الجنيه الإسترليني.. 300 عام من تطور أكثر العملات أمانًا

على مدار عقود، حافظت عدد من العملات الأجنبية على مسارها وثباتها رغم التحديات الاقتصادية والأزمات العالمية التي أطاحت بعملات أخرى وأفقدتها قيمتها، ولعل الجنيه الإسترليني خير مثال على ذلك، بعد الدولار الأمريكي.

ويشهد سعر الجنيه الاسترليني اليوم الأحد، شبه استقرار داخل البنوك، إذ يتراوح سعره للبيع 63 جنيها و64 جنيها للشراء.

وفي هذا السياق، يستعرض "تليجراف مصر"، ملامح تطور أكثر العملات النقدية أمانًا في العالم، وهو الجنيه الإسترليني، في رحلة دامت 300 عام تقريبًا، منذ 1725 وحتى 2024، وفقًا لـ“Bank of England”. 

الجنيه الإسترليني الأبيض

قبل عام 1725، كانت الأوراق النقدية غالبًا ما تُكتب بخط اليد، وفي عام 1725، بدأ بنك إنجلترا في إصدار أوراق نقدية مطبوعة جزئيًا فيما يعرف باسم “الجنيه الإسترليني الأبيض”، وأطلق عليه هذا الاسم بسبب اللون الحيادي الأبيض الذي كانت تطبع عليه العملات، وصدرت العملات بمبالغ تبدأ من 20 جنيهًا إسترلينيًا وما فوقها بزيادات قدرها 10 جنيهات.  

الإصدار الأول للجنيه الإسترليني

عام 1928، تم إطلاق الإصدار الأول للجنية الإسترليني بفئتين، الجنيه الواحد و2 جنيه.

إصدار الطوارئ للجنيه الإسترليني

في محاولة لزعزعة استقرار العملة البريطانية أثناء الحرب، وبحيلة ذكية أدخل النازيون أوراقًا نقدية مزورة بقيمة 5 جنيهات إسترليني إلى بريطانيا. وقد طُبعت هذه الأوراق المزورة في معسكر اعتقال ساكسنهاوزن خارج برلين.

في هذه الفترة الزمنية، لم يتغير تصميم الأوراق النقدية ذات القيمة العالية لمدة قرن تقريبًا، بدأ من 5 جنيهات إسترلينية إلى ألف جنيه إسترليني. كما استمرت دون تحسين، وكانت النتيجة أن الألمان نجحوا بشكل كبير في تقليدها. 

تم اتخاذ تدابير طارئة للسيطرة على هذه الظاهرة، من خلال إصدار ورقة نقدية زرقاء بقيمة 1 جنيه إسترليني في عام 1940، وهي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام الخيوط المعدنية في الأوراق النقدية، بالإضافة إلى وقف إصدار العملات الأكبر من فئة 5 إسترليني للحد من خطر التزوير.

الإصدار الثاني والثالث للجنيه الإسترليني

تم إطلاق الإصدار الثاني والثالث عام 1948ميلاديًا، ولم يختلف التصميم عن الإصدار الأول، حيث طغى عليه اللون الأخضر مع ملامح من الثقافة الإنجليزية وصورة قصر باكنجهام، الذي يُعد أحد رموز مدينة لندن.

الجنيه الإسترليني

عام 1960، صدرت أول عملة تحمل صورة الملكة إليزابيث الثانية، صممت من قبل روبرت أوستن، وتوقف تداولها عام 1979ميلاديًا، وبعدها بثلاثة عقود، تم إصدار نسخة أحدث تحمل صورة الملكة في الوجهة الأمامية، وإسحاق نيوتن في الوجهة الخلفية، وكانت إحدى مميزات هذه العملة هي احتوائها على رقم تسلسلي واحد.

ومن عام 1990 حتى عام 2007، تم إصدار عدد من الفئات تتراوح بين فئة الـ5 إسترليني حتى الـ50 إسترليني، والتي تميزت بعدة صفات منها خط الأمان والعلامة المائية والتصميمات المختلفة، فضلًا عن صور مجموعة من العلماء والأدباء والقادة البريطانيين أمثال تشارلز ديكنز، وجون هوبلون، ومايكل فاراداي، في الجهة الخلفية للعملة.

الجنيه الإسترليني بوجه الملك

وفي العام الجاري وبعد عامين من تولي الملك تشارلز الحكم ووفاة الملكة إليزابيث، تم تداول أوراق نقدية تحمل صورة الملك تشارلز الثالث، وبخلاف صورة الملك لم يطرأ أي تغيير آخر على تصميم العملات النقدية.

تظهر صورة الملك على الجنيهات الإسترلينية من فئة الـ5 و10 و20 و50. وفي أغسطس الماضي، تم إصدار أول عملة 1 إسترليني تحمل صورة الملك تشارلز في الوجهة الأمامية ومجموعة من الحشرات والحيوانات المنتشرة في جميع أنحاء الدولة.