الخميس، 10 أبريل 2025

09:15 م

"خد بالك من كلامك".. ماذا يخفي التحدث بهدوء شديد؟

الحديث بهدوء يكشف جوانب من شخصيتنا

الحديث بهدوء يكشف جوانب من شخصيتنا

خاطر عبادة

A .A

الطريقة التي نتحدث بها يمكن أن تعكس جوانب من شخصيتنا وعواطفنا وحالتنا العقلية، إذ يفسر التواصل اللفظي، مثل مستوى الصوت، نوايا الشخص ومشاعره، وفق علماء نفس.

التحدث بنبرة منخفضة جدًا أو هامسة ربما يكشف الكثير عن صاحبه، ولا يرتبط هذا السلوك بالطريقة التي يعبر بها عن نفسه فقط، بل يرتبط أيضًا بالعوامل العاطفية والنفسية التي تؤثر على قدرته على التواصل بشكل مفتوح.

الخجل 

وفقا لتقرير صحيفة “لا راثون” الإسبانية، فإن الأشخاص الذين يميلون دائمًا إلى التحدث بنبرة منخفضة جدًا قد تظهر عليهم عدة عوامل تتعلق بسلامتهم العاطفية، ويؤكد علم النفس أن هذا السلوك قد يكون مرتبطًا بالخجل أو عدم الأمان أو القلق أو حتى عدم الثقة بالنفس.

أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل بعض الناس يميلون إلى التحدث بنبرة منخفضة للغاية هو الخجل، غالبًا ما يشعر الأشخاص الخجولون بعدم الارتياح لوجودهم في مركز الاهتمام، مما قد يدفعهم إلى تقليل مستوى صوتهم كوسيلة لتجنب التفاعل المباشر أو تصور أنهم مراقبون. 

ووفقًا لعلماء النفس، قد يكون هذا السلوك محاولة لتقليل احتمالية الحكم عليك، لأنه من خلال التحدث بهدوء، تبدو السيطرة على المحادثة أقل انكشافًا، كما أنه في المواقف الاجتماعية، يشعر الأفراد الذين يتحدثون بهدوء بأمان أكبر من خلال الابتعاد عن الأضواء وتجنب أي نوع من المواجهة.

عدم الأمان 

وقد يكون انعدام الأمن أيضًا عاملاً رئيسياً، حيث يختار الأشخاص الذين يشعرون بعدم الأمان أو التقليل من قيمتهم التحدث بنبرة منخفضة لأنهم يشعرون أن آرائهم أو مساهماتهم ليست مهمة بما يكفي لسماعها.

وفي بعض الحالات، قد يكون هذا السلوك مرتبطًا بتجارب سابقة من الرفض أو السخرية، مما يعزز الميل إلى تجنب البروز أو إحداث الضجيج.

يلعب القلق أيضًا دورًا لدى الأشخاص الذين يفضلون التحدث بهدوء، يوضح علماء النفس أن القلق الاجتماعي يمكن أن يولد شعوراً بعدم الراحة في مواقف التواصل، مما يدفع الشخص إلى التحدث بنبرة منخفضة لتقليل التعرض.

ربما يكون هذا السلوك وسيلة للسيطرة على الخوف من الحكم عليك أو ارتكاب الأخطاء في الأماكن العامة، عندما يشعر الشخص بالقلق، فإنه يميل إلى مواجهة صعوبة أكبر في التعبير عن نفسه بوضوح وحزم، مما يؤدي غالبًا إلى الكلام الناعم أو الهامس.

في بعض الحالات، ربما يكون التحدث بهدوء أيضًا مرتبطًا بالرغبة في تجنب الصراع، ويمكن للأشخاص الذين يفضلون تجنب المواجهات أو المواقف العصيبة استخدام نبرة هادئة لتقليل التوتر في المحادثة وتجنب التعرض للتحدي. 

وعلى الرغم من أن هذا السلوك قد يكون محاولة للحفاظ على الانسجام، إلا أنه قد يؤدي أيضًا إلى شعور الشخص بأنه محاصر في موقف لا يتم فيه التعبير عن آرائه أو سماعها بشكل كافٍ.

أثر التحدث بهدوء على التواصل

التحدث بهدوء، على الرغم من أنه قد يكون شكلاً من أشكال الحماية الشخصية، إلا أنه يمكن أن يكون له آثار سلبية على العلاقات بين الأشخاص، في بيئات العمل أو الأسرة أو الاجتماعية، قد يُنظر إلى الأشخاص الذين يتحدثون بنبرة منخفضة على أنهم غير حازمين أو كأشخاص لا يثقون في أفكارهم الخاصة، وهذا قد يجعل من الصعب التواصل بشكل فعال، حيث أن آرائك أو مخاوفك قد تمر دون أن يلاحظها أحد أو لا تحظى بالاهتمام الذي تستحقه.

search