ترامب يربك الاقتصاد العالمي.. كيف تتأثر مصر؟
![الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب](https://media.egypttelegraph.com/2025/2/large/16831479074413202502070935593559.jpg)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
يشهد الاقتصاد العالمي حالة من القلق المتزايد مع تصاعد التوترات التجارية بين الدول الكبرى، في ظل قرارات متبادلة بفرض رسوم جمركية جديدة تهدد استقرار الأسواق العالمية، وسط تحذيرات من تأثير هذه الإجراءات على معدلات التضخم وحركة التجارة الدولية، ما قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية واسعة النطاق.
ترامب يوسع تهديداته
وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، نيته فرض مزيد من الرسوم الجمركية على عدد من الدول خلال الأسبوع المقبل، في خطوة تهدف إلى تقليص عجز الميزانية الأمريكية، لكنه لم يحدد بعد الدول التي ستتأثر بهذه الإجراءات.
ونقلت وكالة رويترز عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن ترامب ناقش خطته الجديدة مع المشرعين خلال اجتماع في البيت الأبيض أمس، حيث جرى الحديث عن كيفية استغلال العائدات المتوقعة من الرسوم الجديدة في تمويل تمديد التخفيضات الضريبية التي أقرتها إدارته في 2017.
ورغم أن التعريفات الجمركية لم تمثل سوى 2% من الإيرادات السنوية للحكومة الأمريكية في السنوات الأخيرة، فإنها قد تساعد في تعويض جزء من العجز المالي الناتج عن التخفيضات الضريبية التي أضافت تريليونات الدولارات إلى الميزانية.
ومع تصاعد الحرب التجارية، اتخذت الولايات المتحدة خلال الشهر الجاري خطوة تصعيدية ضد كندا والمكسيك، حيث فرضت رسومًا جمركية بنسبة 25% على معظم الواردات القادمة من البلدين، باستثناء خام النفط الذي خضع لرسوم مخفضة بنسبة 10%، لكن تم تأجيل تنفيذ القرار لمدة شهر.
وشملت هذه السياسة الصادرات الصينية أيضًا، ما أدى إلى توترات جديدة بين واشنطن وبكين، خاصة مع اتهامات ترامب للصين بالمسؤولية عن تهريب مادة الفنتانيل، التي أدت إلى ارتفاع عدد الوفيات الناتجة عن تعاطي المخدرات في الولايات المتحدة.
رياح عكسية
في المقابل، لم تتأخر ردود الفعل الدولية، حيث أعلنت كل من كندا والمكسيك عزمهما اتخاذ إجراءات مضادة لحماية مصالحهما الاقتصادية، وأكد رئيس الوزراء الكندي، أن بلاده لن تتردد في فرض رسوم انتقامية إذا اقتضى الأمر ذلك، بينما صرحت رئيسة المكسيك، أن حكومتها تمتلك خططًا جاهزة للرد لكنها لم تفصح عن تفاصيلها بعد.
أما الصين، فقد نددت بالقرار الأمريكي واعتبرته انتهاكًا لقواعد التجارة العالمية، مؤكدةً أنها ستتقدم بطعن رسمي أمام منظمة التجارة العالمية، إلى جانب اتخاذ إجراءات انتقامية ضد الولايات المتحدة، رغم أنها لم تحدد طبيعتها بعد.
كما انضمت البرازيل إلى قائمة الدول التي لوحت باتخاذ إجراءات مماثلة، حيث أكد رئيسها أن بلاده ستتخذ إجراءات لحماية صادراتها إذا فرضت واشنطن رسومًا على المنتجات البرازيلية.
وفي ظل هذه التوترات، باتت أوروبا في مرمى النيران، حيث صرح ترامب بأن القارة العجوز استفادت من الولايات المتحدة لسنوات طويلة، وهو أمر يراه غير منصف، مؤكدًا عزمه فرض رسوم جمركية على المنتجات الأوروبية ردًا على الضرائب المرتفعة التي تفرضها الدول الأوروبية على المنتجات الأمريكية.
وعلى الفور، ردت رئيسة المفوضية الأوروبية، بأن الاتحاد الأوروبي سيرد بحزم على أي رسوم تستهدف صادراته، معتبرة أن هذه الإجراءات ستؤدي إلى إلحاق الضرر بجميع الأطراف.
تداعيات سلبية
من جانبه، حذر رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، من التداعيات السلبية المحتملة لفرض الرسوم الجمركية على السلع عالميًا، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى ارتفاع غير مسبوق في الأسعار، ما سيؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي ويزيد من الضغوط التضخمية.
وأوضح مدبولي، أن الخبراء الاقتصاديين أبدوا مخاوفهم بشأن تحمل السلع تكاليف إضافية بسبب هذه الرسوم، ما قد يتسبب في موجة تضخم جديدة تتفاقم بشكل سريع، لا سيما في ظل المساعي العالمية لكبح جماح التضخم وتحقيق استقرار اقتصادي.
وأشار إلى أن فرض هذه الرسوم يمثل تهديدًا حقيقيًا للتجارة الدولية، حيث يرى البعض أنها قد تؤدي إلى حرب تجارية بين الدول، ما قد يعوق حركة التجارة الحرة ويؤثر على سلاسل الإمداد العالمية، مؤكدًا ضرورة التوصل إلى توافق عالمي بشأن هذه القضية، لضمان استقرار الأسواق العالمية وتعزيز الانتعاش الاقتصادي في الفترة المقبلة.
التأثير على مصر
وقال عضو الجمعية المصرية للاقتصاد والإحصاء والتشريع، الدكتور وليد جاب الله، إن الاقتصاد المصري يواجه تداعيات محتملة مع تصاعد الحرب التجارية، نتيجة اضطرابات حركة التجارة العالمية، حيث تتزايد المخاوف من ارتفاع أسعار السلع المستوردة بفعل الرسوم الجمركية الجديدة، ما قد يؤدي إلى زيادة التضخم المحلي.
وأضاف جاب الله لـ"تليجراف مصر"، أن تأثر سلاسل الإمداد العالمية بهذه السياسات قد ينعكس سلبًا على القطاعات الصناعية المصرية، التي تعتمد على استيراد المواد الخام من الأسواق العالمية، إلى جانب احتمالية تراجع تدفقات الاستثمار الأجنبي، خاصة في القطاعات التصديرية والصناعية.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن تلك الرسوم الجمركية تعد سلاحًا ذا حدين، حيث لا تؤثر فقط على الدول المستهدفة، بل تمتد تداعياتها إلى الاقتصادات المرتبطة بالأسواق الكبرى، مضيفًا أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين دول المنطقة والاقتصادات العالمية، ما يجعل بعض الدول عرضة لتأثير هذه الرسوم على منتجاتها المستوردة من أمريكا وأوروبا.
ورغم هذه التحديات، أشار جاب الله، إلى أن مصر قد تستفيد من التوترات التجارية في بعض الجوانب، مثل جذب الاستثمارات الباحثة عن بدائل للأسواق المتأثرة بالقيود التجارية، أو تعزيز الصادرات إلى الدول المتضررة من القيود الأمريكية على شركائها التجاريين التقليديين، إلا أن التحديات أكثر وضوحًا، ما يستدعي سياسات اقتصادية مرنة للتكيف مع أي تداعيات سلبية محتملة.
![title title](/images/title.png)
أحدث الفيديوهات
![title title](/images/title.png)
أخبار ذات صلة
سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه اليوم السبت 8 فبراير 2025
08 فبراير 2025 01:30 ص
اضطراب أسعار النفط بسبب مخاوف التجارة العالمية
07 فبراير 2025 11:52 م
شبح حرب تجارية.. ترقب بالأسواق العالمية بعد قرارات ترامب
07 فبراير 2025 08:21 م
حظر "DeepSeek".. صراع تكنولوجي أم مخاوف أمنية؟
07 فبراير 2025 06:25 م
أكثر الكلمات انتشاراً