الخميس، 26 ديسمبر 2024

03:00 ص

3 خطوات فعالة لتتحرر من قيود الغضب بالغفران

الغفران هدية تمنحها لنفسك أولًا

الغفران هدية تمنحها لنفسك أولًا

سعيد محمود

A A

"الغضب حماقة يا حورية.. عمر الغضب ما حل مشكلة".. بهذه الكلمات حاول "آدم عبد ربه"، الذي جسده الفنان محمد صبحي، أن ينصح زوجته "حورية"، التي أدتها الراحلة سعاد نصر، في مسرحية الهمجي.

إلا أن آدم، وكعادة البشر، نسي نصيحته سريعًا، ولم يتمكن من السيطرة على أعصابه، ليجد نفسه في موقف محرج، وسط تفاعل وضحك الجمهور.

المشهد الكوميدي الذي استند إلى هذه النصيحة العفوية ظل عالقًا في أذهان كل من شاهد المسرحية، ليصبح درسًا في كيفية السخرية من تناقضات الإنسان مع نفسه.

قيد الغضب

الغضب شعور طبيعي يمر به الجميع، لكنه يتحول إلى قيد يعطل الحياة عندما لا يتم التعامل معه بشكل صحيح، بينما يختار البعض السيطرة على غضبهم من خلال الغفران، يظل آخرون أسرى لهذا الشعور، مما يسبب أضرارًا جسدية ونفسية خطيرة، بينما الغفران ليس استسلامًا أو قبولًا للخطأ، بل هو وسيلة لتحرير الذات من الألم والانطلاق نحو مستقبل خالٍ من الأعباء.

ما الذي يفعله الغضب بجسدك ونفسيتك؟

رغم أن الغضب يمكن أن يكون أحيانًا دافعًا للتفكير العقلاني، إلا أن تراكمه أو انفجاره يؤدي إلى آثار مدمرة، منها:

أضرار القلب

وفقًا لدراسة منشورة بموقع everyday health الأمريكي، تتضاعف فرص الإصابة بنوبة قلبية خلال ساعتين بعد نوبة غضب، خاصة عند من يكتمون مشاعرهم أو يعبرون عنها بشكل غير صحي.

السكتات الدماغية

الغضب العنيف يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بثلاثة أضعاف، والأشخاص الذين يعانون من تمدد الأوعية الدموية معرضون لخطر تمزقها بعد نوبات غضب شديدة.

ضعف المناعة

الغضب المزمن يؤثر على جهاز المناعة، حيث أثبتت دراسة بجامعة هارفارد أن مجرد تذكر تجربة غاضبة يؤدي إلى انخفاض في مستويات الجلوبولين المناعي A، وهو أحد خطوط الدفاع الرئيسية ضد العدوى.

تفاقم القلق

الغضب المزمن يمكن أن يفاقم أعراض اضطرابات القلق، وأشارت دراسة نُشرت عام 2012 في Cognitive Behavior Therapy إلى أن العداء والغضب المكبوت يزيدان من شدة أعراض القلق ويؤثران سلبًا على الحياة اليومية.

كيف تتحرر من الغضب؟

للتخلص من قيود الغضب، يجب تبني الغفران كوسيلة للشفاء العاطفي والجسدي، وإليك ثلاث خطوات فعّالة:

1. الاعتراف بالغضب ووقف أفكار الانتقام

ابدأ بتحديد مشاعر الغضب والألم لديك واعترف بها بدلًا من تجاهلها، وفي الوقت نفسه، تجنب التفكير في الانتقام، لأن التسامح الحقيقي يبدأ عندما تتوقف عن التخطيط لعقاب الآخرين، والغفران يعني الشفاء لنفسك قبل أي شخص آخر.

2. تفهم موقف الطرف الآخر

الغضب قد يؤدي إلى التفكير غير العقلاني، حاول أن تنظر إلى الأمور من منظور الشخص الذي أغضبك، قد تجد تفسيرًا لما حدث أو أسبابًا خلف تصرفاته، فالفهم والتعاطف يمكن أن يفتحا بابًا للتسامح.

3. قبول الألم دون تمريره للآخرين

لا يمكنك تغيير الماضي، لكن يمكنك اختيار كيف تتعامل مع تأثيره عليك، تقبل الألم دون نقله للآخرين، وقرر أن تكون نقطة النهاية لهذا الألم، المغفرة هنا ليست عن نسيان ما حدث، بل عن منح نفسك الحرية من مشاعر الغضب.

الخلاصة

الغفران هو هدية تمنحها لنفسك أولًا، قبل أن تكون تصرفًا تجاه الآخرين، ومن خلال الخطوات الثلاث: الاعتراف بالمشاعر، التفهم، والقرار الواعي بالتسامح، يمكنك التحرر من قيود الغضب والانطلاق نحو حياة أكثر هدوءًا وسلامًا، وتذكر أن الغفران لا يغير الماضي، لكنه بالتأكيد يصنع مستقبلًا أفضل.

 المصادر
 

everydayhealth
vertavahealth
groundedp
sychicchoosehelp

search