الجمعة، 22 نوفمبر 2024

03:25 م

"البرج 22".. أسرار عن القاعدة الأمريكية المستهدفة بالأردن

صورة فضائية لموقع البرج 22 (أسوشيتد برس)

صورة فضائية لموقع البرج 22 (أسوشيتد برس)

أحمد سعد قاسم

A A

أصبح الموقع الصحراوي العسكري الأمريكي في الأردن "البرج 22"، الذي طالما كان الحديث عنه قليلًا في السنوات الماضية، محط اهتمام دولي بعد أن أدى هجوم بطائرة مسيّرة إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة 34 آخرين.

"البرج 22" هي قاعدة عسكرية استراتيجية تقع في أقصى شمال شرق الأردن، قُرب منطقة منزوعة السلاح على الحدود بين الأردن وسوريا على طول ساتر رملي مدمّر بالجرافات يمثل الحافة الجنوبية للمنطقة منزوعة السلاح. وتبعد الحدود العراقية عنها مسافة 10 كيلومترات فقط.

ليس هناك الكثير من المعلومات عن هذه القاعدة، لكن وظيفتها الرئيسية هي تقديم الدعم اللوجستي، ويوجد بها 350 جنديًا وطيارًا أمريكيًا.

ومنذ اندلاع النزاع السوري في عام 2011 ، أنفقت واشنطن مئات الملايين من الدولارات لمساعدة الأردن في إنشاء نظام مراقبة يُسمى برنامج أمن الحدود لمنع دخول المتطرفين من سوريا والعراق، بحسب وكالة “رويترز” للأنباء.

وليس واضحًا ما هي الأسلحة التي تحتفظ بها القاعدة، والدفاعات الجوية التي تستخدمها، وكيف تمت مهاجمتها بالطائرات بدون طيار.

قوات من الجيش الأمريكي

تفاصيل الهجوم

وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، قالت في بيان صادر عنها، إن الهجوم أدى إلى مقتل ثلاثة من العسكريين الأمريكيين وإصابة 34 آخرين.

وقال البنتاجون إن الهجوم "كان بطائرات مسيّرة على قاعدة شمال شرق الأردن بالقرب من الحدود السورية".

من ناحية أخرى، قالت الحكومة الأردنية، التي أدانت الهجوم أيضًا، إنه وقع في قاعدة “التنف” داخل الأراضي السورية. لكن وزارة الدفاع الأمريكية، قالت إن الهجوم وقع "على قاعدة الدعم اللوجستي الموجودة في البرج 22 التي تنتمي إلى شبكة الدفاع الأردنية".

وأضاف البيان الصادر عن البنتاغون أن هناك “حوالي 350 من الجنود والطيارين الأمريكيين موزعين في القاعدة، ويؤدون عدة وظائف دعم رئيسية، بما في ذلك دعم التحالف للقضاء نهائيًا على تنظيم داعش”.

وقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن، الأحد الماضي، وأصيب ما لا يقل عن 34 آخرين، فيما قالت إدارة بايدن إنه هجوم بطائرة بدون طيار شنته ميليشيا مدعومة من إيران، وهو الهجوم الأول الذي أسفر عن قتلى في صفوف الجيش الأمريكي منذ بدء التوترات في السابع من أكتوبر 2023.

وقال مسؤول عسكري أمريكي إن المسيّرة الهجومية ذات الاتجاه الواحد ضربت منطقة سكنية في الموقع، ما تسبّب في إصابات تراوحت بين جروح طفيفة وإصابات في الدماغ.

الضغط على بايدن

لكن من المؤكد أن مقتل أفراد الخدمة الأمريكية، ومعظمهم من جنود الاحتياط العسكريين، سيزيد الضغط على الرئيس الأمريكي للانتقام بقوة أكبر مع تزايد الصراع في الشرق الأوسط، وقال بايدن في بيان الأحد الماضي، "بينما لا نزال نجمع حقائق هذا الهجوم، فإننا نعلم أن جماعات مسلحة متطرفة مدعومة من إيران تعمل في سوريا والعراق نفذته".

وفي حديثه لاحقًا في ولاية ساوث كارولينا، قال بايدن “لقد فقدنا ثلاثة أرواح شجاعة”. ثم صمت الرئيس لدقيقة، قبل أن يضيف: “سنرد”.

كما حمل وزير الدفاع لويد جيه أوستن الثالث، الميليشيات المدعومة من إيران مسؤولية الهجمات المستمرة ضد القوات الأمريكية في المنطقة، لكنه لم يحدد الدولة التي انطلق منها الهجوم. وقال أوستن “أنا والرئيس لن نتسامح بشأن الهجمات على القوات الأمريكية، وسنتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن الولايات المتحدة وقواتنا ومصالحنا”.

وأدانت الحكومة الأردنية الهجوم في بيان لها، وقالت إن الأميركيين “يتعاونون مع الأردن في مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود”.

ولم يتضح حتى الآن سبب فشل الدفاعات الجوية في الموقع في اعتراض الطائرة المسيّرة، وهو ما قال قادة عسكريون سابقون إنه يبدو أنه أول هجوم معروف على الموقع منذ بدء الهجمات على القوات الأمريكية بعد وقت قصير من التوغل في السابع من أكتوبر.

قاعدة عسكرية أمريكية تضم جنودا

قوات أمريكية

ولدى الجيش الأمريكي قوات متمركزة في العراق وسوريا والأردن إلى حد كبير لمنع عودة ظهور تنظيم "داعش"، وتتمركز القوات الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وبعضها في البلدان التي ازدهر فيها التنظيم الإرهابي. ويوجد 2500 جندي أمريكي في العراق و900 جندي في سوريا يعملون من قواعد غالبًا ما تكون في مناطق نائية.

في العراق، تدعم هذه القوات الجيش العراقي، وفي سوريا، تدعم القوات الكردية. وتعمل القوات أيضًا على تطبيق العقوبات الأمريكية على “حزب الله”، وهو جماعة عسكرية لبنانية وحزب سياسي تدعمه إيران.

وتشمل القواعد التي تتمركز فيها القوات الأمريكية قاعدة الأسد الجوية، التي تقع في الصحراء الغربية للعراق وتستخدمها القوات العراقية بشكل رئيسي. وتنتشر القوات أيضًا في حامية التنف جنوب شرق سوريا، والتي يخدمها حوالي 350 من أفراد الجيش والقوات الجوية في موقع “برج 22” الحدودي شمال شرق الأردن.

وللولايات المتحدة أيضًا حوالي 2000 جندي يتمركزون في قاعدة جوية في الأزرق بالأردن، بالإضافة إلى قوات العمليات الخاصة والمدربين العسكريين.

ليس الأول

والهجوم على قاعدة “البرج 22” هو الأحدث على القوات الأمريكية في العراق وسوريا والأردن منذ بدء الحرب في غزة. وفي أكتوبر 2023، أصيب 19 جنديًا أمريكيًا بإصابات في الرأس خلال هجمات على قاعدتي الأسد الجوية والتنف. وفي 20 يناير الجاري، تعرضت قاعدة الأسد لقصف صاروخي كثيف، وأصيب عدد صغير من القوات الأمريكية، وألقى المسؤولون الأمريكيون باللوم على الميليشيات المدعومة من إيران في الهجمات.

ووقع ما لا يقل عن 164 هجومًا شنتها الميليشيات المدعومة من إيران ضد القوات الأمريكية في سوريا والعراق والأردن منذ هجمات 7 أكتوبر، وفقًا للبنتاجون.

search