السبت، 23 نوفمبر 2024

02:23 ص

فقد ذراعه ولم يفقد الأمل.. "درويش" نجار بيد واحدة

العم أحمد درويش

العم أحمد درويش

البحر الأحمر - محمد عبد الرحمن

A A

بدّل النجار “أحمد درويش"، المثل الشعبي "إيد لوحدها متسقفش"، وتمكن بيد واحدة ليس فقط “التصفيق”، لكن صنع الأثاث في مشروعه الذي احتضن هوايته وجنبه أن يكون “عالة على أحد”.

القصة بدأت كما يروي أحمد درويش لـ “تليجراف مصر"،  عندما تعرض لحادث سير على طريق سفاجا-الغردقة بسيارة نقل كان يعمل عليها سائقا، وبعدما أفاق في المستشفى وجد زوجته وبناته الـ6 تبكين حوله، حاول أن يطمئنهم، لكن كلماته كانت بلا جدوى، فقرر الاعتماد على يده لضمهم إليه، حاول أن يمد "اليسرى" لكنه سرعان ما تراجع عن الفكرة بفعل “ألم لا يحتمل”.

الزوجة وقعت على “بتر اليد”

تابع صاحب 56 عاما حكايته بالقول: “أدركت أن يدي بترت، وزوجتي هي من وقعت على إقرار بترها، عندما أخبرها الأطباء أنه الحل الوحيد لإنقاذ حياتي، ورضينا بقضاء الله وقدره”.

بعد تعافيه وتأقلمه مع “اليد الواحدة”، بدأ درويش التفكير في مستقبله بعد أن أصبحت العودة لمهنة السائق مستحيلة، ويحتاج لمصدر دخل يضمن استمرار بناته في التعليم، ومثل أي أب، يريد أن يوفر لهم "معيشة كريمة" بعيدا عن “سؤال الناس”، لذلك حاول البحث عن عمل. 


 أنا “درويش” أنقذتني طفولتي  

البداية كانت في صيانة وإصلاح الدراجات، لكن “درويش” تركها سريعا، قبل أن يراوده حلم الطفولة بأن “يكون نجارا”، استدعى حلمه وفتح محلا صغيرا في الغردقة، وبدأ يمرن نفسه في البداية على التعامل مع المعدات والأخشاب “بيد واحدة”، إلى أن تمكن من إتقان تقطيعها وتركيبها، وأصبح الحلم حقيقة وإن بدت مستحيلة للبعض.           

“الحمد لله.. ربنا فتح باب رزق واسع"، بدأ بها درويش سرد حياته بعد أن أصبح نجارا محترفا، موضحا أنه تخصص في تجميع الأخشاب المستعملة وتصنيع الأثاث المنزلي -غرف نوم وأنتريهات- بأسعار في متناول الجميع، وزوج ابنتيه، و4 منهن في مراحل تعليمية من الثانوي حتى الجامعي، داعيا الله أن يستطيع استكمال رسالته في الحياة معهن كما لو أنه سليما معافى.   

search