الجمعة، 27 ديسمبر 2024

05:50 ص

أشرف الترباني.. عمدة اشتهر كمُصلح اجتماعي يحل النزاعات بجلسات عرفية

العمدة أشرف الترباني

العمدة أشرف الترباني

A A

من بين كل الوسائل التي استخدمت لفض النزاعات بين الأطراف، كانت الجلسة العرفية التي يعقدها "مُصلح" في بعض القبائل حتى الآن، الوسيلة الأفضل والفاعلة التي ترسي ثقافة التصالح والتسوية الودية، ولعل أشهر من يجريها هو العمدة أشرف الترباني.

أشرف الترباني عمدة قرية عرب الحصار البحرية

أشرف الترباني، عمدة قرية عرب الحصار البحرية مركز الصف بمحافظة الجيزة، دائمًا ما يُذكر اسمه في جلسات الصلح بين العائلات والقبائل، إذ عُرف عنه السعي الدائم لحل المشكلات داخل قريته والمحافظة بشكل عام، حتى عُرف من قبل القيادات الأمنية بمساعدتهم في حل النزاع بالطرق العُرفية، حتى ينعم الجميع في فترته في سلام وود حسبما قال لـ"تليجراف مصر".

العمدة أشرف الترباني

يقول الترباني، إنه حل الكثير من الخصومات الثأرية، ووهب كل وقته لحل الصراعات الموجودة وتنفيذ القرارات الحكومية وكذلك حفظ الأمن، خلفًا لوالده العمدة محمود الترباني، حيث وهبت العائلة بأكملها وقتها لعمل الخير وحل المشكلات.

وعادة ما يتم في الجلسات العرفية تواصل العمدة أشرف الترباني بصفة رسمية مع قسم الشرطة، ويحضر رجال الأمن والمُحكمين العرفيين وكبار العائلات بالصف، حتى يكونوا شهودًا على جلسة الصلح بين الطرفين.

العمدة أشرف الترباني

عهد الصلح

من أشهر جلسات الصلح التي عقدها أشرف الترباني، كانت بين عائلتي أبو عويس وأبو حلوة المقيمتين بقرية غمازة الصغرى، حيث وقعت مشاجرة كبيرة أدت لسقوط العشرات مُصابين من العائلتين، وبعد تدخل الرجال المُصلحين تم الفصل بينهما والتوقيع على عهد الصلح. 

يذكر أن العمدة أقدم المناصب القيادية في تاريخ مصر، ويلعب دورًا محوريًا في تنظيم الحياة الريفية والحفاظ على الأمن والنظام داخل القرى وعلى مر العصور، إذ شهد هذا المنصب العديد من التطورات التي جعلته يتكيف مع التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

منصب العمدة

منصب العمدة ظهر في فترة الحكم العثماني، حيث كان يشغل دورًا قياديًا في الحكم المحلي، وكان يتم اختياره من بين كبار العائلات ويتمتع بصلاحيات واسعة، ومع دخول الحملة الفرنسية وظهور تنظيمات جديدة، أخذ المنصب طابعًا قانونيًا ومؤسسيًا أكثر، لكنه ظل مرتبطًا بالطبيعة الريفية والقبائلية في مصر.

وعلى مر العصور، أصبح العمدة رمزًا للقيادة المحلية، معتمدًا على قاعدة اجتماعية متينة وثقة المجتمع. 

اليوم، يُعتبر العمدة جزءًا من منظومة متكاملة، يساهم في تنفيذ الخطط التنموية، الإشراف على المشروعات الخدمية، وحفظ النظام العام، كما يلعب دورًا هامًا في التوعية الثقافية والتعليمية، خاصة في المناطق النائية، بالإضافة إلى دوره التقليدي في المصالحة الاجتماعية وتسوية النزاعات بشكل ودي.

شروط منصب العمدة

ويرى الترباني أن هناك شروط يجب أن تتوافر لتولي منصب العمدة، أهمها أن يكون من العائلات البارزة في المجتمع، مُقيمًا بالمنطقة، ويتمتع بسمعة حسنة وسجل نظيف، ومن المهم أن يمتلك القدرة على القيادة والتواصل، بالإضافة إلى الإلمام بالقوانين المحلية والإدارية.

هناك تحديات كثيرة يواجهها العمدة، أبرزها ضعف الإمكانيات أحيانًا، مقارنة بتزايد الطلبات والخدمات المطلوبة من الأهالي، وهو ما يضع ضغطًا كبيرًا على عاتقه لتلبية احتياجاتهم بسرعة وفعالية.

واختتم الترباني حديثه: "أعتقد أن دور العمدة سيظل محوريًا، خاصة في المناطق الريفية، ومع تطور الخدمات والتكنولوجيا، يمكن أن يتوسع دوره ليشمل المزيد من المسؤوليات الاجتماعية، بما يضمن تحسين حياة المواطنين بشكل أكبر".

search