الخميس، 05 ديسمبر 2024

04:37 ص

"اتشعبط في ربع نقل ووصل ليبيا".. طفل يعود لأهله بعد غياب 14 سنة

أحمد فارس في مرحلة الطفولة والشباب

أحمد فارس في مرحلة الطفولة والشباب

A A

تعيش منطقة “عرب الطوايلة” في عزبة النخل بمحافظة القاهرة أجواءً من الفرح والسعادة، بعد عودة شاب إلى أهله بعد أن تغيَّب عنهم منذ كان طفلًا  قبل نحو 14 عامًا.

“أحمد فارس” الذي تجاوز عمره الآن 18 عامًا كان حينها في سن الخامسة، وقد نجحت أسرته في العثور عليه بعد رحلة بحث طويلة خلال تلك السنوات من العثور عليه وتأكدوا من هويته وأنه ابنهم المفقود.

اختفاء مفاجئ

في عام 2010، خرج أحمد من منزله ليلعب كعادته، وفي لحظة “شقاوة”، تشبث بسيارة ربع نقل ولم يعد بعدها، واختفى تمامًا تاركًا عائلته في دوامة بحث كادت تكون بلا نهاية.  

بحث مستمر

بدأت أسرة "أحمد" في البحث عنه بمساعدة سكان المنطقة، وبذلوا جهودًا كبيرة للوصول إليه.. مرت أيام وأسابيع وشهور، لكن دون جدوى.

لم يدخر والد الطفل المفقود أي جهد في سعيه للعثور عليه، حيث جاب محافظات مصر بحثًا عنه، فقد بدأ رحلة البحث من محافظة السويس التي سافر إليها بسيارته الخاصة بعد أن علم بوجود دار رعاية كبيرة هناك قد يكون ابنه موجودًا فيها، وهناك تجوّل في المدينة حتى نفدت أمواله، ما اضطره إلى بيع سيارته.

عندما علم أهالي السويس بقصته، قرروا مساعدته وأخذوه إلى بورسعيد للبحث عن ابنه هناك، وعندما علم أهالي بورسعيد بحكايته، انضموا إليه في البحث، لكن للأسف لم يحققوا أي تقدم، ثم انتقل إلى الإسكندرية، ولم يتمكن أيضًا من الوصول لشيء بخصوص ابنه.

الرجل الذي اشترى السيارة من والد أحمد، علم أنه باعها من أجل تمويل رحلة بحثه عن ابنه المفقود، فقرر إعادة السيارة له.

بارقة أمل

بعد رحلة بحث طويلة وشاقة في مختلف المحافظات، عاد الأب إلى القاهرة، إلا أنه لم يستسلم للأمر الواقع، ونشر صور ابنه على أتوبيسات النقل العام، وكتب منشورات عديدة عن ابنه المفقود على موقع “فيسبوك” في عام 2015، لكن جميع جهوده باءت أيضًا بالفشل.

البوست المنشور 

وبعد أربعة شهور من اختفائه، توفيت جدة أحمد التي كانت متعلقة به، كما زادت المشاكل بين الأم والأب بسبب شعورهما بالذنب لضياع نجلهما، ولم يعد بإمكانهما العيش في المنزل، حيث أصبح كل زاوية فيه تذكرهما بأحمد، لذا قررا بيع البيت.

حياة أحمد بعيدًا عن عائلته

عاش أحمد في دور الرعاية التي تعرض فيها لصعوبات كثيرة، حيث تم إغلاق بعضها، وطُرد من أخرى، إلى أن هرب من آخر دار رعاية كان متواجدًا فيها، وفجأة وجد نفسه وحيدًا في الشارع، بلا أخ أو أخت أو عائلة، فاضطر للسفر إلى ليبيا للعمل هناك وتحمّل قسوة الحياة، بعدما فقد هو الآخر الأمل في العثور على أسرته. 

لقاء غير متوقع

تفاصيل كثيرة رواها رامي الجبالي، مؤسس صفحة "أطفال مفقودة"، عن قصة عودة “أحمد”، حيث قال: قبل نحو 10 أيام، وصلنا المنشور الذي كتبه والد أحمد للبحث عنه في عام 2015 لأول مرة، واندهشنا أن المعلومات عن هذا الطفل لم تكن لدينا طوال هذه المدة.

وأضاف: فريق التشبيهات والقائمين على تطبيقات التعرف على الوجوه، لفت انتباههم أن الطفل في الصورة المنشورة على فيسبوك يشبه فيها شخصًا آخر تم نشره لدينا بالفعل في صورة تضم مجموعة من الأطفال.

وبالفعل، أكد لنا برنامج التعرف على الوجوه أنه الطفل المقصود بالفعل، وكان علينا الوصول إلى أسرته، وحاولنا الاتصال بالرقم المدون في المنشور، لكن للأسف الرقم كان قد تغيّر.

الطفل أحمد فارس وسط مجموعة من الأطفال المفقودين

وتابع: بدأنا رحلة البحث عن صاحب المنشور في عام 2015، ونشرنا نداءً لأهالي المنطقة التي قيل إنه تاه منها، وأخيرًا تمكنّا من الوصول إليهم، وبدأنا نحاول معرفة مكان أحمد، لأن الصورة التي لدينا قديمة جدًا والمعلومات المتوفرة عنه أيضًا قديمة، وانقطعت أخباره منذ سنوات طويلة.

وأوضح: “بدأنا نسأل المشرفين في دور الرعاية التي عاش فيها أحمد، وكذلك الشباب الذين عاشوا معه في دور الرعاية أو كانوا معه في الشارع بعد طردهم من دور الرعاية على مدار السنوات، وبالفعل تمكنّا من الوصول إلى أحمد الذي كان في ليبيا، وعندما علم بالأمر لم يصدق، فارتدى ملابسه وسافر إلى مصر، من ثم توجه إلى محل لشراء ملابس جديدة لمقابلة أسرته”.

الشاب أحمد فارس في أحضان أمه

نهاية مؤثرة

بعد 14 عامًا من الغياب، عاد أحمد فارس بالأمس إلى أحضان عائلته.

الشاب أحمد فارس وسط أسرته بالمنطقة
search