الجمعة، 22 نوفمبر 2024

02:12 م

حال مواجهة روسيا.. هل تضطر بريطانيا لتجنيد كل الشعب؟

جنود بالجيش البريطاني

جنود بالجيش البريطاني

محمد خيري

A A

تهيمن حالة من القلق على بريطانيا بسبب استمرار الصراع الغربي مع روسيا على الأراضي الأوكرانية، ما عزّز مخاوف من احتمالية نشوب مواجهة مباشرة بين روسيا وبريطانيا قد تكلف الأخيرة مسؤولية تجنيد الشعب الإنجليزي بأكمله، نظرًا لقلة عدد الجنود في الجيش.
خبراء عسكريون بريطانيون حذّروا من كارثة محققة تتمثل في أن الجيش البريطاني لا يملك حاليًا عددًا كافيًا من الجنود لمواجهة روسيا بشكل مباشر، فقد أكد المدير العام السابق للمعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI)، مايكل كلارك، أن الجيش يجب أن يدفع باتجاه زيادة عدد المجندين في الجيش البريطاني ليتجاوز 100 ألف مقاتل.

الجيش البريطاني

وأضاف كلارك، في تصريحات نقلتها صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن هناك مخاوف من استدعاء البريطانيين بأكملهم إذا اندلعت الحرب المباشرة مع روسيا، وذلك بعدما أكد رئيس الأركان العامة للجيش الملكي البريطاني، الجنرال باتريك ساندرز، أن على المملكة المتحدة تدريب "جيش المواطنين"، مقترحًا زيادة عدد الجنود الاحتياط.
وتشير التقديرات إلى أن الجيش البريطاني حاليًا يتكوّن من حوالي 74 ألف جندي فقط، بعد أن كان 102 ألف جندي في عام 2006، حيث أكد الجنرال ساندرز أن تعزيز أعداد الجيش استعدادًا لصراع محتمل يجب أن يكون "مشروعًا يشمل الأمة البريطانية بأكملها".
واعتُبِرت هذه التصريحات بمثابة تحذير بضرورة أن يكون الرجال والنساء البريطانيون مستعدون للاستدعاء للانضمام إلى القوات المسلحة البريطانية إذا دخل حلف شمال الأطلسي "الناتو" في حرب ومواجهة مباشرة مع روسيا.

الجيش البريطاني

الاستعداد للقتال

وكشف أستاذ دراسات الحرب الزائر في "كينجز كوليدج"، البروفيسور مايكل كلارك، أن هناك تنبؤات تشير إلى أن القوات البريطانية ستكون على الأرض في حرب بين أوروبا وروسيا في السنوات القليلة المقبلة، وبعدها ستبدأ حرب باردة أخرى، قائلًا "إذا لم تكن تقاتل، فاستعد للقتال. علينا أن نكون مستعدين للقتال".
وتابع "سيتعين علينا تعزيز القوات المسلحة، وستكون هناك بعض الأزمات العسكرية في السنتين إلى السنوات الخمس المقبلة، بسبب قلة عدد الجنود في الجيش البريطاني"، مضيفًا أن التجنيد الإجباري مخالف لما سمّاه "الحمض النووي الثقافي لبلدنا".
وطالب كلارك بالاعتماد على سمعة القوات المسلحة البريطانية وثقة الناس بها، من أجل ضم أعداد جديدة إلى الجيش الملكي البريطاني، مشددًا على أن الجيش حاليًا يحتاج إلى 12 ألف شخص إضافي في حالة وجود حرب باردة فقط، ويحتاج إلى 150 ألف جندي إضافي ليمتلك القدرة العسكرية الكاملة للمواجهة المباشرة، وهو ما يستوجب أن يكون تعداد القوات المسلحة البريطانية 100 ألف مقاتل.

الجيش البريطاني

وفي الآونة الأخيرة، برزت أصوات بريطانية تطالب بزيادة الإنفاق على القدرات العسكرية بنسبة 10 أضعاف الإنفاق الحالي، طبقًا لرؤية أمريكية أوصت بذلك، حيث أكد وزير البحرية الأمريكية، كارلوس ديل تورو، أنه "من الضروري للغاية" أن تواصل الديمقراطيات الغربية الاستثمار في الدفاع بسبب مجموعة من التهديدات الناشئة في جميع أنحاء العالم.
وقال ديل تورو، في مؤتمر صحفي بعد خطاب ألقاه في المعهد الملكي للخدمات المتحدة بلندن "أعتقد أنه من المهم بالنسبة إلى المملكة المتحدة أن تعيد تقييم ما هي عليه اليوم في ضوء التهديدات الموجودة اليوم".
ونقلت "ديلي ميل" عن  رئيس الأركان العامة للجيش الملكي البريطاني، السير باتريك ساندرز، قوله إن صفوف القوة العسكرية البريطانية البالغ قوامها 74 ألف جندي تحتاج إلى تعزيز بما لا يقل عن 45 ألف جندي احتياطي من المواطنين، وذلك إذا أرادت البلاد الاستعداد لحرب محتملة بين قوات "الناتو" وروسيا.
كما سلّط السير باتريك الضوء على قضايا التمويل، قائلًا "إن الاستعدادات لإنشاء الجيش الأكثر فتكا في أوروبا تم إعاقتها، وأن أكثر من 80% من برنامج إنفاق الجيش البالغ 44 مليار جنيه إسترليني على مدى 10 سنوات لم يتم الالتزام به بعد".

الجيش البريطاني


وردًا على ذلك، قالت متحدثة باسم رئيس الوزراء البريطاني، لم تكشف هويتها، إن المملكة المتحدة هي ثاني أكبر منفق على الدفاع في حلف شمال الأطلسي والأكبر في أوروبا، مؤكدة أن القوات البحرية والجيش والقوات الجوية الملكية تلعب دورًا عالميًا نشطًا، وتعمل عبر كل المحيطات والقارات، مشددة على أن القوات العسكرية البريطانية هي السبب وراء كون بريطانيا الشريك المفضل للولايات المتحدة في اتخاذ إجراءات للدفاع ضد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
وتابعت "نحن نفعل كل هذا بينما نستمر في كوننا داعمًا رائدًا عالميًا للدفاع عن أوكرانيا، وقد أعلنا عن زيادة في التمويل العسكري بقيمة 2.5 مليار جنيه إسترليني خلال زيارة رئيس الوزراء الأخيرة إلى كييف هذا الشهر". 

search