بعد السيطرة على جبل الشيخ.. طموحات غير معلنة لإسرائيل في سوريا
صورة تعبيرية
سيد مصطفي
أثارت العملية العسكرية الإسرائيلية بالسيطرة على المنطقة العازلة في سوريا انتقادات واسعة من قبل الدول العربية والمجتمع الدولي، والتى اعتبرتها احتلالًا جديدًا للأراضي السورية، لكن أهداف إسرائيل وطموحاتها من تلك العملية العسكرية لا تزال موضع تساؤل وشكوك من جميع الأطراف العربية والدولية.
علامات استفهام
وفي هذا السياق، أوضح ميخائيل هراري، السفير الإسرائيلي السابق في قبرص والذي خدم سابقًا في السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، الدوافع الإسرائيلية في الإسراع بالاستيلاء على المنطقة العازلة بسوريا، مبينًا أن عدم الوضوح بشأن النظام الجديد في سوريا، الذي يعتبر قادته من عناصر الإسلام الراديكالي، يتضمن علامات استفهام متعددة حول قدرته على تشكيل حكومة مركزية وفعالة وشرعية، وهو ما دفع إسرائيل إلى التحرك بسرعة، بهدف السيطرة على جبل الشيخ وتشكيل ما يشبه بالحزام الأمني الذي يمنع الهجمات على إسرائيل.
وبيّن السفير الإسرائيلي السابق، في مقال له بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية، أن إسرائيل تنوي البقاء في الأماكن التي تمت السيطرة عليها، ويتضح ذلك من التصريحات الإسرائيلية التي تفيد بانهيار اتفاق فصل القوات بين إسرائيل وسوريا منذ عام 1974، وهو ما قاله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي خلال زيارة إلى الحدود السورية، مما أعطى انطباعا متزايدا بأن إسرائيل تخطط لوجود أطول في الأراضي السورية.
مصير اتفاقية فصل القوات
وتطرق السفير الإسرائيلي إلى اتفاقية فصل القوات الموقعة بين إسرائيل وسوريا عام 1974، والتي وصفها بـ"الاتفاقية المهمة" وعلى الرغم من إجراء إسرائيل المزيد من التصحيحات الحدودية الطفيفة، إلا أن مرتفعات الجولان ظلت بأيديها بموجب الاتفاقية، مشيرًا إلى أن إسرائيل تلقت تأكيداً غير رسمي ووعدًا شفهيًا من وزير الخارجية الأمريكي آنذاك هنري كيسنجر بأن الولايات المتحدة لن تطالبها بالانسحاب من الجولان، أو بعبارة أخرى: إن اتفاق الانفصال يخدم أهداف إسرائيل الاستراتيجية.
حرب المياة وسيطرة إسرائيل على السد السوري الاستراتيجي
بينما أوردت آنا بارسكي، المحللة السياسية الإسرائيلية، أسبابا وأهدافا أخرى للسيطرة الإسرائيلية الأخيرة، في تقرير لها بصحيفة "معاريف" بعنوان “حرب المياه وسيطرة إسرائيل على السد الاستراتيجي السوري”.
وأوضحت المحللة السياسية الإسرائيلية أن قوات الجيش الإسرائيلي وسعت نشاطها العسكري في منطقة جنوب سوريا، وبحسب التقارير، تمكنت من السيطرة على قناة نهر اليرموك وسد الوحدة جنوبي سوريا، لكن، بحسب المصادر نفسها، فشلت محاولات السيطرة على بلدة بيت جن بسبب المقاومة المحلية.
وبينت براسكي، أن سد الوحدة (المعروف أيضًا باسم سد المقرن) هو سد مشترك بين سوريا والأردن، افتتحه الملك عبد الله الثاني والرئيس السوري بشار الأسد عام 2004.
ويهدف السد، الذي يبلغ طوله 110 أمتار وسعة تخزينية تبلغ 115 مليون متر مكعب، إلى توفير المياه للأردن لأغراض الشرب والزراعة، وفي المقابل توفير الطاقة الكهرومائية لسوريا في منطقة المثلث الحدودي بين سوريا وإسرائيل والأردن.
أقل من 20 كيلومترا من الطريق الدولي دمشق-بيروت
ولفتت براسكي إلى أن الجيش الإسرائيلي وسع عملياته على المحور الشرقي إلى عمق 12 كيلومترا في منطقة القنيطرة وضواحيها الشرقية، وبذلك فإن قوات الجيش الإسرائيلي أصبحت الآن على بعد أقل من 20 كيلومترا من الطريق الدولي دمشق-بيروت.
رد فعل الفصائل السورية و"الخطوط الحمراء"
بينما تطرق آفي أشكنازي، الخبير الاستراتيجي الإسرائيلي المتخصص في الشئون العسكرية، والذي عمل لفترة طويلة على الحدود الشمالية لإسرائيل، إلى رد الفعل السوري بعد أن بدأ الجيش الإسرائيلي في ترسيخ وجوده في المنطقة العازلة وسلسلة جبال الشيخ العليا، مشيرًا لقيام جيش الاحتلال بجمع مئات من الحاويات الحية والمعدات اللوجستية للتواجد المنتظم للقوات في المنطقة.
وأوضح أشكنازي، في مقال له بصحيفة "معاريف"، أن فصائل المعارضة السورية التي سيطرت على الحكم في دمشق تشعر بالقلق من قضايا أكثر إلحاحاً مثل بسط السيطرة على البلاد، وإخراج الروس من طرطوس، ومنع الغزو التركي من شمال شرق سوريا.
وبين الخبير الاستراتيجي الإسرائيلي، أنه طالما أن إسرائيل لا تتقدم إلى ما وراء الخط العازل ولا تشارك في القتال بين الميليشيات المختلفة وفي الشؤون الداخلية السورية، فمن المحتمل أن يتعايش المتمردون في المستقبل القريب مع الخطوة الإسرائيلية.
إيران وحزب الله.. الحارس الحقيقي للحدود السورية الإسرائيلية
بينما قال عمر الحبال، السياسي السوري، إن إيران وحزب الله والميليشيات الإيرانية كانت تتولى حماية الحدود السورية الإسرائيلية على هضبة الجولان وليس الجيش السوري كما تزعم تل أبيب، حيث كان لحزب الله وإيران أكثر من 80 قاعدة ونقطة عسكرية على الحدود، ولم تستهدفهم تل أبيب طيلة الحرب، رغم استهدافها أهدافا إيرانية أخرى بالداخل السوري.
وأوضح الحبال، في تصريح خاص لـ"تليجراف مصر"، أن وجود القوات الإيرانية واللبنانية التابعة لحزب الله كان بعلم من تل أبيب وبشار الأسد، لعلم الأسد أن قواته ضعيفة ولا تستطيع تأمين تلك الحدود إذا ما قام الشعب السوري أو أي فصيل معارض بالهجوم عليها، وكانت تلك المعسكرات ترفع العلم السوري رغم أن 90% من الجنود بها غير سوريين، وبضمانات من نظام الأسد بعدم قيامهم بأي أفعال تضر بإسرائيل.
حقيقة التهديدات الإسرائيلية بـ"الاجتياح"
وأشار الحبال إلى أن التهديد الإسرائيلي بالتوسع والاجتياح في سوريا يبقى مجرد تصريحات إعلامية، لأنها دخلت أماكن خالية من السكان لا يقطنها أحد، لتبتلع جزءًا من الأراضي السورية، على أمل وعد ترامب لهم بأن مساحة إسرائيل صغيرة وأنه يريد تكبيرها.
ولفت السياسي السوري، إلى أن إسرائيل لا تجرؤ على التقدم لأكثر من ذلك لأن سكان دمشق ومحيطها أكثر من سكان فلسطين المحتلة بأكملها، غير وجود مليون سوري مسلح يمكنهم مواجهة تل أبيب في أي وقت إذا ما تجازوت أكثر من ذلك.
-
05:13 AMالفجْر
-
06:46 AMالشروق
-
11:52 AMالظُّهْر
-
02:40 PMالعَصر
-
04:58 PMالمَغرب
-
06:21 PMالعِشاء
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
بعد ظهور أول حالة بأمريكا.. إنفلونزا الطيور تعود لتهديد العالم
18 ديسمبر 2024 09:12 م
"دعم جيش الاحتلال" يدفع 5 فلسطينيين لمقاضاة الخارجية الأمريكية
18 ديسمبر 2024 06:14 م
مسؤول سوري يكشف حقيقة توزير ماهر الشرع في الحكومة المؤقتة (خاص)
18 ديسمبر 2024 05:38 م
محلل إسرائيلي: الانهيار الحقيقي لنظام الأسد بدأ منذ طوفان الأقصى
18 ديسمبر 2024 04:47 م
أكثر الكلمات انتشاراً