طبيبان على محراب الوطن.. قصة سوريا بين 5 رجال
لم يكن يدري الطبيب ابن نفيس الدمشقي مكتشف الدورة الدموية الصغرى أن اسمه سيُطلق على مستشفى حكومي في دمشق مسقط رأسه، وأن مصير عاصمة الأمويين سوف يتشكل بين يدي طبيبين: بشار الأسد، طبيب العيون الذي ورث سدة الحكم عن والده، وأحمد حسين الشرع " الجولاني"، طالب الطب السابق الذي تحول إلى قائد عسكري.
غير أن مشرط الجراحة في يد كليهما استبدل بأدوات السياسة والحرب، ليصبحا طرفين في معادلة معقدة رسمت ملامح سوريا الجديدة.
استيقظت سوريا منذ 27 نوفمبر على وقع زلازل سياسية متتالية، فكانت الأرض تحت قدمي بشار الأسد تهتز بقوة الأحداث التي لم يكن يتخيل أنها قد تعصف به كما عصفت بأقرانه في المنطقة مثل زين العابدين تونس، والقذافي ومبارك وعلي صالح في اليمن. فالأسد الصغير الذي ترك مستشفى لندن ليرث عرش دمشق عام 2000، لم يكن يعي حينها أن فلاديمير بوتين في روسيا، رجب طيب أردوغان في تركيا، وعلي خامنئي في إيران، سيكونون الرجال الذين سيتركون بصماتهم على مصيره ومصير سوريا.
وعلى الضفة الأخرى، كان الجولاني طالباً في كلية الطب بدمشق، قبل أن تأخذه دروب الجهاد إلى العراق ثم يعود إلى سوريا قائداً عسكرياً.
بوتين اقتنص موطئاً لقواته على شاطئ المتوسط في اللاذقية وطرطوس سنة 2015 محققاً حلم الملكة كاترين الروسية بالوصول للمياه الدافئة منذ القرن الثامن عشر، في ضربة مزدوجة للغرب بعد السيطرة على جزيرة القرم على شواطئ البحر الأسود سنة 2014. فيما كان خامنئي يرسل مستشاريه بقيادة سليماني، محولاً سوريا ولبنان وغزة ثم اليمن إلى ساحة نفوذ إيرانية. أما أردوغان كان يلعب على حبال الغرام والانتقام مع الأسد.
في البداية، سادت العلاقات الدافئة بين أنقرة ودمشق، لكن مع تصاعد الأزمة السورية، انقلب ضد الأسد، داعماً الفصائل المعارضة ومستغلاً الفرصة لضرب الأكراد في الوقت ذاته.
في مشهد درامي فريد، يقف طبيبان على طرفي نقيض من خريطة وطن ممزق. الأول حوّل عدسات طب العيون إلى مناظير مدافع قصفت معارضيه بوحشية ثم هرب تحت جنح الليل من قصره، والثاني استبدل كتب التشريح في كلية الطب بخرائط المعارك. كلاهما درس الطب ليداوي جراح البشر، فإذا بهما يكتبان تاريخاً مختلفاً في غرف عمليات من نوع آخر. وتبقى دمشق تنتظر نبض الحياة ومستقبلاً يليق بأقدم عاصمة في التاريخ وآخر عاصمة تخلع طاغيتها.
الأكثر قراءة
-
موعد مباراة ريال مدريد اليوم وباتشوكا والقنوات الناقلة
-
العالم يترقب موعد اجتماع الفيدرالي الأمريكي اليوم.. ما مصير الفائدة؟
-
المعلقين والقنوات المجانية الناقلة لـ مباراة ريال مدريد اليوم
-
لشكهم في سلوكها.. 3 عمال يخنقون شقيقتهم ويلقون بجثتها بنيل سوهاج
-
الإيجار القديم.. لماذا تأخرت المناقشات في مجلس النواب؟
-
05:13 AMالفجْر
-
06:46 AMالشروق
-
11:52 AMالظُّهْر
-
02:40 PMالعَصر
-
04:58 PMالمَغرب
-
06:21 PMالعِشاء
أكثر الكلمات انتشاراً