احتلال جبل الشيخ.. حلم إسرائيل يتحقق بعد 76 سنة

سيطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي على مواقع جديدة على خط وقف إطلاق النار مع سوريا، بما في ذلك موقع جبل الشيخ، عقب انسحاب الجيش السوري من المنطقة. 

وزعمت مصادر أمنية من جيش الاحتلال أن هذا التحرك جاء لضمان أمن إسرائيل في ظل المستجدات المتسارعة على الأرض، حسبما ذكرت قناة العربية.

الجيش الإسرائيلي يعزز استعداداته

وفي بيان للجيش الإسرائيلي، أُعلن عن نشر قوات إضافية وتعزيز الدفاعات في الجولان استعدادًا لمواجهة أي سيناريو محتمل، وتم تحويل المدارس في أربع مناطق بالجولان إلى التعلم عن بعد كإجراء احترازي. 

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن دبابات إسرائيلية توغلت في المنطقة العازلة لمسافة 15 مترًا داخل الأراضي السورية، فيما أطلق الجيش الإسرائيلي أربع قذائف. وامتنعت مصادر عسكرية إسرائيلية عن التعليق على هذه التقارير.

نشر قوات إضافية في الجولان

من جانبه أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، نشر قوات إضافية في المنطقة العازلة الخاضعة لرقابة الأمم المتحدة على الحدود مع سوريا. 

وأوضح كاتس أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة لحماية الإسرائيليين في هضبة الجولان، التي تعتبرها إسرائيل منطقة استراتيجية. 

الجيش الإسرائيلي أكد تحويل بعض المناطق في الجولان إلى مناطق عسكرية مغلقة، مع فرض قيود على دخول المزارعين إليها إلا بتنسيق مسبق.

ما هو تاريخ جبل الشيخ في الصراع؟

وبعد سيطرة إسرائيل عليه يعتبر جبل الشيخ، المعروف أيضًا باسم "حرمون"، موقعًا استراتيجيًا مهمًا في الصراع بين إسرائيل وسوريا، ويتميز بموقعه الجغرافي الذي يتيح السيطرة على أجزاء واسعة من سوريا ولبنان وفلسطين المحتلة، هذا الموقع الجغرافي جعله محورًا للصراعات العسكرية والسياسية منذ منتصف القرن العشرين.

الأهمية الجغرافية والاستراتيجية للجبل

ويُعتبر جبل الشيخ هو أعلى نقطة في سلسلة جبال لبنان الشرقية، ويمتد على الحدود بين سوريا ولبنان وإسرائيل، ويشرف على هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، ما يمنح من يسيطر عليه ميزة استراتيجية في مراقبة وتوجيه العمليات العسكرية.

حرب 1948 “النكبة”

خلال حرب 1948، حاولت القوات الإسرائيلية السيطرة على منطقة جبل الشيخ، لكن الحدود ظلت تحت سيطرة سوريا ولبنان في تلك المرحلة.

حرب 1967 “النكسة”

واحتلت إسرائيل في يونيو 1967، هضبة الجولان، بما في ذلك أجزاء من سفوح جبل الشيخ، وبعد الحرب، بنت إسرائيل مراصد عسكرية على الجبل للاستفادة من موقعه الاستراتيجي في مراقبة التحركات السورية.

حرب 1973 “حرب أكتوبر”

كان جبل الشيخ مسرحًا لمعارك شرسة بين القوات السورية والإسرائيلية، وفي بداية الحرب، سيطرت القوات السورية على قمة الجبل، لكن إسرائيل استعادت السيطرة لاحقًا.

وعُرفت المعركة حول جبل الشيخ بـ"معركة العيون"، نسبة إلى أهمية مواقع الرصد والمراقبة فيه.

ما بعد 1973

وبقيت الأجزاء التي احتلتها إسرائيل من جبل الشيخ تحت سيطرتها، وهي تعتبر جزءًا من هضبة الجولان المحتلة، كما أنشأت الأولى منتجعات للتزلج في الجبل في محاولة لتعزيز وجودها المدني هناك.

الوضع الحالي

ولا تزال سوريا تعتبر جبل الشيخ والجولان أراضٍ سورية محتلة، وتطالب بعودتها وفق قرارات الأمم المتحدة.

ويُعتبر الجبل نقطة مراقبة رئيسية ضمن جهود حفظ السلام الدولية، حيث توجد قوات الأمم المتحدة “UNDOF” للإشراف على وقف إطلاق النار بين سوريا وإسرائيل.

نتنياهو يصف سقوط الأسد بـ"اليوم التاريخي"

وفي تصريح مثير حول تطورات الأوضاع في سوريا اليوم، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سقوط الرئيس السوري بشار الأسد بـ"اليوم التاريخي"، مشيرًا إلى أن هذا التطور جاء بعد ضربات وجهتها إسرائيل لمواقع إيرانية وحزب الله في لبنان. 

وأكد نتنياهو خلال زيارة لمنطقة قرب الحدود السورية أنه أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي بالسيطرة على مناطق في الجزء العازل، لضمان أمن إسرائيل ومنع أي تهديد معادٍ على حدودها.