الإثنين، 07 أبريل 2025

09:23 م

هل بات العالم على عتبة العصر النووي الثالث؟

صورة أرشيفية

صورة أرشيفية

خاطر عبادة

A .A

بعد تحذير رئيس الأركان البريطانية، الأدميرال السير توني رادكين، بأن "العالم أصبح على عتبة العصر النووي الثالث"، فهل هذا يعني حقا دخول العالم لمرحلة خطيرة بالفعل؟.

وقال رادكين، إن بداية العصر النووي الثالث باتت وشيكة، لافتا أن الوضع أصبح الآن أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.

العصر النووي الثالث

هناك إجماع على أن العالم يعبر عتبة العصر النووي الثالث، حيث أصبحت الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة الأخرى متشابكة مع القيادة والسيطرة على الأسلحة النووية.

لقد أيقظت التهديدات النووية المبطنة من روسيا ضد تدخل حلف شمال الأطلسي في غزوها لأوكرانيا، ورد الفعل الأمريكي الذي حذر روسيا من عواقب "كارثية"، العالم في عام 2022 على شبح الصراع النووي المتجدد والمخاطر المتزايدة.

كان يُنظَر إلى مبدأ الدمار المتبادل المؤكد باعتباره الأساس للردع النووي الذي يكبح جماح التنافس النووي بين الكتلتين الشرقية والغربية أثناء الحرب الباردة، ولكن مثل هذه التقوى بعد ثلاثة عقود من نهاية الصراع لا تقدم الكثير من الضمانات.

وقد أدى التهديد باستخدام الأسلحة النووية للضغط على نتائج الصراع المسلح التقليدي إلى تحطيم أي شعور بالرضا عن الاستقرار النووي، مما أضاف إلى قائمة المخاطر النووية، بما في ذلك التقنيات الناشئة والمزعزعة للاستقرار، في عالم متعدد الأقطاب متنافر.

جاء العصر النووي الثالث، والذي قد يكون أكثر خطورة من سابقيه، في غياب الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بعد جهد شاق والتي وفرت مستوى من الأمن في الحرب الباردة.

إن السياسات الجديدة توفر للأسلحة النووية دوراً غير رادع، والاستثمار في تحديثها يشير إلى تغيير طفيف في الخطط المتعلقة بمستقبلها. لقد كان العصر النووي الثاني الذي بدأ مع نهاية الحرب الباردة مسكوناً بشبح مشترك من الجهات النووية "المارقة". إن التخفي والانقسام وقلة الوقت لاتخاذ القرارات وارتفاع احتمالات وقوع الحوادث، يطارد عالم الإنترنت في العصر النووي الثالث، إن التصريحات بأن الحرب النووية لا يمكن كسبها ويجب ألا نخوضها أبداً، بدأت تبدو جوفاء.

العصر النووي الأول، 1945-1991

في السادس عشر من يوليو عام 1945، تم اختبار أول قنبلة ذرية، "الأداة"، بنجاح في موقع اختبار ترينيتي في الصحراء بالقرب من ألاموجوردو، نيو مكسيكو، في الولايات المتحدة، مما أدى إلى بداية العصر النووي الأول. وبعد أقل من أربعة أسابيع، ألقت الولايات المتحدة أسلحة نووية على مدينتي هيروشيما اليابانية في السادس من أغسطس، وناجازاكي في التاسع من أغسطس عام 1945. وانتهى العصر النووي الأول بتوقف الحرب الباردة حوالي عام 1991. وفي ذروة الحرب الباردة في عام 1986، كان هناك 70300 سلاح نووي في الترسانات النووية في العالم.


العصر النووي الثاني، 1991-2014


لقد أدى تحول البوصلة الجيوسياسية من القدرة على التنبؤ بالعلاقات العدائية بين الكتلتين الشرقية والغربية إلى عالم متعدد الأقطاب حيث استمرت الأسلحة النووية في لعب دور رئيسي إلى ظهور العصر النووي الثاني. وأصبحت الهند وباكستان وكوريا الشمالية من الدول التي تمتلك أسلحة نووية، وبرزت برامج الأسلحة السرية والسوق السوداء النووية كتهديدات جديدة، وبرزت المخاوف من حصول جهات غير حكومية على أسلحة نووية بسبب وحشية هجوم الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة. وباستثناء فتح باب التوقيع على معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية في عام 1996، لم يكن الحد من الأسلحة النووية مجدياً.

العصر النووي الثالث، 2014-الآن

إن السيناريو الذي يقلق المحللين في الشؤون النووية المعاصرة هو احتمال اندلاع حرب معلوماتية، أو شن هجوم إلكتروني، أو إضعاف القوات النووية لأي دولة، أو تقويض مبدأ أساسي من مبادئ الردع النووي ــ التدمير المتبادل المؤكد. ورغم أن أجهزة الكمبيوتر وتكنولوجيا المعلومات كانت منذ فترة طويلة جزءاً من القيادة والسيطرة النووية، فإن تهديدات القرصنة واستخدام البرمجيات الخبيثة كأسلحة حرب تشكل جزءاً مما يُعَد العصر النووي الثالث. وهناك تقنيات أخرى تهدم الاستقرار، والمناقشات حول التصدي للتهديدات الجديدة صامتة.

search