الجمعة، 14 مارس 2025

03:14 م

أخطر من السجائر.. أضرار الشموع المعطرة على الصحة

الشموع المعطرة

الشموع المعطرة

قد يبدو إشعال شمعة معطرة برائحة الزنجبيل والقرفة أو الصنوبر خيارًا مثاليًا لإضفاء أجواء مريحة ورائحة منعشة على الغرفة، خاصة في موسم الأعياد.

لكن دراسة حديثة كشفت أن هذه العادة البسيطة قد تحمل مخاطر صحية كبيرة على جودة الهواء الداخلي وصحة الجهاز التنفسي، وفقًا للديلي ميل.

أضرار الشموع المعطرة

تشير الدراسة إلى أن احتراق الشموع، خاصة المعطرة، ينتج مزيجًا معقدًا من المواد الكيميائية والجسيمات الضارة، من بينها الغازات السامة مثل أكاسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون.

 هذه الملوثات، عند استنشاقها، يمكن أن تؤدي إلى مشكلات صحية فورية كالسعال، وتهيج العين، وزيادة أعراض الربو.

لكن الأخطر هو التأثيرات طويلة المدى، إذ ترتبط هذه الملوثات بأمراض خطيرة مثل سرطان الرئة، وأمراض القلب، والتهاب الشعب الهوائية المزمن، بحسب ما أوضحه الدكتور أسيت كومار ميشرا والدكتورة ماري كوجينز، المشاركتان في الدراسة المنشورة في مجلة Indoor Environments.

الشموع المعطرة ملوثة للهواء

من بين الملوثات الناتجة عن الشموع، الجسيمات الدقيقة المعروفة باسم PM2.5، وهي جسيمات صغيرة للغاية يمكن أن تدخل الرئتين بسهولة وتصل إلى مجرى الدم.

كما وجد الباحثون أن حرق الشموع المعطرة يرفع مستويات هذه الجسيمات إلى 15 مرة ضعف الحدود الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية.

وتشير الدراسة إلى أن هذه الجسيمات، التي تصنفها الوكالة الدولية لبحوث السرطان على أنها مواد مسرطنة من المجموعة الأولى، تسبب التهابات في الرئة يمكن أن تؤدي إلى طفرات جينية مرتبطة بالسرطان.

تأثير الشموع المعطرة على المنازل

أجرى الباحثون دراستهم في 14 منزلًا في مدينة غالواي الإيرلندية، حيث قاسوا جودة الهواء الداخلي قبل وبعد إجراء تغييرات لتحسين كفاءة الطاقة.

ركزت القياسات على خمسة ملوثات رئيسية، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون والجسيمات الدقيقة PM2.5، إلى جانب درجة الحرارة والرطوبة.

وقد أوضحت النتائج أن أنشطة يومية مثل التدخين، وحرق الشموع، وانسداد فتحات التهوية تزيد بشكل كبير من مستويات التلوث، ما يجعل الهواء الداخلي أكثر تلوثًا من الهواء الخارجي أحيانًا.

البخور أكثر ضررًا من السجائر

كشفت الدراسة أيضًا أن أعواد البخور قد تكون أكثر ضررًا من السجائر، وعند مقارنة كميات متساوية من السجائر وأعواد البخور، وُجد الباحثون أن البخور ينتج أربعة أضعاف كمية الجسيمات الدقيقة التي تنتجها السجائر.

الغرف الصغيرة والتهوية السيئة تزيد الخطر

تشير الدراسة إلى أن إشعال الشموع في غرف صغيرة أو سيئة التهوية يزيد من تركيز الملوثات مثل الفورمالديهايد، وهو مركب كيميائي ذو رائحة قوية يسبب تهيجًا في الجهاز التنفسي العلوي. 

وتعد الشموع المعطرة أسوأ من الشموع العادية، حيث تنتج جزيئات دقيقة أكثر، ومع ذلك، لا يكشف مصنعو الشموع إلا عن 10% فقط من المكونات المستخدمة في منتجاتهم.

الشموع الطبيعية ليست حلاً

حتى الشموع المصنوعة من مواد طبيعية ليست خالية من المخاطر. بعض المركبات العضوية الطبيعية قد تتفاعل مع الأوزون الموجود في الهواء لتكوين مواد ثانوية ضارة.

كيف يمكن تقليل المخاطر؟

يوصي الباحثون بإشعال الشموع في غرف ذات مساحات واسعة مع فتح النوافذ لتحسين التهوية وتقليل تراكم الملوثات، ومع ذلك أشاروا إلى الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم التأثيرات الصحية بشكل أكثر شمولًا.

search