كانت في سن المراهقة. 

ومع تدهور حالة جدتها، واجهت المتهمة صعوبات كبيرة في الحياة وافتقرت إلى الدخل الكافي.

تحديات نفسية وصعوبات معيشية

وأشار المحامي في طلباته إلى أن المتهمة كانت في الشهر الثامن من الحمل عندما ارتكبت جريمة قتل طفلتها التوأم، وأنها عانت من اكتئاب الحمل، وهو نوع من الاكتئاب الذي قد يؤدي إلى ميول انتحارية وحالات اكتئاب حادة. 

كما أوضح أن المرأة تحملت مسؤولية تربية طفلتين توأم بمفردها لمدة أربع سنوات، حيث كانت تعاني من ضغوطات مالية ونفسية، وتوفير المأكل والمشرب والسكن والملابس، بالإضافة إلى الأدوية التي كانت تحصل عليها بناءً على نصائح الصيدليات دون وصفة طبية.

كذلك، لفت الانتباه إلى أنها واجهت تسلطًا ذكوريًا حال دون حصول الطفلتين على شهادة ميلاد، بسبب إنكار الأب لحقوقهما الإنسانية، مما زاد من معاناتها. 

وتفاقمت مشاعر الاكتئاب لديها بعد أن لاحظت أن الفتاتين تعانيان من تأخر في التعلم والنمو والفهم والكلام، إضافة إلى مشكلات في التحكم في البراز، مما أثر على حياتهم اليومية.

أعراض نفسية متزايدة

خلال التحقيقات، أكدت المتهمة أنها تعاني من هلاوس قهرية ووساوس، بالإضافة إلى اكتئاب متزايد، يشمل اكتئاب الحمل واكتئاب ما بعد الولادة. 

وقد كانت تشعر بأفكار قاتمة تجاه ابنتيها ومستقبلهما، مما زاد من إحساسها بالعجز والخوف من تأثير تقلبات الحياة السلبية عليهما، كما حدث في حياتها.

وذكر الطلب أن اكتئاب ما بعد الولادة هو حالة مرضية قد تتفاقم في بعض الحالات، مما قد يؤدي إلى ظهور أفكار وميول انتحارية أو حتى الاعتداء على الطفل. 

كما أشار الطلب إلى أن ذهان ما بعد الولادة هو حالة طبية طارئة نادرة، تترافق مع أعراض مزاجية مرتفعة، وتفكير في إيذاء النفس أو الطفل، بالإضافة إلى الهوس والاكتئاب والارتباك الشديد، مما يستدعي الحاجة الملحة إلى التدخل الطبي والنفسي.

search