"سموم على طبق من زئبق".. الجوع يدفع الغزاويين لأكل الدلافين
مواطن غزاوي يستعرض دولفين بعد اصطياده
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا صور توّثق اصطياد عدد من سكان قطاع غزة أسماك القرش والدلافين، في محاولة لسد حاجتهم الغذائية في ظل ظروفهم المعيشية الصعبة.
وعلى الرغم من أن هذه الأنواع محمية عالميًا، إذ يُحظر صيدها وفقًا للقوانين الدولية لأسباب بيئية وصحيّة، فإن أجواء الحرب والحصار والجوع دفعتهم إلى تجاهل الأضرار ومحاولة التقوت بأي مصدر للطعام.
أطباق خطيرة لسد الجوع
إحدى الصور التي نشرها الفلسطيني محمد الغفاري عبر حسابه على منصة "إنستجرام"، أثارت انتباه الكثيرين، حيث ظهر شابان من غزة يحملان أسماكًا من الأنواع المحمية مثل الدلافين وأسماك القرش، بهدف تناولها في أطباق تسد جوعهم.
وتأتي هذه الخطوة في ظل التحديات التي تواجه الصيادين في القطاع الفلسطيني المأزوم نتيجة الحصار المفروض عليه خصوصًا في ظل الحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من عام، وهو ما يعوق وصولهم إلى مناطق صيد أوسع وأكثر أمانًا.
مخاطر صحية وبيئية
تُظهر دراسات، كتلك التي أجرتها منظمة Dolphin Project لحماية الدلافين ومنظمة Shark Spotters المعنية بسلامة أسماك القرش، أن تناول لحوم هذه الكائنات البحرية قد يسبب مخاطر صحية كبيرة بسبب احتوائها على نسب مرتفعة من الملوثات السامة، وعلى رأسها الزئبق والزرنيخ.
ووفقًا للدراسة المنشورة، فإن وجبة متوسطة من لحم القرش، تحتوي على 0.77 كجم من الزئبق، وهي نسبة تفوق الحد المسموح به من قبل وكالة حماية البيئة الأمريكية بمقدار ثماني مرات.
الزئبق الذي يُعتبر ثاني أكثر المواد سمية في العالم بعد البوتونيوم، يتركز في أنسجة هذه الأسماك نتيجة وقوعها في قمة السلسلة الغذائية البحرية.
ورغم أن اصطياد هذه الأنواع البحرية يعد مخالفة للقوانين الدولية، فإن الحصار المفروض على القطاع أدى إلى تضييق الخيارات الغذائية لسكانه، ما دفعهم إلى البحث عن مصادر غذاء بديلة رغم المخاطر الصحية والبيئية المرتبطة بها.
أضرار الزئبق على الإنسان
يهاجم الزئبق الدماغ والجهاز العصبي، ما يسبب أضرارًا تشمل فقدان البصر، والسمع، واضطرابات الحركة، والتدخل في الذاكرة، والتفكير، وقد يصل الأمر إلى الإصابة بالخرف.
أما بالنسبة إلى النساء الحوامل، فيشكل الزئبق خطرًا على الأجنة، حيث قد يؤدي إلى تلف دماغي دائم لديهن.
تجارب دولية تؤكد الخطر
في اليابان، حيث يُسمح باستهلاك لحوم الدلافين رغم المخاطر الصحية المعروفة، أظهرت اختبارات أجريت في عامي 2006 و2007 بالتعاون مع صحيفة “جابان تايمز” ومنظمة "إلسا للحفاظ على الطبيعة"، أن مستويات الزئبق في لحوم الدلافين تتجاوز الحد الأقصى الذي حددته وزارة الصحة اليابانية بما يتراوح بين 4 و13.5 مرة.
وأكدت منظمة “مشروع دولفين” (Dolphin Project) أن جميع العينات التي اختبرتها من لحوم الدلافين خلال السنوات الماضية أظهرت تلوثًا بمستويات مرتفعة من الزئبق والسموم الأخرى، ومع ذلك يستمر استهلاك هذه اللحوم نتيجة لعرضها في الأسواق، وتجاهل الحكومة اليبانية للمخاطر الصحية والبيئية المترتبة على ذلك.
أحدث الفيديوهات
أخبار ذات صلة
تفريزات رمضان.. 5 نصائح ومدة صلاحية تخزين الطعام
14 يناير 2025 01:43 م
ملجأ للأثرياء فقط.. القصر الوردي يشعل نار الطبقية في لوس أنجلوس
14 يناير 2025 11:04 ص
"هيجمد قلبك".. تأُثيرات الباراسيتامول لا تقف عند تسكين الألم
13 يناير 2025 09:16 م
"عامل دماغ".. منشور ساخر يكشف لغز "ضحكة الأطفال الملائكية"
13 يناير 2025 07:54 م
أكثر الكلمات انتشاراً