الخميس، 21 نوفمبر 2024

10:24 م

جدل "الحوريات" يطارد كمال داود.. هل حصد جائزة جونكور لدعمه إسرائيل؟

كمال داود رفقة روايته "الحوريات"

كمال داود رفقة روايته "الحوريات"

تصدر اسم الكاتب الروائي كمال داود التريند بعدما حصدت روايته “ الحوريات” جائزة عالمية فرنسية، في وقت جرى منع تداول الرواية في الجزائر، وسط هذا الجدل بين الاحتفاء والحظر، تساءل البعض إلى أن سبب منحه جائزة جونكور هو دعمه لإسرائيل، أو هكذا يتهمه البعض وفق حوار صحفي أجري معه في وقت سابق.

الكاتب كمال داود

استطاع الكاتب الجزائري الفرنسي كمال داود، أن يحصد براويته "الحوريات"، التي أطلقها خلال العام الحالي، الجائزة العالمية الفرنسية "جونكور"، التي تُقدّم للأعمال الأدبية الرائدة.

كمال داود

ورغم النجاح الكبير الذي حظي به الكاتب الجزائري، فإنه لم يلق إلا المنع في ربوع بلاده، نظرًا لما تضمنه كتابه، الذي سلك منهجًا سياسيًا محظورًا، إذ تتحدث روايته المسماة “Houris”، بمعنى الحوريات أو الحور العين.

رواية “الحوريات”

تدور أحداث الرواية حول فتاة تدعى "أوب" أو "فجر" فقدت قدرتها على التحدُّث، إثر تعرضها للذبح على يد أحد المنضمين للفصائل الإسلامية، وتظهر فجر في أحداث الرواية حاملًا في طفلتها المنتظرة، لتسرد قصتها المؤثرة ضمن رحلتها الطويلة في الرسو إلى بر آمن، القصة التي تضمنت علاقتها مع أهلها وقريتها والمذابح التي شهدتها، في طريقها في الصحراء الجزائرية لتعود لأحضان قريتها مرة أخرى.

تسيطر على الرواية أجواء سوداوية قاتمة، إذ دارت الأحداث في الحرب الأهلية التي عانتها الجزائر خلال عام 1999، التي تسمى "العشرية السوداء".

الحظر في الجزائر

اشتهر كمال داود بكتاباته الناقدة للجزائر إذ عمل صحفيًا، وتضمنت كتاباته النقدية هجومًا على مساوئ المجتمع الجزائري، كالفساد والنفاق الديني ولامبالاة السلطة والعنف والتخلف وعدم المساواة، ما تسبب في هجرته من الجزائر لقلب فرنسا، التي حصل على جنسيتها فيما بعد.

رواية الحوريات

تحظر الجزائر  التحدث عن الأحداث الدامية التي جرت في تسعينيات القرن الماضي، سواء في خضم العمل الصحفي أو الأدبي، ما دفع السلطات الجزائرية لحظر تداول أو نشر رواية “الحوريات”، التي سرت أحداثها الأساسية حول ذلك بتوسع.

كمال داود

داود الذي لم يتقاعس قلمه عن الكتابة بحرية، رأى في القانون الجزائري قيودًا، دفعته لنشر روايته بالفرنسية، ورغم منعها في بلاده، فإنها قُرأت بنسخ مقرصنة، وعلق داود على ذلك خلال حضوره مهرجان كوريسبوندانس الأدبي في فرنسا، قائلًا:" كتابي لم يُنشر في الجزائر للأسف لكنه قُرأ في نسخ مقرصنة، وأنا لدي الحق في التفكير والدفاع عن أفكاري، وليس من الضروري أن يفكر كل جزائري مثلي".

ورغم وجود من يحتفون بفوز كمال داود بجائزة جونكور، فإن هناك من يقلل من شأن رواية “الحوريات” ومؤلفها، ويفسر حصوله على الجائزة باقتطاع مجتزأ من حوار صحفي له، اتهم على خلفيته بالتطبيع ومساندة إسرائيل.

العشرية السوداء

يُشار إلى أن العشرية السوداء هي فترة تاريخية عاشتها الجزائر خلال عام 1999، إذ عانت خلالها من حرب أهلية، كان طرفاها النظام الجزائري وفصائل متعددة تمتهن فكر الإسلام السياسي وموالية للجبهة الإسلامية للإنقاذ.

وبدأ الصراع بين الجبهتين لأول مرة في يناير عام 1992، ويرجع سببه الرئيسي لإلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية عام 1991، التي شهدت اكتساحًا لفصائل الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ما أجج الخلاف بين الطرفين، بعد تبخر حلم لافصائل الإسلامية في إقامة دولة إسلامية على أراضي الجزائر، محركها الأساسي الشريعة الإسلامية، وكان أبرز ما أعلنت عنه هو رفض تولي المرأة لمناصب قيادية.

search