الثلاثاء، 01 أبريل 2025

07:23 م

مأزق أوكرانيا في كورسك.. بين التمسك بالأرض والتضحيات البشرية

حرب أوكرانيا

حرب أوكرانيا

خاطر عبادة

A .A

بعد هجوم مفاجئ في وقت سابق من هذا العام، فقدت القوات الأوكرانية حوالي نصف الأراضي التي استولت عليها في منطقة كورسك الروسية، في وقت يشير فيه المسؤولون الأمريكيون إلى أن كييف قد تخسر الباقي في غضون أشهر. 

هذه الخسارة المحتملة قد تحرم أوكرانيا من نفوذ مهم في محادثات وقف إطلاق النار مع روسيا.

ووفقًا لوكالة بلومبرج الأمريكية، يعاني الجيش الأوكراني بالفعل من نقص في القوى العاملة وعدم اليقين بشأن تدفق الإمدادات من الولايات المتحدة وحلفائها، مما يزيد من صعوبة صد التقدم الروسي في شرق البلاد.

وفي كورسك، المنطقة الواقعة في غرب روسيا التي استولت القوات الأوكرانية عليها، تواجه القوات الأوكرانية تعزيزات كبيرة من حوالي 12 ألف جندي من كوريا الشمالية، الذين يعززون القوات الروسية في المعركة.

وبينما تواصل موسكو جهودها المنسقة لدفع القوات الأوكرانية خارج كورسك، يتوقع المسؤولون الأمريكيون أن القوات الأوكرانية قد لا تتمكن من الاحتفاظ بالأرض حتى الربيع المقبل. في حال استمرار الوضع على ما هو عليه، ستضطر كييف للتراجع أو المخاطرة بالحصار.

هذا التوقيت حساس بالنسبة للأوكرانيين، إذ يأملون في استخدام الأراضي التي تم الاستيلاء عليها في كورسك كورقة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية. 

رغم تصريحات الرئيس المنتخب دونالد ترامب الذي يفضل إنهاء الحرب سريعًا، فإن المفاوضات بين الجانبين قد تستغرق شهورًا بسبب تعقيدات المطالب الأوكرانية والروسية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن يوم الخميس أنه ليس على علم بمقترح إدارة ترامب لتجميد الحرب مقابل ضمانات بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي في العقدين المقبلين، مؤكدًا أن مثل هذه الصفقة لن تنجح لروسيا.

وفي الوقت الذي تواصل فيه روسيا تحقيق تقدم ميداني، تشير التوقعات إلى أن موسكو قد تسعى لتأخير المحادثات في سعيها لاستعادة أكبر قدر ممكن من الأراضي قبل أي هدنة محتملة.

من جهة أخرى، نجحت القوات الأوكرانية في الحفاظ على وجودها في كورسك لفترة أطول من المتوقع، بفضل مساعدة جزئية من قرار الولايات المتحدة بالسماح لكييف بإطلاق صواريخ بعيدة المدى على روسيا.

وبينما كانت نية أوكرانيا من التوغل في كورسك هي تحقيق صدمة وتكبيد القوات الروسية خسائر كبيرة، فإن المسؤولين الأمريكيين يعربون عن أملهم في أن يأمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالانسحاب لتجنب تكبد المزيد من الخسائر البشرية.

ورغم التراجع المحتمل، فإن التوغل الأوكراني في كورسك قد كلف القوات الروسية والكورية الشمالية تكاليف باهظة، حيث أكد جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أن الكوريين الشماليين الذين يدعمون روسيا شنوا "هجمات جماعية" في كورسك، مما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من ألف شخص في الأسبوع الماضي فقط.

search