الأربعاء، 15 يناير 2025

12:53 ص

باحثة لبنانية: اختيار "سلام" لرئاسة لبنان "تقييد" لنفوذ حزب الله (خاص)

 أورنيلا سكر الباحثة السياسية اللبنانية

أورنيلا سكر الباحثة السياسية اللبنانية

سيد محمد

A .A

كشفت الباحثة السياسية اللبنانية أورنيلا سكر، أن اختيار نواف سلام لرئاسة الحكومة اللبنانية قد يُعتبر تحديًا ضمنيًّا لنفوذ حزب الله، لكنه ليس بالضرورة "هزيمة"، مبينة أن نواف سلام يُعرف بخطابه الإصلاحي والمستقل، وهو ما يتعارض مع نهج المحاصصة الطائفية والسياسية الذي يستفيد منه الحزب وحلفاؤه.   

وأكدت سكر لـ "تليجراف مصر"، أن حزب الله قد يرى سلام  كخيار فرضته تسويات داخلية وخارجية، لكنه قد يتعامل معه بحذر لتجنب المواجهة المباشرة، خاصةً في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية الحادة، مشيرة إلى أن مدى قدرة نواف سلام على العمل دون عرقلة من القوى التقليدية، بما في ذلك حزب الله، سيكون المحدد لتأثير اختياره على توازن القوى.  

المشهد بعد اختيار رئيس لبنان

وأوضحت الباحثة السياسية اللبنانية، أن انتخاب رئيس للجمهورية وتعيين رئيس حكومة قد يُنهي مرحلة الجمود السياسي، لكنه لا يعني بالضرورة بداية حقبة استقرار، نظرًا لاستمرار الأزمات الاقتصادية والطائفية.  
 

وعددت سكر التحديات أمام الحكومة اللبنانية المقبلة، ومنها مواجهة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة، وإعادة بناء الثقة مع الشارع اللبناني والمجتمع الدولي، وتحقيق الإصلاحات المطلوبة للحصول على دعم مالي دولي، موضحة أن الحكومة والرئاسة ستواجهان تحديات في تحقيق توافق بين القوى المتصارعة داخليًا، خاصة إذا كان هناك ضغط خارجي لتغيير المعادلات.  

هل باع التيار الوطني الحر حزب الله؟  
 

وأشارت سكر إلى أن دعم رئيس التيار الوطني الحر باسيل خيار لـ نواف سلام يعتبر تسوية تعارض توجهات حزب الله، فقد يُنظر إليه كخروج عن التحالف التقليدي، خاصةً إذا كان ذلك بسبب ضغط دولي أو سعيه لتأمين مصالحه السياسية، مبينة أن التيار الوطني الحر يبحث عن موقع سياسي يضمن له دورًا مستقبليًا في مرحلة ما بعد الأزمة، وقد يُضحي بتحالفه مع حزب الله لتحقيق ذلك.  


 

ولفتت الباحثة السياسية إلى أن باسيل يدرك أن ارتباطه بحزب الله قد أفقده الكثير من شعبيته في الشارع المسيحي، وربما يسعى إلى إعادة تموضع سياسي يرضي جمهوره ويُخفف الضغوط الدولية عليه.  

تأثير الموقف الدولي في التغييرات الأخيرة  

وبينت سكر أن الدور العربي وخاصة السعودية، التي  كانت تدعم تاريخيًا القوى التي تسعى للحد من نفوذ حزب الله وإيران في لبنان، قد تكون وراء الدفع نحو تسوية تفضي إلى شخصيات إصلاحية مثل نواف سلام.  
وأفادت الباحثة اللبنانية، أن عودة السعودية إلى الانخراط في الملف اللبناني بعد سنوات من الابتعاد تعكس رغبة في تقليص نفوذ إيران وحزب الله، خاصةً في ضوء التحولات الإقليمية، خاصة وأن الرياض بحاجة إلى التأكد من أن التغييرات ستؤدي إلى إصلاحات حقيقية وليست مجرد تسويات تُعيد إنتاج ذات النظام السياسي.  
ولم تغفل سكر، الموقف الأمريكي والأوروبي المؤثر أيضًا، حيث يتم الضغط لتحقيق إصلاحات تمكّن من دعم لبنان ماليًا، والتوافق الدولي على اختيار رئيس حكومة ورئيس جمهورية يُشير إلى محاولة منع انهيار لبنان بشكل كامل.  


تحديات تواجه حزب الله

ولفتت سكر إلى أن اختيار نواف سلام قد يُفسر كرسالة موجهة لتقييد نفوذ حزب الله، لكنه ليس بالضرورة هزيمة مباشرة، إذ يعتمد على كيفية تعامل الحزب وحلفائه مع المرحلة، والمشهد السياسي بعد انتخاب رئيس للجمهورية ورئيس للوزراء سيظل هشًا ما لم تتحقق إصلاحات جذرية تُعيد ثقة الشعب والمجتمع الدولي.  

 

search