الأحد، 24 نوفمبر 2024

05:01 م

عراة مكبلون.. كيف عاملت إسرائيل الأسرى الفلسطينيين؟

معتقلون من غزة - تصوير يوسي زيليجر  (رويترز)

معتقلون من غزة - تصوير يوسي زيليجر (رويترز)

أحمد سعد قاسم

A A

أظهرت مقاطع مصورة نشرت عبر مواقع على الإنترنت عقب هجوم طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي 2023؛ اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي لأسرى من غزة وهم مجردو الملابس ومكبلون قبل أن يختفوا تمامًا فيما لم تعلن تل أبيب حتى الآن عن مكانهم الفعلي.

فلسطينيون عراة ومكبلون

وفي المقاطع يظهر جنود الاحتلال وهم يقفون بجانب شبان مقيدين وعراة ما عدا السروال الداخلي، بعد أن تم جمعهم في باحة مدرسة قبل نقلهم إلى مكان غير معروف، وبررت إسرائيل الموقف حينها بأن هؤلاء المعتقلين تم اقتيادهم للاستجواب حول هجوم طوفان الأقصى ومحاولة التعرف على مدى انتمائهم لحركة حماس، ومنذ ذلك الحين لا زال مصير الكثير منهم مجهولًا بعد أن أخفتهم تل أبيب.

ضرب واحتجاز

وسلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الضوء عبر تقرير موسع اليوم الثلاثاء حول كيفية تعامل تل أبيب مع الأسرى في غزة؛ حيث قالت إنه تم تجريد المعتقلين الفلسطينيين من ملابسهم وضربهم واستجوابهم واحتجازهم بمعزل عن العالم الخارجي على مدى الأشهر الثلاثة الماضية.

ووفقًا لروايات ما يقرب من عشرة من المعتقلين وأقاربهم ممن أجرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقابلات معهم؛ قدمت المنظمات التي تمثل السجناء والمعتقلين الفلسطينيين روايات مماثلة في تقاريرهم على مدار الأزمة، متهمة إسرائيل بالاعتقال العشوائي للمدنيين والمعاملة المهينة للمعتقلين.

واعتقلت القوات الإسرائيلية التي اجتاحت غزة بعد الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر الماضي؛ الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، وصدرت أوامر لبعضهم بالخروج من منازلهم وتم الاستيلاء عليها فيما بعد من قبل الجنود الإسرائيليين، بينما تم أخذ آخرين أثناء فرارهم من أحيائهم سيرًا على الأقدام مع عائلاتهم، محاولين الوصول إلى مناطق أكثر أمانًا بعدما أمرتهم السلطات الإسرائيلية بالمغادرة.

فلسطيني تظهر جروح في معصميه بسبب الأصفاد - وكالة فرانس برس

وأظهرت الصور التي التقطها صحفيون من غزة المعتقلين المفرج عنهم حديثًا وهم يتلقون العلاج في المستشفيات، والجلد المحيط بمعاصمهم متآكل بسبب القيود الصارمة التي فرضتها القوات الإسرائيلية عليهم، لمدة أسابيع في بعض الأحيان.

مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قال الأسبوع الماضي إن معاملة إسرائيل للمعتقلين في غزة قد ترقى إلى مستوى التعذيب، فيما تشير التقديرات إلى أن الآلاف قد تم احتجازهم في ظروف "مروعة" قبل إطلاق سراحهم، وأحيانًا بدون ملابس.

وفي بيان ردًا على أسئلة الصحيفة قال الجيش الإسرائيلي إنه يعتقل أشخاصًا يشتبه في تورطهم في نشاط إرهابي ويطلق سراح من تمت تبرئتهم.

وقال جيش الاحتلال إن السلطات الإسرائيلية تعامل المعتقلين وفقًا للقانون الدولي، مدافعًا عن إجبار الرجال والشباب على خلع ملابسهم، بأن ذلك الإجراء "لضمان عدم إخفاء سترات ناسفة أو أسلحة أخرى، ويتم إعادة تلك الملابس عندما يكون ذلك ممكنًا".

معتقلون سابقون يتلقون العلاج في مستشفى برفح - وكالة فرانس برس

انتهاك قوانين الحرب الدولية

المدافعون عن حقوق الإنسان أكدوا أن اعتقال إسرائيل ومعاملتها المهينة للفلسطينيين في غزة ينتهك قوانين الحرب الدولية.

وجاء في تقرير صدر مؤخرًا عن جماعات حقوقية فلسطينية أنه "منذ بداية القصف الإسرائيلي والاجتياح البري في غزة، اعتقل الجيش الإسرائيلي مئات الفلسطينيين بطريقة همجية وغير مسبوقة، ونشر صورًا ومقاطع فيديو تظهر المعاملة اللاإنسانية للمعتقلين.

وتابع التقرير “حتى الآن، تخفي إسرائيل مصير معتقلي غزة، ولم تكشف عن أعدادهم، ومنعت المحامين والصليب الأحمر من زيارتهم”.

ومن جانبه قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، هشام مهنا، إن منظمته تتلقى تقارير يومية من عائلات في غزة عن أفراد معتقلين مضيفًا أن المنظمة تعمل على معالجة نحو 4000 حالة لفلسطينيين من غزة اختفوا، ويعتقد أن نصفهم تقريبًا محتجزون لدى الجيش الإسرائيلي.

search