الخميس، 12 ديسمبر 2024

09:48 ص

تحوّل الدعم من عيني لنقدي.. التطبيق يصطدم بـ"الأمن الغذائي"

التموين

التموين

محمد سامي الكميلي

A A

حرّكت تصريحات وزير التموين، شريف فاروق، نوفمبر الماضي، حول  التحوّل من الدعم العيني إلى الدعم النقدي، المياه الراكدة في واحد من الملفات الحيوية التي تمسّ الأمن الغذائي للمصريين، خاصة محدودي الدخل منهم، الذين يعتمدون على السلع التموينية الأساسية، كالزيت والسكر والمكرونة والأرز.

تصريحات وزير التموين، شريف فاروق، حول بدء تطبيق الدعم النقدي أول يوليو 2025 - مع بداية العام المالي الجديد، أثارت جدلا ونقاشا واسعا، وجاءت أغلب التعليقات رافضة ومتحفظة، مطالبين بالبحث عن آلية عملية للتطبيق.

تحول الدعم من عيني لنقدي تجريبيًا أول يوليو 2025

رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، قال الأربعاء 4 ديسمبر 2024 في مؤتمر صحفي عقب اجتماع الحكومة، إن ملف تحوّل الدعم من عيني لنقدي، تم إحالته للحوار الوطني، وسيتم عقد جلسات مكثفة بشأن هذا الصدد، لموافاة الحكومة بمقتراحاتهم ورؤاهم في هذا الملف، قبل نهاية العام الجاري.

مرحلة تجريبية في محافظة أو اثنين

وأضاف رئيس الوزراء، أنه من الممكن البدء في مرحلة تجريبية لتنفيذ التحوّل من الدعم العيني إلى الدعم النقدي، بداية من العام المالي القادم، في محافظة أو اثنين، مكررًا أن الحكومة في انتظار مخرجات الحوار الوطني، لتبدأ في العمل عليها لوضع خطط تنفيذية لها.

وتابع "طبعًا الحوار الوطني منصة مهمة جدًا، لكن في نفس الوقت نستمع لكل رؤى الخبراء الاقتصاديين في هذا الأمر، وبالتالي لدينا رؤية مجتمعية للتعامل مع هذا الملف".

تصريح وزير التموين استباق للحوار الوطني

من جانبه، قال عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، النائب أحمد الشرقاوي، إن تصريح وزير التموين بتحوّل الدعم العيني لنقدي، يعتبر خطوة استباقية لدور الحوار الوطني، لأنه المنوط به مناقشة هذا الملف بشكل عام.

أوضح "الشرقاوي" لـ"تليجراف مصر"، أن الحوار الوطني لم يناقش فكرة التحوّل من الدعم العيني لنقدي، ولم يصدر مخرجاته بشأن هذا الصدد حتى الآن، بالتالي أي قرارات بشأن الدعم النقدي تتحملها الحكومة.

تحوّل الدعم لنقدي من أخطر القضايا

من جانبه، قال وزير التموين والتضامن الأسبق، عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، الدكتور جودة عبد الخالق، إن التحوّل من الدعم العيني إلى النقدي، من أخطر القضايا، ليس فقط الاقتصادية، وإنما السياسية، لأنه يرتبط باستقرار الأسرة والمجتمع ككل.

وأضاف عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، في تصريحات تلفزيونية له ببرنامج “تحت الشمس” يوم الثلاثاء 22 أكتوبر الماضي، أن الدعم حق للمواطن وليس تفضلًا من أي طرف.

تصريح وزير التموين مُدهش

وعلق عبد الخالق، على تصريحات وزير التموين شريف فاروق، التي كان مفادها تنفيذ الدعم النقدي مطلع العام المالي الجديد، إذ وصفه بأنه “تصريح مُدهش، لأن الدعم النقدي له شروط لا بد من استيفائها”، مستنكرًا بسؤاله “هل لدينا ما يطمئنا بوجود آليات على الأرض لضبط الأسواق ومراقبة الأسعار؟”.

وشدّد عضو مجلس أمناء الحوار الوطني، على ضبط الأسواق، حتى لا يحصل المواطن على الدعم النقدي، وعند نزوله لشراء السلع من الأسواق، يطارد أشباح في السلع، فلا بد من حسم الأمر، لأنه من الممكن أن يتسبب في إضرار واضح للأمن الغذائي وجوع - لا قدر الله - مستكملًا أن هذا ممكن يتسبب في سوء تغذية.

ولفت الدكتور جودة عبد الخالق، إلى أنه إذا لم يوجد رقابة شديدة على الأسواق، فزجاجة زيت التموين ممكن يصل سعرها إلى 70 جنيها، متسائلا باستنكار “ليه الحكومة متسرعة في التحول للدعم النقدي؟، فالموضوع شديد الجماهيرية، لأن عدد المواطنين المعتمدين على بطاقات التموين 62 مليون مصري".

search