الجمعة، 20 سبتمبر 2024

03:57 ص

رئيس مركز أبو ظبي للغة العربية: مكتبة الإسكندرية ليست إرثا خاصا لمصر

جانب من اللقاء

جانب من اللقاء

فادية البمبي

A A

ناقش خبراء ومتخصصون في إدارة المكتبات، أهمية المكتبات كونها منشآت معرفية تعدّ من أهم المعالم التي تشير بوضوح إلى مستويات التقدّم الحضاري والثقافي للشعوب حول العالم، فهي مستودعات الفكر، والمعرفة، والوعاء الضامن والحاضن لتراث الأمم وتاريخها.

وقال رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، الدكتور علي بن تميم، خلال ندوة "المكتبات العامة.. القوة الكامنة للعبور إلى المستقبل" التي نظمها مركزه في جناحه بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، إن هذا الحدث المهمّ -معرض الكتاب- استطاع وعلى امتداد أكثر من خمسة عقود أن يحتفي بالكتاب والمعرفة، وأن يزوّد جمهوره بكل ما يلزم من أجل أن يبقى على اطلاع وحكمة.

شدد على أن المكتبات العامة قادرة على صناعة المستقبل المعرفي والثقافي والعبور بالدول إلى الأمام بشرط مواكبة التطورات التكنولوجية والتحول الرقمي لدعم المجتمعات التي تتواجد بها، فلكل مكتبة عامة رسالة تتخطى عرض وحفظ الكتب، بل هي الشاهد على العصور والمؤهل للمفكرين والأدباء والمثقفين.

أشاد ابن تميم بالجهود التي بذلتها الدولة المصرية في إعادة ترميم مكتبة الإسكندرية، ما ساهم في إبقاء وهجها الإنساني والحضاري متّقداً، ورسّخ مكانتها بشكل أكبر في نفوس جميع أبناء المجتمع المصري والعربي والعالمي على حدّ سواء.

مكتبة الإسكندرية ليست إرثاً لمصر

وقال إن مكتبة الإسكندرية ليست إرثاً خاصاً لمصر أو المنطقة العربية وحسب، بل هي شعاعُ معرفة للإنسانية جمعاء حريٌّ بنا أن نعتزّ به ونقدّره، ونجلُّ ما قدمه ويقدمه للأجيال المتلاحقة فهذه المكتبة التي تحتضن نحو 2 مليون و153 ألف كتاب بمختلف لغات العالم، ومكتبات متخصصة، ومتاحف، ومراكز بحثية متخصصة، ومعارض ومراكز فنية ومسرح وسينما وغيرها الكثير من الخيارات الثقافية والحضارية.

تابع: “مركز أبو ظبي للغة العربية أطلق منصة (مِداد) للخدمات المكتبية، وهي منصة رقمية متكاملة لدعم احتياجات ومتطلّبات مكتبات المستقبل بهدف  تقديم أفضل تجربة للمستفيدين من النظام عبر إتاحة مجموعة من الخدمات ذات الصلة بالمكتبات والبحوث الرقمية، كما قمنا بإطلاق مبادرة (خزانة الكتب) التي حرصنا على أن تكون فعّالية ثقافية سنوية تُقام في مختلف مراكز التسوّق والمواقع الأخرى بهدف  تعزيز ثقافة القراءة وترسيخها لتكون عادة متأصّلة بين جميع أفراد المجتمع المحلي، وأن تُصبح منصّة فاعلة تعرّف جميع فئات المجتمع بمشاريع المركز وأحدث إصداراته في مختلف المجالات الأدبية والعلمية والمعرفية”.

المكتبات العامة تبني العقول

ومن جهته، قال مدير مكتبة الإسكندرية، الدكتور أحمد زايد، إن المكتبات العامة لها دور محوري في نهضة الأمم فهي تبني العقول البشرية وتنشر السلام والثقافة، فهي منصة حوار وتبادل معرفي مع الآخر، ولا يجب أن تكون متحيزة لأي ثقافة، ويجب أن تقدم نموذجا للعالم الذي نعيش فيه، الذي به قدر كبير من الصراعات التي تقربنا من شفا الحرب.

أكد زايد أنه لا مفر للمكتبات العامة للاحتفاظ بمكانتها الراسخة سوى مواكبة التطور التكنولوجي الهائل والتطور من خلال تطوير مهارات العاملين بها وتدشين بنية تحتية مزودة بأحدث النظم التكنولوجية لجذب اهتمام الأجيال الجديدة.

فيما قال مدير مكتبة القاهرة، يحيى رياض، إن دور المكتبات العامة ليست كونها مكانا للاطلاع والقراءة فقط بل إنها عامل رئيسي في دعم الدولة والمجتمع المحيط بها من خلال الاهتمام بمشاكله ومتطلباته.

أضاف رياض أن المكتبات العامة تعتبر مؤسسة اجتماعية وثقافية وتربوية لها هدف سام هو جمع وحفظ وتنظيم تراث الإنسان الثقافي والحضاري وجعله في متناول أيدي أفراد المجتمع، بهدف الارتقاء بمستوى هؤلاء الأفراد فكريا وثقافيا وتربويا من خلال ما توفره من أوعية ثقافية في شتى المجالات.

search