الثلاثاء، 11 فبراير 2025

04:00 م

"لسعادة الستات".. "شخلعة" مشروع رقص بلدي لتفريغ شحنة النساء السلبية

ضغوط مجتمعية تحفظها المرأة عن ظهر قلب تتخللها فترات صمت طويلة لا يعقبها أي حراك، وخلف الأبواب المُغلقة تبحث كثيرات عن مساحة آمنة لممارسة طقوس الرقص لتفريغ شحنة سلبية من كبت أو حزن، دون النظر إلى شكل جسد أو وزن أو أي تحفظ قد يمثل حرجًا معنويًا لفتاة أو سيدة.

و"شخلعة" مبادرة وجدت طريقها بين نساء مصريات قررن أن يتحدين فكرة الوصمة الاجتماعية المرتبطة بأجسادهن، أو الضغوط التي كادت أن تمحي إحساسهن بأنهن يستحققن حياة أفضل.

المشاركات في "شخلعة" تتراوح أعمارهن بين 18 و48 عامًا، وأوزانهن بين 55 و130 كيلوجرامًا، وتسعى المبادرة لمنحهن مساحة للتعبير عن  أنفسهن دون الخضوع لمعايير الجمال التقليدية، أو لوصمة مجتمعية، من أجل استعادة شغفهن بالحياة بعيدًا عن أي ضغوط أو حواجز.

مؤسسة مبادرة “شخلعة”

مي عامر مؤسسة مبادرة “شخلعة” ترى أن المبادرة متنفس لتقديم فن الرقص البلدي على يد مجموعة من السيدات، محجبات وغير محجبات وكذلك منتقبات.

عامر، قالت لـ"تليجراف مصر" قد يظن البعض أن المبادرة أُسست لتقديم عروض الرقص البلدي بهدف الربح، ولكن في الأساس الرقص في "شخلعة" جاء لكل سيدة تريد فقط أن ترقص حتى لو لم يرها أحد، مؤكدة: "كل الهدف إن الستات تنبسط".

الأنثروبولوجيا الثقافية

مي عامر، الباحثة والمحاضرة في الأنثروبولوجيا الثقافية، تخرجت في كلية الآداب قسم إعلام، إلا أنها فيما بعد أحبت الفنون لذلك اتجهت لدراسة الأنثروبولوجيا الثقافية، من ثم تخصصت في فن الرقص البلدي، الذي تراه تعبيرًا عن الأنثى وعن مواقف حياتية تمر بها يوميًا.

وفق مي، فهدف المبادرة هو خلق مساحة آمنة للسيدات التي ترغب في إمالة جسدها على الطبل والزمر دون أن يراها أي أحد، والأمر متاح لكل الفئات والطبقات.

“شخلعة” لتحسين الحالة المزاجية

وأوضحت مي، أنه بمجرد تأسيس فرقة “شخلعة” أتت إليها النساء من كل حدب، ليكنّ جزءًا من تلك الفكرة لتحسين حالتهن المزاجية، مشيرة إلى أن الأمر لم يخل في البداية من الانتقادات وربطها باعتبارات جنسية ليس لها أساس من الصحة.

وأشارت مي إلى أن المنضمات للمبادرة تعرضن في البداية إلى قدر من الإساءة والإهانة، ولكنهن تجاوزن الأمر لنبل الفكرة وأنها أسست لهن وليس لإرضاء أحد.

وتابعت مي، أن أكثر النساء اللائي انضممن للمبادرة كن ممتلئات الجسد، وكن يخجلن من شكل أجسادهن، لكن مع الانخراط في الرقص رفقة زميلات لهن، تعلمن أن يحببن شكلهن كما هو، كما أنهن مع الوقت أصبحن أكثر احترافًا في الرقص من آخريات أقل وزنًا.

مي، تطمح في أن تكون "شخلعة" مبادرة مشهورة على المستوى العربي وليس في مصر فقط، لنشر المفاهيم الصحيحة حول الرقص البلدي بعيدًا عن التنمر أو إساءة الفهم.

search