الخميس، 26 ديسمبر 2024

01:07 م

ضرب الحديد أفضل من "مد الإيد".. قصة "صباح" أشهر حدادة في المنوفية

صباح تعمل في مهنة الحدادة

صباح تعمل في مهنة الحدادة

المنوفية - جهاد جاد المولى

A A

في قرية النعناعية التابعة  لمحافظة المنوفية، تجلس الحاجة “صباح” داخل ورشتها البسيطة، تحمل في يديها المطرقة وتطرق بها على الحديد بكل قوة وعزم رافعة شعار "الطرق على الحديد أفضل من مد الإيد".

المرأة الوحيدة 

في القرية الصغيرة، التي تحكمها العادات والتقاليد نشأت الحاجة صباح (في العقد السادس من العمر)، وترعرعت لتخترق بمرور الزمن مهنة الرجال دون استئذان، بدأت رحلتها مع الحديد على يد والدها، الذي علمها في ورشته الصغيرة لتكون عونًا وسندًا في العمل، حتى أصبحت لاحقًا المرأة الوحيدة التي تمتهن الحدادة في محافظة المنوفية. 

تزوجت صباح من نجار، واستمرت في العمل في مهنة أبيها كتفًا بكتف إلى جوار زوجها، بحثًا عن لقمة العيش والرزق للأسرة، ولكن كان للقدر رأي آخر، فقد توفي الرجل في عمر صغيرة، وترك خلفه زوجة في  عمر الثلاثين، وفتاة وحيدة، إلا أن مهنة الحدادة ظلت عنوانًا للعائلة، وملاذًا آمنّا من تقلبات الدهر.

40 عامًا في الحدادة 

صباح تحول بأنامل قوية قطع الحديد الباردة إلى تحف، وبأسعار زهيدة وذوق راقٍ وخبرة متقنة تجاوز الأربعين عامًا.

بذكائها الشديد وإصرارها، استطاعت أن تثبت أنها تستطيع الدفاع عن نفسها فرغم صعوبة مهنتها التي يُهيمن عليها الرجال، أثبتت أنها تستطيع أن تحجز مكانها، وتدافع عن نفسها من أي مضايقات من آخرين ينظرون لها على أنها تزاحمهم في المهنة الشاقة.

الحدادة مصدر الرزق

صباح، قالت في تصريحات لـ"تليجراف مصر" إنها تمردت على القيود الاجتماعية، ولم تستسلم للظروف، مؤكدة أن مكان المرأة ليس المطبخ فقط، وأن قادرة على صنع المستحيل حينما تقتضي الحاجة لذلك.

صباح، اعتبرت رغم مشقة العمل في مجال الحدادة، إلا أنها كانت الستر والملاذ الآمن لابنتها، حيث استطاعت أن تزوجها من خيرها ومردودها المادي دون الحاجة والعوز.

واختتمت صباح تصريحاتها قائلة: “لن أترك مهنتي لآخر لحظة في عمري، وحتى لو كنت على فراش الموت فصوت المطرقة على الحديد هو الصوت المقرب لعقلي وقلبي”.

The.Agricultural.Bank.of.Egypt

تابعونا على

مواقيت الصلاة حسب التوقيت المحلي لمدينة القاهرة
  • 05:16 AM
    الفجْر
  • 06:49 AM
    الشروق
  • 11:55 AM
    الظُّهْر
  • 02:43 PM
    العَصر
  • 05:02 PM
    المَغرب
  • 06:25 PM
    العِشاء
الظهر
search