الجمعة، 01 نوفمبر 2024

02:40 ص

زلازل إثيوبيا.. درجات متفاوتة من القلق على مقياس ريختر

سد النهضة

سد النهضة

روان عبدالباقي

A A

ربط خبراء بين العدد الكبير من الزلازل التي ضربت إثيوبيا الفترة الأخيرة، وتخزين المياه بكميات كبيرة خلف سد النهضة، خصوصا وأنه خلال 30 يومًا فقط سجلت البلد الإفريقي 9 زلازل ضمن 26 زلزالا منذ بداية العام الجاري.

أستاذ الجيولوجيا والمياه بجامعة القاهرة، عباس شراقي، أجاب على سؤال حول علاقة زيادة عدد الزلازل في إثيوبيا والتخزين المائي خلف السد الجديد، مستندا على إحصاءات الفترة منذ بدء عملية البناء والملء.

9 زلازل في 30 يوم

ضرب زلزال بقوة 5 درجات، إثيوبيا الساعة 3:22 مساء السبت الماضي 26 أكتوبر، وكان أول زلزال مع قرب انتهاء التخزين خلف سد النهضة بتاريخ 27 سبتمبر الماضي بقوة 4.5 درجة، تبعته مجموعة هزات أخرى بين 4.5 إلى 5 درجات وعمق 10 كيلومترات، وجميعها فى منطقة الأخدود الإثيوبي التي تبعد حوالي 570 كيلومترا عن السد.

شراقي يقول في تصريحات إلى “تليجراف مصر”، إن النشاط الزلزالي في إثيوبيا ازداد في السنوات الثلاث الأخيرة بصورة غير مسبوقة، بمتوسط حوالي 6 زلازل في السنة، وتضاعف عددها إلى 12 في 2022، وإلى 38 زلزالا في 2023، وحتى الآن 26 زلزالا في إثيوبيا ومحيطها خلال 2024.

لا دليل

لا يوجد دليل علمي قاطع أن زيادة عدد الزلازل مرتبط بالتخزين في السد حسب شراقي، لكن لوحظ زيادة عددها بعد البدء في التخزين 2021.

أكد شراقي أن إثيوبيا كلها منطقة زلازل وبها فالق ضخم يقسم البلاد إلى نصفين يطلق عليه “الأخدود الأفريقي العظيم”، وهو أكبر فالق على القشرة الأرضية ونشط زلزاليا، بفعله لا يمر أسبوع دون زلزال في إثيوبيا.

فيما يخصّ تأثير حدوث الزلازل على سد النهضة، قال أستاذ الجيولوجيا والمياه، إن الزلازل قوتها تراوحت بين 4 و5 درجات على مقياس ريختر، وجميعها على بعد 500 كيلومتر من سد النهضة، وبهذه المسافة جنبت السد التأثر بها، ولكن حال حدوث زلزال أشد -بقوة 6 ريختر مثلا، يكون من المرجح أن يؤثر عليه.

تابع "الدراسات التي أجرتها إثيوبيا على السد غير كافية وضعيفة وأولية، وفق ما خرجت به مراجعات لجنة دولية ضمت خبراء من أوروبا وجنوب أفريقيا، منوها بأنه حتى هذه اللحظة لا توجد دراسات حقيقية حول سد النهضة.

أضاف شراقي “إذا انهار السد لن يُضار مواطن إثيوبي واحد، ولكن هناك 20 مليون سوداني سيفقدون حياتهم وسنجد طوفانا يمحو السودان من على وجه الأرض”.

أستاذ الجيولوجيا والمياه بجامعة القاهرة، عباس شراقي

السد في منطقة آمنة

اتفق أستاذ الاستشعار عن بعد بجامعة "تشابمان" الأمريكية، الدكتور هشام العسكري، مع عباس شراقي، في أن حدوث الزلازل على بعد 500 كيلومتر من سد النهضة لا يعني أن السد في مأمن من الخطر، خصوصا وأن منطقة الفالق الأفريقي تشهد نشاطاً زلزالياً متزايداً.

ودعا العسكري، إلى ضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة أي تطورات محتملة، مشدداً على أهمية إجراء دراسات جيولوجية شاملة للمنطقة المحيطة بالسد، وتقييم سلامته بشكل دوري.

كان للمدير العام للمعهد الجيولوجي الإثيوبي، إجازا تيسفاي، رأي آخر، إذ يؤكد أنه طالما أن موقع السد على بُعد مسافة كبيرة من منطقة الصدع الأفريقي فذلك يجنبه ومنطقته مخاطر زلزالية كبيرة.

يقول تيسفاي إن الدراسات التي أجريت قبل بناء السد أخذت في الاعتبار جميع الأخطار البيئية المحتملة، مثل الزلازل، مشيرا إلى أنها أكدت أن السد مقام على أرض مستقرة وفي منطقة آمنة من الناحية الجيولوجية، وليس هناك أي خطر يهدد سلامته نتيجة أي زلازل في المنطقة.

search