الإثنين، 10 مارس 2025

03:54 ص

هل هناك علاقة بين الزلازل والنشاط الشمسي؟.. بحث جديد يثير الجدل

توهج شمسي، صورة أرشيفية

توهج شمسي، صورة أرشيفية

خاطر عبادة

A .A

منذ عام 1934، أشارت بعض الأبحاث إلى وجود صلة محتملة بين النشاط الشمسي والزلازل، حيث يبدو أنه كلما زاد عدد البقع الشمسية على سطح الشمس، زاد عدد الزلازل التي يتم تسجيلها بواسطة أجهزة قياس الزلازل. 

وعلى الرغم من هذا الادعاء، لم يتم التوصل إلى آلية علمية دقيقة تفسر هذا الارتباط حتى الآن.

وفي دراسة حديثة، نشر فريق من الباحثين من جامعة تسوكوبا والمعهد الوطني للعلوم الصناعية المتقدمة والتكنولوجيا بحثًا جديدًا حول هذا الموضوع، يقترحون فيه أن الزيادة في درجة حرارة سطح الأرض بسبب النشاط الشمسي قد تسهم في حدوث الزلازل، إذ يعتقدون أن ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي والصخور قد يؤدي إلى تغيرات في التوازن التكتوني.

فرضيات مثيرة للجدل وشكوك علمية

الفرضية التي طرحها الباحثون ليست جديدة، وقد أثارت بعض الشكوك بين الخبراء. حيث يؤكد الباحثون أنفسهم أن تأثير النشاط الشمسي على حدوث الزلازل هامشي جدًا، لكنهم لاحظوا أن دمج بيانات النشاط الشمسي في نماذجهم الحاسوبية حسّن من قدرتهم على التنبؤ بالزلازل.

ولكي تُقبل أي فرضية علمية، يجب أن تستوفي معايير معينة، منها أن تكون متسقة مع المعرفة العلمية الراسخة، وأن تكون مدعومة بأدلة قوية. 

وفي بعض الحالات، قد لا يكون من الضروري فهم الآلية بالكامل، طالما أن الإحصائيات تشير إلى وجود علاقة واضحة بين ظاهرتين، كما هو الحال مع بعض الأدوية التي ثبتت فعاليتها رغم عدم معرفة آلية عملها بدقة.

لكن في حالة النشاط الشمسي والزلازل، فإن العلاقة ليست قوية بما يكفي لتجاهل غياب تفسير علمي واضح. وقد تكون العلاقة بين الظاهرتين سببية، أو مجرد مصادفة، أو نتيجة لعوامل أخرى مجهولة حتى الآن.

كيف تحدث الزلازل وما علاقتها بالنشاط الشمسي؟

يحدث الزلزال عندما يتم إطلاق الطاقة المتراكمة في صخور قشرة الأرض فجأة، مما يؤدي إلى حركة في الصفائح التكتونية. 

تتراكم هذه الطاقة نتيجة الاحتكاك بين الصفائح التي قد تصبح "مسدودة" لفترة، قبل أن تتحرر فجأة على شكل موجات زلزالية. 

وتعتمد قوة الزلزال على كمية الطاقة المنبعثة وعمق الإزاحة ومدى المنطقة المتأثرة.

أما البقع الشمسية، فهي ناتجة عن النشاط المغناطيسي للشمس، حيث يتركز المجال المغناطيسي في مناطق معينة، مما يؤدي إلى تكوين بقع أكثر برودة من المناطق المحيطة بها. 

وتؤدي هذه الظاهرة إلى أحداث مثل التوهجات الشمسية والرياح الشمسية، التي قد تؤثر على المجال المغناطيسي للأرض، مما يسبب ظواهر مثل الشفق القطبي وانقطاع التيار الكهربائي.

لكن تأثير النشاط الشمسي على درجة حرارة الأرض ضئيل جدًا، حيث أن الفرق في درجات الحرارة بين الصيف والشتاء يفوق بكثير الفرق الناتج عن النشاط الشمسي المتزايد. 

ولو كان الارتفاع الطفيف في الحرارة سببًا مباشرًا في حدوث الزلازل، لكان من المتوقع أن تسجل معدلات زلازل أعلى في فصل الصيف مقارنة بالشتاء، وهو ما لم ترصده أي دراسات علمية موثوقة حتى الآن.

هل هناك تفسير علمي مقنع؟

السؤال الأساسي الذي يبقى مطروحًا هو: إذا لم تكن الحرارة هي السبب، فما الذي قد يربط بين حدث كهرومغناطيسي على الشمس وحركة قشرة الأرض؟ حتى الآن، لا يوجد تفسير علمي واضح لهذه العلاقة، لكن العلماء مستمرون في البحث.

قد نكتشف في المستقبل دليلًا علميًا يؤكد وجود صلة بين النشاط الشمسي والزلازل، ولكن حتى الآن، يبدو الأمر أقرب إلى الارتباط الزائف منه إلى علاقة سببية حقيقية.

أخبار متعلقة

search